أكد الدكتور جمال القليوبي، أستاذ هندسة الطاقة والبترول، أن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على الصين كان لها تأثيرات كبيرة على أسواق النفط العالمية، قائلًا، إن تلك الرسوم أدت إلى خسائر كبيرة للولايات المتحدة تجاوزت 35 مليار دولار، إضافة إلى زيادة معدلات البطالة والتضخم في الاقتصاد الأمريكي.

وأوضح "القليوبي" خلال حوار له  مع برنامج " الساعة6" المذاع عبر فضائية " الحياة " اليوم الاحد،  أن الهدف من الرسوم كان خلق حالة من الضغط على الاقتصاد الصيني في فترة معينة، حيث كان الغرض من الرسوم إبطاء العقود السريعة والشراكات التجارية قصيرة الأجل، التي تتراوح مدتها من 3 إلى 9 شهور، مشيرًا  إلى أن الولايات المتحدة لم تتمكن من الاستمرار في مواجهة الرد الصيني، حيث أن الصين صمدت في مواجهة الضغوط، بينما تعاني أمريكا من حالة من العجز في التعامل مع تلك التحديات.

وأضاف أستاذ هندسة الطاقة والبترول، أن الأسواق العالمية شهدت تحولات كبيرة، أبرزها ارتفاع أسعار النفط في أوروبا بسبب هذه السياسات. كما أشار إلى أن هذه الرسوم أثرت على حركة النقل والصناعات الأمريكية، مما أدى إلى أزمة في الأسواق المالية والبورصات العالمية.

وتابع  قائلًا "إن قرار فرض الرسوم لم يكن قرارًا عشوائيًا أو بهدف تجميد الأسواق أو معاقبة الدول الأخرى، بل كان خطوة استراتيجية تهدف إلى إعادة توجيه الاقتصاد الأمريكي ومحاولة التأثير على النظام الرأسمالي العالمي وهيمنة الدولار"، لافتًا  إلى أن الصين، بخلاف الولايات المتحدة، كانت أكثر حكمة في اتخاذ قراراتها، مشيرًا إلى أن الصدام الاقتصادي بين البلدين مستمر ويعتمد بشكل كبير على السلع الاستراتيجية التي تتحكم فيها الصين داخل السوق الأمريكي.

وأشار إلى أن الاقتصاديات العالمية بدأت تفهم تداعيات هذه السياسات، حيث بدأت بعض الدول في البحث عن بدائل للعملات الدولية بعيدًا عن الدولار الأمريكي.