شاهدت الكثير من افلام الخيال العلمي منذ سنوات التى كانت تتنبأ بوقعنا الحالى من ثورة الذكاء الاصطناعي والروبوتكس والتى صورت بشكل بسيط قسوة الألة التى تعلمت بواسطة الذكاء الاصطناعي وتنفيذها للأوامر بلا قلب حتى وإن كانت أكثرها وحشية بلا مشاعر أو ندم، ولكن حاول جزء داخل تلك الأفلام أن يصور وجود قلب لتلك الألة التى لا تشعر ينتصر على قسوة الإنسان الذي علمها وإن كان بنسبة 1 في المليون ولكنه كان بطل الفيلم الذي ينتصر في محاولة لإثبات أن الخير دائما ينتصر في النهاية مهما بلغت قسوة الواقع الذي نعيشه.
ولكن الحقيقة التى وجب علينا إدراكها أن العيب ليس في الألة أو في الذكاء الاصطناعي ولكنه في من يعلم الألة ويطور الذكاء الاصطناعي في الإنسان نفسه الذي يطوع تلك الأدوات لخدمة البشرية أو إبادتها والأمثلة كثيرة في كافة المجالات.
فالشر يكمن داخل تلك الأدوات أكثر من الخير دائما، وذلك في الأغلب لأنه هو المدر الأساسي للربح السريع والأموال الطائلة، وكما يقال: "الطريق إلى جهنم مفروش دائما بالنوايا الحسنة"، ومنذ بداية البشرية وتطور العلم كان دائما هناك وجهان لكل اختراع الوجه الطيب وهو ما نراه ويعكسه دائما أصحاب تلك الابتكارات والاختراعات التى تخدم البشرية وهو بالفعل هدفهم منذ البداية، والوجه الخبيث الذي تستغله الشركات التي تتبنى تلك الابتكارات والافكار والاختراعات لتحقيق المكاسب الطائلة منها.
ولكننا لا نشعر بالمصيبة إو ندركها حتى تحدث في بيوتنا فقد انبهرنا بثورة الذكاء الاصطناعي وما يمكن أن يقوم به في كافة المجالات ولكننا تغافلنا عن تسليط الضوء على الجانب الخبيث لهذا الذكاء الاصطناعي وأهمها استخداماته في المجال العسكري والذي يدر مليارات الدولارات على الشركات التى هي في الأساس بلا قلب في سبيل المكسب فالبيزنس دائما بلاقلب بلادين بلاوطن وكمان جبان.
وقد رأينا بالفعل هذا في الطائرات دون طيار التى ترصد وتستهدف وتقتل وتبيد طوال الوقت وتحدد أهدافها بدقة باستخدام الذكاء الاصطناعي والصواريخ الموجهة بدقة باستخدام الذكاء الاصطناعي حتى الأسلحة الألية التى تعمل تلقائيا مع اى حركة وتحدد أهدافها بدقة باستخدام الذكاء الاصطناعي، هذا الذكاء الاصطناعي القاتل طورته نفس الشركة التى وضعت نظام ويندوز الشهير على كافة أجهزة الكمبيوتر في العالم، شركة مايكروسوفت وهو نفس الذكاء الذي ابهرنا خلال السنوات الأخيرة شات جي بي تي من شركة أوبن ايه اى وغيرها، تلك الشركات طورت النماذج المدنية التي يخيل لنا للوهلة الأولى أنها تخدم البشرية، ولكنها مجرد جزء لا يذكر مما طورته في المجال العسكري باستخدام نفس النماذج لصالح الكيان الصهيوني الغاشم ليقتل أطفالنا في غزة بها حيث تساعد تلك النماذج في تحديد الأهداف بشكل دقيق والتعرف على الأشخاص المستهدفين وقتل المدنيين والأطفال والنساء من أبناء غزة دون قلب وبقسوة غاشمة فلم يظهر للاسف للذكاء الاصطناعي قلب حتى الآن ليعارض صانعه كما حدث في الأفلام.
صرخة انثى

ايقظتنا جميعا من غفلتنا صرخة انثى من أقصى الأرض في المغرب إنها ابتهال أبو السعد التى لم تعبأ بوظيفتها المرموقة داخل شركة عالمية تؤمن لها آلاف الدولارات شهريا، رافضة التستر على جرائم الشركة العالمية التى تزعم استخدام التكنولوجيا في خير البشرية بعد أن باتت يدها ملخطة بدماء شهداء غزة الأبرار، والتى باعت برامجها وطوعتها لخدمة العدو الصهيوني فى قتل المدنيين العزل في غزة بلا قلب أو رحمة.
تلك الشركات تسعى للربح بكل وسيلة فهى تكسب أموالها من القاتل والمقتول والضحية والجاني فهى تبيع برامجها لكل المسلمين والعرب حول العالم وتتربح منهم ثم تعود لتطور التكنولوجيا التى تقتل بها أبنائهم بلا قلب، ونحن نجلس فى مقعد المتفرج المغيب الذي لا يرى لا يسمع لا يتكلم حفاظًا على أكل العيش أو الحياة الدنيا فأى عيش بلا كرامة أو نخوة أومروءة مقاطعة هذه الشركات هو واجب على كل عربي بل على كل انسان.
انتبه يا أخي
يجب أن يدفعنا هذا للتفكير فى خطورة الاعتماد الدائم على التكنولوجيا المستوردة فرغم مرور عقود لم نبتكر فى عالمنا العربي جهاز كمبيوتر أونظام تشغيل محلي واستسهلنا الاعتماد على الغرب والشرق واقصد هنا شرق أسيا في الحصول على تلك التكنولوجيا، فشركة ميكروسوفت تحتكرنظام ويندوز منذ عقود وحصتها السوقية تقارب 80% من أنظمة التشغيل على كافة الأجهزة الإلكترونية على مستوى العالم، فهل يمكننا مقاطعتها هى تتحكم فى كافة الاجهزة وتحديثاتها؟!
أن لنا أن ندعم وندفع نحوتطوير تكنولوجيا محلية تستطيع أن تحل محل التكنولوجيا المستوردة فى حالة الحرب ومن أجل الحفاظ على هويتنا ومقدراتنا، فالأزمات دائما ما تخلق الفرص، ولن أضرب أمثلة بعيدة ولكن منذ سنوات قليلة ومع بداية الحرب التجارية بين أمريكا والصين قامت شركة جودل بإيقاف خدماتها على أجهزة هواوي، فما كان من الأخيرة إلا أن قامت بإنشاء متجر خاص بها للتطبيقات وهو هواوي أب جاليري، والذى أصبح اليوم أحد متاجر التطبيقات الشهيرة التى تنافس جوجل وأبل.
ما أقصده هنا أنه لا شئ صعب في زمن التطور السريع فالمستحيل أصبح ممكنا قد يأخذ بعض الوقت ولكن مع الإرادة الصادقة والتصميم نستطيع تحقيق الإنجازات في وقت قصير.
0 تعليق