أعلنت سيطرتها على المخيم المنكوب بعد قصف مدمر وذبحت 10 مسعفين بـ"دم بارد" وسط تنديد دولي

الخرطوم، عواصم - وكالات: وسط تواصل التنديد الخليجي والعربي والدولي بالمجزرة التي ارتكبتها في مخيم زمزم للنازحين والتي أودت بحياة نحو مئة نازح، أعلنت ميليشيات "الدعم السريع" بقيادة نائب رئيس مجلس السيادة في السودان محمد حمدان دقلو "حميدتي" سيطرتها أمس، على المخيم المنكوب في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، وقالت لجان المقاومة في مدينة الفاشر إن قصف الميليشيا خلف نحو 300 ضحية، ما بين قتيل وجريح، مؤكدة توقف جميع المستشفيات عن العمل بعد مقتل جميع الكوادر الطبية والمتطوعين، كما قُصفت مصادر المياه ونفد الغذاء من المنطقة.

من جانبه، قال مدير عام وزارة الصحة في شمال دارفور إن مدفعية قوات الدعم السريع مستمرة في قصف الفاشر، واصفا الوضع الإنساني في الفاشر بـ"المأساوي"، إلا أنه أكد أن مستشفيات الفاشر لا تزال تستقبل القتلى والجرحى، بينما تواصل التنديد الدولي بمجازر "الدعم السريع"، حيث أعربت وزارة الخارجية الأميركية عن قلقها البالغ إزاء شن قوات الدعم السريع هجمات على مخيمي زمزم وأبو شوك للنازحين ومدينة الفاشر، وأدانت مقتل عمال الإغاثة بمخيم زمزم جراء الهجمات، مشددة على ضرورة أن تفي الأطراف المتحاربة في السودان بالتزاماتها، داعية إلى حماية المدنيين وفتح ممرات لتمكين وصول المساعدات والمرور الآمن للفارين من العنف.

وبينما أجرت السفارة الأميركية في السودان مشاورات مع غرف الطوارئ السودانية، للتعرف على مدى الاستجابة الإنسانية للأزمة المستمرة، كشفت منظمة الصحة العالمية عن تضرر 335 مرفقاً صحياً في السودان جرّاء تجميد أنشطة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، بينما تسببت الهجمات على مخيمي زمزم وأبو شوك ومدينة الفاشر في نزوح عشرات السودانيين، بينهم أطفال وعمّال إغاثة، إلى مدينة طويلة في شمال دارفور، بحسب الأمم المتحدة.

بدورها، أعلنت وزارة الصحة السودانية أن قوات الدعم السريع استهدفت مستشفى أم كدادة ومعسكر زمزم للنازحين، وقامت بتصفية خمسة من الكوادر الطبية، بالإضافة إلى اثنين من سائقي منظمة الإغاثة الدولية وآخرين من العاملين في المجال الإنساني بالمركز، بينما أدانت شبكة أطباء السودان مقتل 10 من الموظفين الطبيين خلال يومين في هجمات شنتها قوات "الدعم السريع" بالقرب من مدينة الفاشر، قائلة إن قوات الدعم السريع قتلت 10 من الموظفين الطبيين من بينهم مدير مستشفى أم كدادة في ولاية شمال دارفور وتسعة آخرين من الموظفين الطبيين الذين يعملون في مخيم زمزم للنازحين، محذرة من أن مقتل الموظفين الطبيين يهدد معاناة آلاف المرضى في شمال دارفور، بينما قال المدير العام لوزارة الصحة في شمال دارفور إبراهيم عبد الله أن نحو 100 مدني قتلوا في مخيم زمزم للنازحين خلال الهجوم، بينما قال المدير العام لوزارة الصحة والمكلف بمهام الوزارة بولاية شمال دارفور إبراهيم خاطر لصحيفة "سودان تربيون" المحلية إن بين الضحايا كوادر طبية وعمال إغاثة يعملون لصالح منظمة "ريليف انترناشيونال" في المستشفى الميداني الذي تقيمه داخل مخيم زمزم للنازحين وعددهم تسعة أفراد.

من جهتهما، دانت السعودية ومنظمة الصحة العالمية الهجمات، وأكدت الخارجية السعودية رفض المملكة للانتهاكات مشددة على ضرورة تنفيذ إعلان جدة، بينما أعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس عن فزعه.