نتقبل النقد المباح، والرأي الحاد، والتحليل المنحرف، لكن لا نتقبل، ولا نتفهم، بل نرفض من يشعل نار التحريض الإعلامي، والزج بالخصومة الشخصية ضد آفاق ثقافية واعدة، كالتي يتصدرها الأخ العزيز أستاذ الفلسفة في جامعة الكويت الدكتور عبدالله الجسمي.
الدكتور عبدالله الجسمي مستشار سلسلة "عالم المعرفة"، الصادرة عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وهي، أي السلسلة، حلم الاذكياء والنوابغ في العالم؛ لذلك تحتاج إلى أمثال أستاذ الفلسفة "الجسمي"، وخبراته العلمية، والثقافية، ودقة عمله الفكري، وثروة عطائه.
المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب له أخطاء، وانحرافات، وإخفاقات، لكن نشفع له حين يقع الإختيار على الدكتور عبدالله الجسمي، وتتجدد الاستعانة به، لكي تنعم "عالم المعرفة" والاصدارات الرصينة الأخرى بشخصية نذرت نفسها للثقافة، والاهتمام بها وتطويرها.
لم تنحرف اهتمامات الدكتور الجسمي نهاراً، ولم تثمل إدراكاته ليلاً تحت تأثير، مباشر وغير مباشر، لمخدرات النرجسية، والولع في الظهور، والتسلق، والقفز من أول الدرج إلى أخره بسرعة تزلف خاطفة، وليس رياضية، كما يحصل للبعض المتطفل على الثقافة، والطارئ على عالم الفلسفة!
الدكتور عبد الله الجسمي، قليل الظهور في وسائل التواصل، لأنه لا يملك حساباً في منصة "إكس"، "تويتر" سابقاً، فهو الإنسان الذي قدم عمله الفكري، وتخصصه الفلسفي، على صحته، وارتفع ضغطه من جهل بعض المحسوبين على الفلسفة، وهو الإنسان نفسه الذي لا يفجر بالخصومة، لكنه يتسلح بشجاعة فكرية، في مواجهة الجهل، والتجهيل.
لو انقلبت صورة، ومعايير الاختيار للمستشارين في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، كوضع ضوابط انتقائية، أو تلبية رغبات فردية، أو إعلانات مدفوعة الأجر، أو شرط شكل، وصوت، وسلوك، المستشار، وعلاقاته مع مصادر الثمالة الذهنية، بالتأكيد، لن ينهض المجلس في إصداراته، وانتشارها العالمي!
إذا شاء "المجلس الوطني"، لا قدر الله، أو أي جهة ثقافية، في نشر إعلانات عن الحاجة لمستشار عبر الإعلانات المبوبة، فبالتأكيد لا يليق بهذه المهنة الاستشارية سوى من يمارس الدجل الثقافي، تحت غطاء علمي زائف، وغرور أجوف، لأسلوب رخيص، وعمل وضيع، واشتراطات قبيحة، لا تليق اطلاقاً بالدكتور عبدالله الجسمي وأمثاله.
خسرنا الكثير في ميدان الثقافة، والفكر، وتخلّفنا أكثر ليس بوجود مستشار كأستاذ الفلسفة الدكتور عبدالله الجسمي، إنما بعدم وجود أمثاله الذين يعرفون الفرق بين المقابل المادي، والقيمة الثقافية، والفكرية، وممارسة الدجل الإعلامي، عبر أبواق شخصية رخيصة.
فالأقلام المأجورة، تعرف طرق الزحف، والتسلق، والانتهازية، والخنوع، وأساليب الفجور في خصومة شخصية ضد الأخ الدكتور عبدالله الجسمي، الذي لا يحتاج إلى هالة وهمية، ولا رأي جائر، ولا ثرثرة جاهل!
الدائرة تضيق على الثقافة في الكويت، لكن دائرة المتسلقين والمتباكين على الثقافة لا تضيق، لأنهم أساساً ليسوا من الكائنات الحية التي تستحق قيمة الحياة الفكرية، والثقافية.
يمكن لمن يشاء من هؤلاء الشرذمة الإعلان عن أنفسهم في الإعلانات المبوبة تحت عنوان "للبيع"، وإعلان رغبة تسويق الشهادات العليا ضمن تدوير النفايات العلمية!
KAltarrah@
0 تعليق