الكويت تؤكد ضرورة حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة

المصدر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أكد وزير الخارجية الكويتي عبد الله اليحيا، اليوم الأربعاء، ضرورة حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة ونيل الشعب الفلسطيني كل حقوقه العادلة غير القابلة للتصرف لإنشاء دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

منذ ساعة

منذ ساعتين

جاء ذلك في كلمة للوزير اليحيا أمام الدورة الـ 163 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية التي عقدت بمقر الأمانة العامة للجامعة بالقاهرة.

وأشار اليحيا إلى أن عام 2025 بدأ وهو يحمل في طياته مؤشرات إيجابية في العديد من القضايا العربية، اذ شكل اتفاق إيقاف إطلاق النار في قطاع غزة «بارقة أمل» بإيقاف الحرب بشكل نهائي لافتا إلى الجهود المقدرة من قبل قطر ومصر والولايات المتحدة.

وأضاف أن إمعان الاحتلال الإسرائيلي في انتهاك المواثيق والاتفاقيات بدد جميع الآمال في إيقاف العنف ومواصلة استهداف المدنيين، مشددا على ضرورة التزام الاحتلال بما جاء في حيثيات الاتفاق وتطبيق جميع مراحله.

وقال إن «ما مر به إخواننا في غزة خلال قرابة عام ونصف عام من جرائم حرب وإبادة جماعية شكل خرقا واضحا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني ويتطلب وقفة جادة من قبل المجتمع الدولي لمنع تكرارها ومحاسبة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه ضد الشعب الفلسطيني الأعزل».

وأشاد بمخرجات القمة العربية الطارئة حول فلسطين التي عقدت في الرابع من مارس 2025 في القاهرة وبالخطة العربية الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة مؤكدا ضرورة تنفيذ ما ورد في بيان (قمة القاهرة) في شأن إيقاف العدوان ضد الشعب الفلسطيني الأعزل والرفض القاطع لجميع أشكال التهجير للشعب الفلسطيني من أرضه تحت أي مبرر.

وأكد بهذا الصدد دعم دولة الكويت لاستضافة القاهرة للمؤتمر الوزاري الدولي للتعافي المبكر وإعادة إعمار غزة مجددا دعم الكويت المستمر أيضا لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

ودان مصادرة سلطات الاحتلال الإسرائيلي مقر وكالة (أونروا) في القدس الشرقية المحتلة بالإضافة إلى حظر أنشطتها وذلك في انتهاك صارخ للقوانين الدولية التي يسعى الكيان المحتل إلى تغييرها مرحبا باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا يقضي بإحالة موضوع حظر أنشطة الوكالة إلى محكمة العدل الدولية لإصدار فتوى قانونية.

وفي ما يتعلق بالتطورات في سوريا جدد الوزير اليحيا التأكيد على موقف دولة الكويت تجاه سوريا الذي كان ثابتا منذ 14 عاما بالوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق قائلا «إننا نشهد نقطة تحول تاريخية بالنسبة للشعب السوري والمنطقة».

وذكر أن دولة الكويت قامت باستضافة ثلاثة مؤتمرات دولية للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا وترأست بشكل مشترك عددا من المؤتمرات الإنسانية الأخرى حول سوريا لافتا إلى زيارته للعاصمة السورية دمشق لنقل التزام دولة الكويت ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تجاه الحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها واحترام استقلالها وسيادتها «وملكية السوريين لقرارهم السياسي».

وأعرب في السياق نفسه عن ترحيب دولة الكويت بانعقاد مؤتمر الحوار الوطني السوري وتشكيل الحكومة الجديدة آملا بأن تسهم تلك الخطوات في تحقيق طموح وآمال الشعب السوري في بناء دولته الحديثة وأن تعود سوريا إلى دورها الطبيعي في محيطها العربي والمساهمة في تحقيق الأمن والسلم الإقليميين.

وقدم الوزير اليحيا مجددا التهنئة للأشقاء في لبنان على انتخاب الرئيس جوزيف عون رئيسا للجمهورية اللبنانية الشقيقة معربا عن تطلعه «لمستقبل أفضل يعيد إلى لبنان بريقه».

وأكد موقف دولة الكويت ودول مجلس التعاون بالتضامن مع لبنان ودعمه لسيادته واستقراره ووحدة أراضيه مشددا على ضرورة تطبيق القرار 1701 والالتزام باتفاق إيقاف إطلاق النار في لبنان وإيقاف أي اعتداءات لقوات الاحتلال الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية أو على قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (يونفيل).

وأوضح أن دولة الكويت تتابع باهتمام بالغ التطورات في السودان، داعيا إلى إنهاء الصراع وإيقاف إطلاق النار إلى جانب تسهيل وصول المساعدات الإنسانية لجميع الأراضي السودانية وحماية المدنيين طبقا للقرارات الدولية.

