مَن هو الرجل الذي أبكى الحجر في حائل؟

جريدة عكاظ 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في قلب الصحراء الممتدة جنوب حائل، وعلى بعد 200 كيلومتر من بلدة «الكهفة»، وُلدت واحدة من أعظم الشهادات الحجرية على عمق الحضارة الإنسانية في الجزيرة العربية. تمثال «رجل المعاناة»، الذي نُحت من الحجر الرملي قبل أكثر من 6000 عام، لم يكن مجرد قطعة أثرية، بل هو نص بصريٌّ كتبته يد فنان غابر بلغة الحزن والبراعة.

التمثال الذي بات اليوم من أشهر القطع الأثرية السعودية، جذب اهتمام الأوساط البحثية والأكاديمية حول العالم، وذُكر اسمه في أبحاث ودراسات ومجلات متخصصة بالآثار، كحالة فنية فريدة تجمع بين الدقة الجمالية والبعد الرمزي.

ويمثل «رجل المعاناة» مدرسة نحتية نادرة، عبّرت عن مشاعر الإنسان الأول بملامح مذهلة: عينان غائرتان، فمٌ مضموم، ويد ممدودة نحو القلب، في تجسيد صادق للوجع والهم الإنساني، وكأن النحات أراد أن يخلّد الألم كجزء من الذاكرة البشرية.

أخبار ذات صلة

 

هذه القطعة لم تكتفِ بجمالها البصري، بل حظيت أيضاً بتقدير عالمي، بعد أن جابت عدداً من المعارض الدولية، واستوقفت عشّاق الفن والباحثين، لتكشف لهم عن بُعد حضاري سعودي ضارب في القِدم، لا يقل عن أي من مراكز الحضارات الكبرى.

«رجل المعاناة» ليس تمثالاً فقط، بل وثيقة ثقافية وروحية، تُعيد تعريف الصحراء السعودية كأرضٍ للدهشة لا للفراغ، وكأنها تقول لكل من يشاهدها: هنا كان الإنسان، وهنا بدأت الحكاية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق