قطر وسوريا.. علاقات راسخة عززتها زيارات متبادلة رفيعة المستوى

العربية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تأتي زيارة فخامة الرئيس أحمد الشرع رئيس الجمهورية العربية السورية الشقيقة، إلى دولة قطر، في إطار العلاقات المتميزة والمتينة بين البلدين على كافة الصعد، ففي الآونة الأخيرة شهدت العلاقات بين البلدين تطورا ملحوظا في مختلف المجالات.

وتعتبر زيارة فخامة الرئيس السوري إلى الدوحة خطوة أخرى نحو تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين، ودليلا على عمق هذه العلاقات، فدولة قطر منذ سقوط النظام السوري السابق في 8 ديسمبر الماضي، كانت في طليعة الدول التي وقفت بجانب سوريا، حيث سيرت جسرا جويا من المساعدات والتي تضمنت مواد طبية وغذائية ومستلزمات إيواء، لإغاثة الأشقاء هناك والمساهمة في معالجة أوضاعهم الإنسانية.

وفي إطار دعمها لسوريا الجديدة، استأنفت دولة قطر عمل سفارتها في دمشق بعد نحو 13 عاما من قطع كافة العلاقات الدبلوماسية مع النظام السوري في عام 2011، وذلك تعبيرا عن وقوف دولة قطر المبدئي إلى جانب ثورة الشعب السوري، ودعمها الثابت لمطالبه في الحياة الكريمة والحرية والعدالة الاجتماعية.

وفي 23 ديسمبر، اجتمع سعادة الدكتور محمد بن عبدالعزيز بن صالح الخليفي وزير الدولة بوزارة الخارجية، في دمشق، مع الشرع، حيث جرى استعراض العلاقات الوثيقة بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها، والتشاور حول مستقبل سوريا، وآفاق دعم دولة قطر المستمر للشعب السوري الشقيق في كل المجالات، بالإضافة إلى مناقشة احتياجات مطار دمشق الدولي وكيفية تقديم الدعم اللازم لتشغيله في إطار مساعدات قطر الإنسانية والتنموية.

وفي 30 ديسمبر، وصلت إلى مطار دمشق الدولي، طائرة تابعة للقوات المسلحة القطرية، تحمل مساعدات إنسانية تتضمن سيارات إسعاف ومواد غذائية وأدوية مقدمة من صندوق قطر للتنمية، بالإضافة إلى مساعدات فنية للمساهمة في إعادة تشغيل مطار دمشق الدولي، بما يضمن انسياب المساعدات إلى سوريا. وتعد هذه الطائرة هي الأولى التي تهبط في مطار دمشق الدولي ضمن الجسر الجوي القطري، ما يؤكد اهتمام دولة قطر البالغ ودعمها الكامل للأشقاء في سوريا.

كما اجتمع معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، بقصر الشعب في دمشق في 16 يناير الماضي، مع الشرع، والذي كان يشغل آنذاك القائد العام للإدارة الجديدة في سوريا.

حيث جرى استعراض علاقات التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها، ومناقشة آخر التطورات في سوريا، بالإضافة إلى عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

وجدد معاليه، خلال الزيارة، موقف دولة قطر الداعم لوحدة سوريا وسيادتها واستقلالها، وتحقيق تطلعات شعبها الشقيق في العيش الكريم وبناء دولة المؤسسات والقانون.

وفي بيان لوزارة الخارجية، حين ذاك، رحبت دولة قطر بالخطوات التي تهدف إلى إعادة هيكلة الدولة السورية الشقيقة، وتعزيز التوافق والوحدة بين كافة الأطراف السورية، بما يمهد لتوطيد السلم الأهلي والأمن والاستقرار وبناء دولة القانون والمؤسسات والتنمية والازدهار.

وشددت الوزارة على أن المرحلة المفصلية الحالية في سوريا تتطلب احتكار الدولة للسلاح في جيش واحد يعبر عن كافة المكونات دون إقصاء، حفاظا على سيادة البلاد واستقلالها وسلامة أراضيها، وبما يمهد لانتقال سلمي للسلطة من خلال عملية سياسية شاملة.

وجددت دعم دولة قطر الكامل لسوريا في كل المجالات، ومساهمتها الفعالة في كافة الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تحقيق تطلعات الشعب السوري في الحرية والتنمية والازدهار والعيش الكريم.