وأكد أهمية إطلاق عملية سياسية شاملة ضمن حوار وطني بملكية سودانية خالصة والانخراط مع المبادرات الدولية والإقليمية وعلى رأسها منبر جدة وآلية دول الجوار ورفض أي إجراءات أحادية من شأنها تهديد وحدة وسيادة السودان وسلامة أراضيه.

وبشأن التطورات في اليمن جدد الوزير اليحيا التزام دولة الكويت بوحدة واستقرار اليمن ودعم جميع المساعي الرامية نحو التوصل لحل سياسي شامل مبني على المرجعيات الثلاث المتفق عليها وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة خاصة القرار 2216.

وأعرب عن تقدير الكويت لجهود السعودية وسلطنة عمان لإنهاء الأزمة في اليمن.

وحول الوضع في ليبيا جدد وزير الخارجية الكويتي التأكيد على موقف دولة الكويت الثابت بالالتزام بوحدة وسيادة ليبيا وسلامة أراضيها ورفض أي محاولات للتدخل في شؤونها الداخلية معربا عن دعمها لمسار المصالحة الوطنية الشاملة والمساعي كافة التي تهدف إلى الوصول إلى عقد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.

وفيما يتصل بالأوضاع في الصومال أعرب عن ترحيب دولة الكويت بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الصومال وإثيوبيا في تركيا والذي يهدف إلى نبذ الخلافات والبدء في مفاوضات فنية بين الجانبين.

وأشار إلى استنكار دولة الكويت الشديد لمحاولة اغتيال الرئيس حسن شيخ محمود مؤكدا دعم الكويت للحكومة الصومالية في كل ما تتخذه من تدابير لمكافحة الإرهاب وبسط الأمن على الأراضي الصومالية كافة.

وشدد على أهمية الحفاظ على أمن وسلامة الملاحة البحرية في منطقة البحر الأحمر واحترام حق الملاحة فيها وفقا لأحكام القانون الدولي واتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لعام 1982 لتجنب المنطقة مزيدا من التصعيد.

وأشاد في هذا الصدد بجهود الوساطة التي قادتها سلطنة عمان الشقيقة والتي نتج عنها الإفراج عن طاقم السفينة (جالاكسي ليدر) المحتجزين قبالة السواحل اليمنية منذ نوفمبر 2023 وكذلك جهود السلطنة باستضافة المباحثات رفيعة المستوى بين الولايات المتحدة وإيران معربا عن الأمل بأن يسهم ذلك في تعزيز السلم والأمن والاستقرار في المنطقة.

وقال الوزير اليحيا إن دولة الكويت تحتفل بكونها عاصمة للثقافة والإعلام العربي لعام 2025 حيث إنها المرة الأولى التي تمنح دولة عربية فيها هاتين الصفتين بذات العام.

وأضاف أن دولة الكويت حرصت من هذا المنطلق على أن تكون استضافتها لهذا الحدث البارز مميزة وثرية وتليق بعمق الثقافة العربية وتاريخها الأصيل من خلال خطة من الأنشطة والفعاليات التي تشمل 89 نشاطا على مدار 235 يوما مؤكدا ضرورة تعزيز التعاون الثقافي والإعلامي بين الدول العربية لفتح آفاق جديدة ومواجهة تحديات العولمة.

ولفت اليحيا إلى أن اجتماع اليوم يأتي متزامنا مع مرور 80 عاما على إنشاء جامعة الدول العربية «الأمر الذي يدعونا إلى تجديد التزامنا بدعم وتعزيز العمل العربي المشترك وتقوية أواصر التعاون والتنسيق في ظل ما تمر به منطقتنا العربية من تطورات متسارعة وبالغة الأهمية».

وأكد أن هذه التطورات تطالب ب«اتخاذ القرارات المناسبة بشأنها وإيجاد مقاربات جديدة تكون خطوة أولى في طريق تحقيق ما نصبو إليه لتنعم المنطقة بالأمن والاستقرار والازدهار بما يضمن تحقيق تطلعات الأجيال القادمة».

وتوجه الوزير اليحيا بالتهنئة لنائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي على توليه رئاسة الدورة الحالية لمجلس الجامعة العربية معولا على حكمته المعهودة وحرصه الدؤوب في نجاح أعماله.

كما تقدم بالشكر الجزيل لوزير الخارجية وشؤون المغتربين اليمني الدكتور شائع الزنداني على جهوده المقدرة التي بذلها خلال رئاسته للدورة الماضية وكذلك إلى الأمين العام والفريق المتميز لجهاز الأمانة العامة لجامعة الدول العربية على حسن التنظيم والإعداد سائلا الله «التوفيق لما فيه خير ورفعة للدول العربية وتحقيق آمال وتطلعات الشعوب العربية».

أخبار ذات صلة

0 تعليق