أعلنت الأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، أنها تتوقع عودة أكثر من مليوني نازح من السودان الذي مزقته الحرب إلى الخرطوم خلال الأشهر الستة المقبلة، إذا سمحت الظروف الأمنية بذلك.
اندلعت الحرب بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي، في 15 أبريل 2023، على خلفية صراع على السلطة بين الحليفين السابقين.
وأسفرت الحرب عن سقوط عشرات آلاف القتلى وعن أكثر من 13 مليون نازح ولاجئ وأغرقت البلاد البالغ عدد سكانها خمسين مليون نسمة في أزمة إنسانية حادة.
وأكدت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة ضرورة الاستعداد لبدء عودة العديد من النازحين إلى ديارهم في الخرطوم.
أصبحت العاصمة ساحة قتال منذ البداية تقريبا، ولكن منذ أن استعادها الجيش الشهر الماضي، أشارت الوكالة «نشهد عودة الناس، ونرى الأمل يلوح في الأفق».
وقال محمد رفعت، رئيس بعثة المنظمة في السودان للصحافيين في جنيف من بورتسودان «تقديرنا في المنظمة الدولية للهجرة هو أنه خلال الأشهر الستة المقبلة، سيعود 2,1 مليون شخص إلى العاصمة الخرطوم».
وأضاف أن هذا الحساب «يستند إلى أعداد الذين فهمنا أنهم... غادروا العاصمة عند بدء الحرب».
وأوضح أن العودة ستعتمد على «الوضع الأمني... وتوافر الخدمات على أرض الواقع».
وأقرّ رفعت بأنّ تجهيز المدينة لاستقبال تدفق جماعيّ سيشكل تحديا.
وأوضح «نرى أنّ بعض المناطق في الخرطوم نفسها قد تمّ تنظيفها، لكنّني متأكد من أنّ العملية ستستغرق وقتا أطول»، مضيفا أنّ «شبكة الكهرباء في الخرطوم بأكملها قد دمرت».
ولفت إلى أن بعضا ممن لجأوا إلى مصر بدأوا يعودون إلى السودان، موضحا أن وجهة غالبية هؤلاء ليست الخرطوم.
وقال إنه «في الأيام الـ12 أو الـ13 الأخيرة، شهدنا عودة نحو 33 ألف شخص من مصر إلى السودان، غالبيتهم عادوا إلى الجزيرة وسنار» في الشرق.
وشدّد على أن «الحرب لم تنته بعد» رغم عودة هؤلاء اللاجئين.
وفي حين احتفل مدنيون كثر في الخرطوم بما اعتبروه «تحريرا» من سيطرة قوات الدعم السريع المتّهم عناصرها بممارسة النهب والعنف الجنسي، ما زالت القوات تسعى لإحكام سيطرتها على إقليم دارفور الشاسع في غرب البلاد.
وتشنّ القوات هجوما على الفاشر، عاصمة الولاية الوحيدة في دارفور التي لا تزال خارج سيطرتها.
وقُتل أكثر من 400 شخص في الهجمات التي نفذتها القوات في إقليم دارفور.
وفرّ نحو 400 ألف شخص من مخيم زمزم الذي يعاني المجاعة في الإقليم، وفق ما أعلنت الأمم المتحدة نقلا عن مصادر وصفتها بأنها ذات مصداقية.
وأشار رفعت إلى أنه في خضم الفوضى القائمة يغادر كثر دارفور باتّجاه مصر.
وتحدّث عن «مؤشرات تداعيات إقليمية لما يجري في الفاشر».
0 تعليق