وفي زيارة تاريخية، التقى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، أخاه فخامة السيد أحمد الشرع رئيس الجمهورية العربية السورية الشقيقة، في قصر الشعب بالعاصمة دمشق في 30 يناير الماضي.

حيث هنأ سمو الأمير فخامة الرئيس السوري بمناسبة انتصار الثورة السورية واختياره رئيسا للمرحلة الانتقالية، مجددا سموه موقف دولة قطر الداعم لوحدة سوريا وسيادتها واستقلالها، ومشيدا في هذا الصدد بالجهود التي تبذلها الإدارة السورية الجديدة لتحقيق الاستقرار والحفاظ على مقدرات الدولة، وتأمين الاحتياجات الضرورية للشعب السوري.

وشدد سموه على الحاجة الماسة لتشكيل حكومة تمثل جميع أطياف الشعب السوري لتوطيد الاستقرار والمضي قدما في مشاريع إعادة الإعمار والتنمية والازدهار، مؤكدا أن دولة قطر ستواصل وقوفها مع الأشقاء السوريين لتحقيق أهدافهم التي ناضلوا من أجلها وصولا إلى دولة تسودها الوحدة والعدالة والحرية، وينعم شعبها بالعيش الكريم.

وتعتبر زيارة سمو الأمير إلى دمشق أول زيارة يقوم بها قائد دولة للعاصمة السورية منذ سقوط النظام السابق، حيث حملت هذه الزيارة العديد من الرسائل والمؤشرات كونها تأتي في لحظات تاريخية فاصلة في تاريخ الشعب السوري الشقيق.

وأبرزت عدة صحف ووسائل إعلام سورية أهمية الزيارة التاريخية التي قام بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى الجمهورية العربية السورية الشقيقة، معتبرة إياها خطوة مهمة تعكس التزام دولة قطر الثابت بدعم الشعب السوري في مختلف المجالات.

كما شاركت دولة قطر في أعمال المؤتمر الوزاري المعني بسوريا الذي عقد في 13 فبراير الماضي بالعاصمة الفرنسية باريس، ومثل دولة قطر في المؤتمر، حينها سعادة الدكتور محمد بن عبدالعزيز بن صالح الخليفي وزير الدولة بوزارة الخارجية.

وجدد سعادته، في كلمة أمام المؤتمر، التأكيد على وقوف دولة قطر الثابت إلى جانب الشعب السوري وخياراته، لافتا إلى أن السبيل الوحيد للتقدم يكمن في عملية سياسية شاملة تحافظ على وحدة النسيج السوري وتبني مؤسساته الوطنية بالكفاءة والمصالح الوطنية، وتتوحد قواته تحت قيادة مدنية هدفها المحافظة على وحدة التراب السوري وصون أراضيه.

وفي 14 فبراير، رحبت دولة قطر بالخطوات الإيجابية التي اتخذتها الإدارة الجديدة في الجمهورية العربية السورية الشقيقة، لا سيما المحافظة على سلامة المدنيين، واستقرار مؤسسات الدولة، وضمان استمرار الخدمات العامة، وتأمين الاحتياجات الضرورية للشعب السوري، كما رحبت بالخطوات التي اتخذتها الإدارة السورية الجديدة، بهدف إعادة هيكلة الدولة السورية، وتعزيز التوافق والوحدة بين كافة الأطراف السورية، بما يمهد لتوطيد السلم الأهلي والأمن والاستقرار، وبناء دولة القانون والمؤسسات والتنمية.

جاء ذلك في بيان دولة قطر الذي ألقته سعادة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، في اجتماع الإحاطة لمجلس الأمن حول بند الحالة في الشرق الأوسط (سوريا)، في مقر الأمم المتحدة بنيويورك.

وفي 23 من نفس الشهر، استقبل معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، سعادة السيد أسعد الشيباني، وزير الخارجية والمغتربين بالجمهورية العربية السورية الشقيقة، حيث جرى استعراض علاقات التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها، وآخر التطورات في سوريا، بالإضافة إلى عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

وجدد معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، خلال المقابلة، موقف دولة قطر الداعم لوحدة سوريا وسيادتها واستقلالها، وتحقيق تطلعات شعبها الشقيق في العيش الكريم وبناء دولة المؤسسات والقانون، كما أكد معاليه دعم دولة قطر لجهود إعادة الإعمار والبناء والاستقرار في سوريا.

كما شارك معاليه في الاجتماع الوزاري المشترك لوزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي عقد في 6 مارس الماضي مع سعادة السيد أسعد الشيباني وزير الخارجية والمغتربين بالجمهورية العربية السورية الشقيقة، الذي انعقد في مكة المكرمة، حيث جرى استعراض علاقات التعاون بين دول مجلس التعاون والجمهورية العربية السورية، وسبل دعم مشاريع التنمية والإعمار بما يحقق الأمن والاستقرار في سوريا.

وفي 10 مارس، رحبت دولة قطر بالاتفاق على دمج قوات سوريا الديمقراطية ضمن مؤسسات الجمهورية العربية السورية الشقيقة، وعدته خطوة مهمة نحو توطيد السلم الأهلي وتعزيز الأمن والاستقرار وبناء دولة المؤسسات والقانون.

وأكدت وزارة الخارجية، في بيان، على أن استقرار سوريا وازدهارها يتطلب احتكار الدولة للسلاح في جيش واحد يعبر عن كافة المكونات السورية، بما يضمن الحفاظ على سيادة البلاد واستقلالها وسلامة أراضيها.

وجددت الوزارة دعم دولة قطر الكامل لسيادة سوريا وتطلعات شعبها الشقيق في الحرية والتنمية والازدهار.

وفي 13 من نفس الشهر، وتنفيذا لتوجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، بدأت دولة قطر في تقديم إمدادات معتمدة من الكهرباء إلى الجمهورية العربية السورية عبر أراضي المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، في خطوة تهدف إلى معالجة النقص الحاد في الكهرباء وتحسين أداء البنية التحتية في البلاد.

وأعربت وزارة الخارجية والمغتربين في الجمهورية العربية السورية عن بالغ تقديرها لمبادرة دولة قطر لبدء تزويد سوريا بالكهرباء.

ورحبت دولة قطر بتصديق فخامة رئيس الجمهورية العربية السورية على الإعلان الدستوري، معربة عن أملها في أن تشكل هذه الخطوة التاريخية المهمة أساسا متينا لتنظيم المرحلة الانتقالية وبناء دولة المؤسسات والعدالة والحريات التي يتطلع إليها الشعب السوري الشقيق.

وأكدت وزارة الخارجية، في بيان، أن ما تضمنه الإعلان الدستوري، لا سيما مبدأ الفصل بين السلطات وتشكيل لجنة لصياغة دستور دائم وتحقيق العدالة الانتقالية وحماية حريات وحقوق كل السوريين والالتزام بوحدة الأرض والشعب، يمثل منطلقا نحو بناء البلاد على أسس جديدة، مشددة في هذا السياق على ضرورة التضامن محليا وإقليميا ودوليا لتعزيز النهوض والاستقرار في سوريا.

وفي بروكسل، شاركت دولة قطر، في 17 مارس، في المؤتمر التاسع للمانحين حول سوريا "الوقوف إلى جانب سوريا: تلبية الاحتياجات من أجل عملية انتقالية ناجحة" الذي نظمه الاتحاد الأوروبي.

ترأس وفد دولة قطر في المؤتمر، سعادة السيدة مريم بنت علي بن ناصر المسند وزير الدولة للتعاون الدولي.

ورحبت دولة قطر بإعلان فخامة الرئيس أحمد الشرع رئيس الجمهورية العربية السورية الشقيقة، تشكيل الحكومة الجديدة، وأعربت عن تمنياتها للحكومة بالتوفيق والسداد في أداء مهامها، وترسيخ دعائم دولة المؤسسات والعدالة والحريات.

وعبرت وزارة الخارجية، في بيان، عن تطلع دولة قطر للتعاون مع الحكومة السورية الجديدة لتوطيد العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات بما يحقق مصالح الشعبين الشقيقين، وأكدت في الوقت ذاته دعم دولة قطر للحكومة الجديدة حتى تحقق تطلعات الشعب السوري الشقيق في الاستقرار والتنمية والازدهار.

ولا شك أن دولة قطر والجمهورية العربية السورية تربطهما علاقات أخوية متميزة، حيث تعكس الزيارات المتبادلة بين البلدين عمق هذه العلاقات والعمل على الارتقاء بها إلى آفاق أرحب، كما أنها دليل على أن دولة قطر تقف دائما بجانب الشعب السوري الشقيق من أجل تحقيق تطلعاته في الاستقرار والتنمية والازدهار.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق