قبل أيام قليلة، كشفت شركة TSMC التايوانية عما وصفته بـ«الشريحة الرقائقية الإلكترونية الأكثر تطوراً في العالم»، وهي شريحة بحجم 2 نانومتر (2nm) وستمثل قفزة نوعية غير مسبوقة في مجال تكنولوجيا أشباه الموصلات.
ووفقا لما نشره موقع «sciencealert.com»، فمن المتوقع أن تبدأ عملية الإنتاج التجاري الواسع لهذه الشريحة الرقائقية الفائقة التطور خلال النصف الثاني من العام الجاري، وذلك في خطوة تعدها الشركة إنجازاً استراتيجياً سيكون من شأنه أن يُحدث تحولاً كبيراً في مجالات الأداء وكفاءة استهلاك الطاقة، وهو الأمر الذي سيسهم في إعادة رسم معالم المشهد التكنولوجي العالمي.
وبالمقارنة مع الجيل السابق من الشرائح فائقة التطور – وهو الجيل المعروف بـ«شرائح 3 نانومتر» (3nm)، فإن التقنية الجديدة التي استحدثتها الشركة بحجم 2 نانومتر ستوفر مزايا ملموسة، بما في ذلك زيادة في سرعة معالجة البيانات 15 في المئة على الأقل وفي الوقت نفسه خفض استهلاك الطاقة بنسبة تصل إلى 30 في المئة إلى جانب تنفيذ مهام معالجة أكثر تعقيداً.
وهذه الشريحة الرقائقية المرتقبة هي من فئة «شرائح المعالجات متناهية الصغر» (الميكروشرائح) التي تستخدم في كثير من الأجهزة الإلكترونية، وهي تُعد الركيزة الأساسية للتكنولوجيا الحديثة إذ أنها تدخل في تكوين الغالبية العظمى من الأجهزة الالكترونية الشخصية التي نستخدمها يومياً كأجهزة الهواتف الذكية والحواسيب المحمولة ومعظم الأجهزة المنزلية وغيرها من الأجهزة الأخرى.
ولهذا، فمن المتوقع أن تستفيد أجهزة الهواتف الذكية وأجهزة الحاسوب المحمولة والأجهزة اللوحية الإلكترونية التي سيتم تزويدها بشرائح 2 نانومتر المرتقبة من أداء أعلى وعمر بطارية أطول، ما سيتيح تصميم أجهزة أصغر حجماً وأخف وزناً دون التضحية بالمزايا المتعلقة بالقوة والكفاءة العالية.
ومن المتوقع أن تعزز هذه الشرائح الجديدة من كفاءة وسرعة التطبيقات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، مثل تطبيقات المساعدة الصوتية والترجمة الفورية والأنظمة الحاسوبية المستقلة (المصممة للعمل دون تدخل بشري مباشر). كما يُتوقع أن تشهد مراكز البيانات الكبرى انخفاضاً في استهلاك الطاقة وتحسناً في قدرات المعالجة، بما سيساهم في تحقيق أهداف الاستدامة البيئية العالمية.
تجدر الإشارة إلى أن شركة TSMC تقوم بتصنيع شرائح رقائقية إلكترونية متقدمة تستخدمها شركات كبرى في مختلف القطاعات، بما في ذلك شرائح تستخدمها شركات سامسونغ وغوغل و«»، إلى جانب شرائح «A-series» التي تستخدمها شركة Apple الأميركية في معظم أجهزتها مثل «آيفون» و«آيباد» و«ماك»، كما أنها تصنّع وحدات معالجة الرسومات الغرافيكية(GPUs) لشركة NVidia المتخصصة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتقنيات تعلّم الآلة.
0 تعليق