وجّه وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ خطباء الجوامع في مختلف مناطق المملكة بتخصيص خطبة الجمعة القادمة بتاريخ 20 شوال 1446 للحديث عن ظاهرة الإسراف والتبذير في الولائم، وما يتصل بها من ممارسات اجتماعية وسلوكيات مرفوضة دينياً وأخلاقياً.
ويأتي هذا التوجيه ضمن الجهود المستمرة للوزارة في تعزيز القيم الإسلامية، ونشر الوعي بمخاطر بعض الظواهر السلبية التي بدأت تنتشر في المجتمع، وفي مقدمتها المبالغة في إعداد الولائم، والإفراط في تقديم الطعام بأصناف وكميات لا تتناسب مع الحاجة، ما يوقع الكثير في دائرة الإسراف المنهي عنه شرعاً.
الخطبة الموجهة ستتضمن التحذير من الإسراف والتبذير في الطعام، انطلاقاً من قوله تعالى: (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين)، وتحذيره سبحانه من التبذير في قوله: (إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين)، إلى جانب التوجيه النبوي الكريم بعدم الإسراف في المأكل والملبس والصدقة.
كما ستُبرز الخطبة العلاقة الوثيقة بين شكر النعمة وبقائها، والتنبيه إلى أن الإسراف والتبذير من أسباب زوال النعم وفقدانها، مستشهدة بقوله عزّ وجل: (وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد)، وبالمثل قوله تعالى عن القرية التي كفرت بأنعم الله: (فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون).
أخبار ذات صلة
الرسالة الأهم التي تؤكدها الخطبة تتمثل في التذكير بالأضرار العميقة للإسراف، سواء على المستوى الديني باعتباره مخالفة لأوامر الله ورسوله، أو على المستوى الاقتصادي في ما يتسبب به من هدر للمال والثروات دون فائدة، أو على الصعيد الاجتماعي، حيث يؤدي إلى وقوع البعض في الديون بدافع التقليد والمنافسة، ويُشعر المحتاجين والمساكين بالحسرة أمام مشاهد البذخ.
ويتضمن التوجيه أيضاً تحذيراً من المباهاة في نشر صور الولائم على منصات التواصل الاجتماعي، وهي ظاهرة باتت تخرج فعل الضيافة من معناه الشريف إلى دائرة الرياء والسمعة، في تناقض صريح مع مقاصد الكرم وضوابط الدين.
وزارة الشؤون الإسلامية من خلال هذا التوجيه تؤكد التزامها بدورها الدعوي والتوعوي في معالجة الظواهر المجتمعية وفق منهج شرعي معتدل، يعكس سماحة الإسلام ويعزّز ثقافة المسؤولية والاعتدال، بما يسهم في ترسيخ قيم أصيلة تحفظ النعم، وتصون الذوق العام، وتدعو إلى التوازن في السلوك والإنفاق.
0 تعليق