مؤشرات على الحياة خارج الأرض
في خطوة قد تعيد رسم ملامح فهمنا للكون، أعلن فريق من علماء الفلك يوم الخميس عن رصد مؤشرات قوية تُعدّ من بين الأقرب حتى الآن لاحتمال وجود حياة خارج كوكب الأرض، وذلك على كوكب يقع خارج نطاق مجموعتنا الشمسية، يُعرف باسم K2-18b.
يقع الكوكب على بعد 124 سنة ضوئية من الأرض في كوكبة الأسد، وقد بات محور جدل علمي واسع، مع تساؤلات متزايدة حول احتمالية كونه “عالمًا محيطيًا” قد يحتضن حياة ميكروبية.
باستخدام تلسكوب جيمس ويب الفضائي التابع لوكالة “ناسا”، رصد فريق من الباحثين البريطانيين والأمريكيين وجود مركّبات كيميائية في غلاف الكوكب الجوي، يُعتقد أنها “علامات حيوية” مرتبطة بالحياة. ومن أبرز هذه المركّبات كبريتيد ثنائي الميثيل، وهو غاز لا يُنتَج على الأرض سوى من خلال كائنات حية، مثل العوالق النباتية.
أخبار تهمك
التوقيت الصيفي في مصر 2025 … موعد التعديل وآلية التنفيذ
عصير البنجر السحري: سر الصحة والنضارة في كوب واحد
وفي مؤتمر صحفي، قال د. نيكو مادوسودان، عالم الفيزياء الفلكية بجامعة كامبريدج والمعدّ الرئيسي للدراسة التي نشرتها مجلة The Astrophysical Journal Letters، إن “ما نرصده حتى الآن هو مؤشرات على نشاط بيولوجي محتمل خارج النظام الشمسي”.
وكان العلماء قد اكتشفوا في عام 2023 وجود الميثان وثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي للكوكب نفسه، في حين اعتُبرت هذه البيئة أول نموذج لكوكب يقع ضمن “المنطقة الصالحة للحياة”، وهي المنطقة التي تسمح بدرجات حرارة مناسبة لوجود الماء السائل، وهو عنصر أساسي للحياة كما نعرفها.
علماء فلك
وبالرغم من هذه المؤشرات الواعدة، حذر عدد من العلماء من المبالغة في التوقعات، مشددين على ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث للتأكد من صحة التفسيرات، والتمييز بين الظواهر البيولوجية والتفاعلات الكيميائية الطبيعية.
ومع إعادة توجيه التلسكوب نحو الكوكب لمزيد من التحليل باستخدام أطوال موجية مختلفة، يترقّب العالم العلمي بشغف ما قد يكشفه هذا الكوكب الغامض، الذي قد يحمل أولى إشارات الحياة خارج الأرض.
0 تعليق