أيها القادة: الأمة بحاجة إلى طائراتكم فقط!

24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

بالمرصاد

لا أشك لحظة في ان شعوب الامة العربية، باسرها، قد تحولت دموعها الى دماء نتيجة لما يحدث لاهلنا المجاهدين في غزة خصوصا، وعموم فلسطين بعامة، ومنذ اكثر من عام ونصف العام، الذي شهد فيه هذا الشعب المؤمن والصامد كل اصناف القتل والتهجير، والجوع والعطش، وبطرق اجرامية لم يشهدها هذا الكوكب منذ الخليقة، ومن اجبن واقذر خلق الله من صهاينة، فهل نستحق منكم كشعوب يا قادة الامة كل هذا الذل والهوان، ونحن الذين حملنا على كاهلنا ديننا العظيم الى كل قارات الدنيا بعد ان دانت لنا كل امبراطوريات الارض من شرقها الى غربها؟

واذا كنا ندرك أن ما تمتلكونه من طائرات، عسكرية كانت او مدنية، تضاهي نصف ما لدى العالم الاخر، فإن المطلوب حالياً، وبشكل لا يقبل التأجيل، ان تملأوا هذه الطائرات بنوعيها، بالماء والغذاء، وايصالها الى هذا الشعب المجاهد عن طريق الـ"باراشوتات"، وانزالها في البحر كي لا يشعر بكم من تخشونه عند قيامكم بمثل هذه الجريمة، فتعرضوا دولكم الى ما لا تحمد عقباه، سواء منه ومن اسياده.

واذا كنت قد تجرأت باقتراح هذا السيناريو الانساني منطقياً، وشبه المستحيل، فإنني ادرك تماماً العقوبة التي فرضها رب العزة والجلال على من يتكاسل في انقاذ المسلم من الموت جوعاً، وهو قادر على ذلك، وكما تدركون العقوبة الإلهية. ولانني اعرف تماماً "البير وغطاه"،فإني لم اطالبكم بإيصال السلاح والعتاد الى هذا الشعب المجاهد، لان هناك منكم من طبّع، ومنكم من ينتظر هذا التطبيع.

لقد كنا كشعوب، لا حول لها ولا قوة، وخلال ملحمة انتفاضة الاقصى المباركة نشعر بالخجل الشديد من تلك الشعوب الحرة، في كل القارات، التي كانت تساند اهلنا في غزة، وتقارع حكوماتها واحزابها السياسية لادانة الصهاينة، وقطع العلاقات معهم، ناهيك عن تحول هذه الشعوب الحرة إلى ديننا الحنيف، بعد ان ضرب لهم شعب غزة العزة اروع الامثلة في الصبر، والصمود والاحتساب، والإيمان الصادق بالله، رغم كل ما يتعرضون له من اجرام، لم يشهده التاريخ من قبل، في الوقت الذي لم يحرك القادة ساكناً، بحيث ولم يسحبوا سفرائهم لدى العدو، ولو من باب الحياء او المجاملة، بل نراهم قد ذهبوا ابعد من ذلك حين طلبوا ن بعض اغنيائهم بالتبرع ببعض ملايينهم الى الصهاينة المعتدين، وكأنهم يقولون لهم "ما يفعل المليحْ مليحُ".

كثيراً ما يأخذني التفكير بعيداً، بل الى مالا نهاية إلى الهاوية، وانا اشاهد على شاشات التلفزة عناق بعض المسؤولين العرب او المسلمين مع مجرمي الكيان الصهيوني، وعلى رأسهم النتن ابن النتن ياهو، الذي نسأل الله ان يرينا فيه عجائب قدرته.

وسأبقى يا موسيقار كل الازمنة اردد معك أغنيتك الخالدة:

"ليت اني من الأزل لم اعش هذه الحياة

عشت فيها ولم ازل جاهلاً انها حياة".

كاتب كويتي

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق