قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن الانفتاح على الشرائع السابقة والحضارات الأخرى أمرٌ مشروع ومطلوب، ما دام لا يتعارض مع نصوص الإسلام. 

وأوضح "الجندي" خلال تقديم برنامجه "لعلهم يفقهون" المذاع على فضائية "دي إم سي" مساء الخميس، أن الأمة الإسلامية ليست معزولة عن غيرها من الأمم، بل تتفاعل معها ضمن حدود الشريعة الإسلامية.

هل شرع من قبلنا ملزم لنا؟

وأشار إلى وجود خلاف فقهي بين العلماء حول مسألة "شرع من قبلنا". وبيّن أن الرأي الراجح بين جمهور العلماء هو: "شرع من قبلنا شرعٌ لنا، إذا لم يخالف نصًا تعبديًا في شريعتنا."

واستشهد الجندي بما ورد في القرآن عن السيدة مريم عليها السلام: ﴿إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا﴾، متسائلًا "هل يجوز اليوم أن ينذر أحدهم صومًا عن الكلام؟" وأجاب: "لا، لأن هذا النوع من الصيام لا يتفق مع شريعتنا التي لم تُشرّع الصمت كعبادة."

 الاتفاق في الأصول والاختلاف في الفروع

وشدد على أن الشريعة الإسلامية قد تتفق مع الشرائع السابقة في الأصول، لكنها تختلف عنها في الفروع، ضاربًا المثل بالصيام: "كُتب على الذين من قبلنا، ولكن صيامهم لم يكن كصيامنا، فنحن نصوم كما أمرنا النبي محمد ﷺ".

واستدل بحديث النبي ﷺ: "وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج"، موضحًا أن النبي كان يُحب أن يوافق أهل الكتاب فيما لم يُؤمر فيه بشيء، لكن بشرط عدم وجود نص تعبدي يخالف ذلك، مؤكدًا أن الموافقة تكون في الفضائل، لا في العبادات التي نُسخت.

واختتم الجندي بقوله: "النظر إلى ما عند الآخرين من شرائع لا يعني تقليدهم، بل الاستفادة منهم في ما لا يعارض شريعتنا. فلو كان ما يفعلونه ضارًا، لضرّ فارس والروم"