أكدت آلاء أحمد - أخصائية التغذية من مركز غرافة الريان الصحي التابع لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية – أن التغذية السليمة وممارسة النشاط البدني المناسب يعدان من العوامل الضرورية التي يجب على المرأة المحافظة عليها خلال فترة الحمل وبعد الولادة.
وأوضحت في تصريحات لـ «العرب» أن التغذية السليمة أثناء الحمل تعزز نمو وتطور الجنين وتقلل من أخطار حدوث مضاعفات أثناء الحمل، كما أن للتغذية السليمة دورا في صحة الطفل في مراحل طفولته المبكرة، لذلك من الضروري مراقبة وتقييم غذاء المرأة الحامل، وإجراء التعديلات اللازمة لتحسين نمط الغذاء قبل، وأثناء وبعد الولادة.

وقالت إنه من الأفضل البدء بتقييم النظام الغذائي قبل الحمل، حتى يتم البدء بإجراءات التحسين مبكرًا لضمان صحة الأم والجنين، على أن تستمر الاستشارة والتقييم طوال فترة الحمل، من قبل الاستشاريين وأخصائي التغذية لعمل التغييرات اللازمة بناء على الحالة الصحية، وتقدم مراحل الحمل، وأن يشمل التقييم التعرف على نمط غذاء المرأة الحامل، الحالة الصحية، مؤشر كتلة الجسم، وبعض تحاليل الدم اللازمة، وذلك لعمل نظام غذائي صحي يتناسب مع كل حالة.
وأضافت: كما أنه من الضروري على الحامل الحرص على تناول وجبات متكاملة غنية بالقيمة الغذائية، والتي توفر لها احتياجها من المغذيات الضرورية، دون إفراط ولا تفريط، والتي تشمل الخضراوات، الفواكه، البقوليات، الحبوب، البروتينات، منتجات الألبان، والدهون الصحية.
وتابعت آلاء أحمد: في المقابل على الحامل تجنب الأطعمة الفقيرة بالقيمة الغذائية كالأطعمة المصنعة، التي تحتوي على نسبة عالية من السكريات المضافة، أو الدهون غير الصحية، والسعرات الحرارية العالية، مثل الحلويات، المشروبات الغازية، الأطعمة المقلية، واللحوم المعالجة، والتي تقلل من جودة الغذاء وقد تعرض الحامل للمخاطر.

أهمية الاستشارة الغذائية
وأشارت إلى أن الكمية المطلوبة من كل نوع من أنواع المغذيات تعتمد على عدة عوامل منها: مؤشر كتلة الجسم قبل الحمل (BMI)، ومستوى النشاط البدني، والحالة الصحية، والعمر، وفي أي ثلث من الحمل (الأول- الثاني- الثالث)، لذلك من الضروري متابعة أخصائي التغذية للحصول على الاستشارة والتقييم المطلوب للحصول على النظام الغذائي الخاص لكل حامل.
وقالت آلاء أحمد: تعد حاجة المرأة الحامل لزيادة كمية المغذيات في الأشهر الأولى من الحمل طفيفة، لذلك يجب الحرص على عدم الإفراط في تناول الغذاء بحجة حاجة المرأة الحامل لتناول الكثير من الطعام لتلبية احتياج الجنين، إلا أن بعض الحالات قد تحتاج لكميات مختلفة كالتي تعاني من نقص في الوزن ما قبل الحمل، هنا يكون التشاور ضروريا مع أخصائي التغذية لوضع خطة فردية، مناسبة، قابلة للتطبيق للمحافظة على وزن وصحة جيدة لكل من المرأة الحامل والجنين أثناء فترة الحمل.

مخاطر العدوى
وشددت على ضرورة تثقيف الحامل بمخاطر العدوى التي قد تحصل من تناول الأطعمة كالخضراوات والفواكه غير المغسولة جيداً، ومنتجات الألبان غير المبسترة، واللحوم النية أو غير المطبوخة جيداً. كما يجب عليها تجنب أو الحد من تناول بعض الأطعمة بسبب التأثيرات السامة المحتملة، والتي تشمل استهلاك الأسماك الغنية بالزئبق أو السموم البيئية، وبعض المنتجات العشبية، واستهلاك كمية كبيرة من الأغذية الغنية بفيتامين أ، خاصة في الثلاثة أشهر الأولى من الحمل.

النشاط البدني ضروري
ولفتت إلى أن ممارسة النشاط البدني تعد من الإجراءات الهامة التي يمكن للحوامل اتخاذها لتحسين صحتهن، لكنه من الضروري على مقدمي الرعاية الصحية العناية بعمل تقييم دقيق للحوامل، وصحة حملهن، بحثاً عن أي مضاعفات قبل تقديم أي توصيات بشأن ممارسة أي نشاط بدني، لأنه بناء على التقييم، وأنه قد يتعين تقديم توصيات مختلفة أو عمل تعديلات في روتين التمارين الرياضية، وذلك لتجنب أي تأثيرات ضارة على الحامل أو الجنين.
وأضافت: تساعد الرياضة على تحسين التحمل القلبي والتنفسي، والقوة العضلية، والقدرة على التحمل، وتحسين المرونة، وتجنب الزيادة المفرطة في الوزن، وتقليل مشاكل آلام أسفل الظهر والحوض للحامل، الوقاية من سلس البول، والحد من ولادة الجنين بوزن أعلى من المعدل الطبيعي، وتقليل خطر الإصابة بسكر الحمل أو ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل.
وأردفت: بعد الولادة من الضروري على الأم الاستمرار في المحافظة على نمط غذاء صحي يوفر لها كامل احتياجاتها من العناصر الغذائية والحرص على شرب كمية كافية من الماء، وذلك سعياً للحفاظ على صحة جيدة تساعد الأم على الرضاعة الطبيعية التي تمد الطفل والأم بفوائد عديدة، كما أنه من الممكن للأم استئناف النشاط البدني عندما يكون الجسم مستعدًا، وهذا يختلف من سيدة لأخرى، ومن طريقة ولادة لأخرى، لذلك من الضروري سؤال الطبيبة المختصة عن الوقت الآمن للعودة للنشاط الرياضي مرة أخرى.