مقهى الصحافة يستعرض أخطر مغامرات فهد بادار

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

محليات

0

23 أبريل 2025 , 07:59م
alsharq

مقهى الصحافة يستعرض أخطر مغامرات فهد بادار

الدوحة - الشرق

حكايات تسلق الجبال وأشباح الموت وسط الجليد

فهد بادار: رحلتي إلى قمة جبل "برود بيك" غيرت حياتي

قضمة الصقيع لم تمنعني من تسلق أعلى قمة في العالم

مشروع كتاب وفيلم لتوثيق تجربتي الشخصية مع التسلق

أستعد لإطلاق سلسلة قصصية للأطفال بعنوان "عفنطس"

أقوم بجولات استكشافية في قطر.. والسياحة البيئية تنتظر الدعم

 

نظم المركز القطري للصحافة، الجلسة التاسعة من "مقهى الصحافة"، تحت عنوان  "المغامرة بين كتابة المقال وتسلق الجبال".

تحدث خلال الجلسة فهد بادار، المغامر والمصرفي والكاتب القطري في الشأن الاقتصادي، الذي شارك الحضور تفاصيل مؤثرة من مغامراته، ورحلته المصيرية إلى قمة جبل "برود بيك" في باكستان، والتي تعرض خلالها لإصابة بليغة، ورغم قساوة التجربة، فإنه واصل حلمه لتسلق قمة K2.

أقيمت الجلسة بقاعة عبدالله بن حسين النعمة، وأدارتها الإعلامية أمل عبدالملك بحضور عدد من المثقفين والإعلاميين والمهتمين بالتجارب الملهمة.

 في البداية، رحّب الأستاذ سعد الرميحي بالحضور، مشيداً بقوة الإرادة التي باتت عنوان المغامر القطري فهد بادار.

وأكد الرميحي أن المركز القطري للصحافة يسعى دائماً لتسليط الضوء على تجارب وإبداعات الشباب القطري، ليكونوا بمثابة بصيص نور وأمل لأقرانهم الذين ضلّوا الطريق في منتصف رحلة العطاء، لأسباب ظنوا أنها عقبة في مسيرتهم.

وأشار إلى أن فهد بادار من هؤلاء الشباب الذين لم يستسلموا لآلامهم، بل واجهوها بالصبر، والتحدي، والإصرار.

قضمة الصقيع

وانتقل الحديث للمحاورة أمل عبدالملك، التي طرحت العديد من الأسئلة التي تدور في أذهان كل من قرأ أو عرف بقصة المغامر القطري فهد بادار، والأسباب وراء بتر أصابع يده اليسرى.

وقالت: في يوليو 2021، تعرّض لإصابة بليغة تُعرف باسم "قضمة الصقيع" أثناء صعوده إلى قمة جبل "برود بيك"، إحدى القمم الوعرة في باكستان، حيث نفد منه الأكسجين على ارتفاع 8000 متر، مما تسبب في تلف كبير بأصابع يده اليسرى.

وأضافت: خلال صعوده إلى القمة، ومع نفاد الأكسجين، عاش لحظات قاسية جعلته يهذي ويشعر بأن ابنته تناديه، ولم يكن بوعيه حتى ظن أن حياته ستنتهي بين لحظة وأخرى، دون أن يعلم به أحد، حتى وجده القائد بعد قرابة اليومين، وتم إسعافه، واستعاد وعيه، إلا أنه شعر بتنميل في أصابع كفه اليمنى، بينما لم يكن يشعر بأصابع كفه اليسرى.

وقالت: وعندما نزع القفاز، وجد أصابعه قد استحالت إلى لون يميل إلى البنفسجي، ليخبره أحد الأطباء في باكستان أن أصابعه ستُبتر. بيدَ أنه عاش حالة من النكران، حتى وصل إلى قطر، ثم إلى نيويورك، لتكون النتيجة ذاتها، بضرورة بتر أصابعه.

 وبالفعل، خضع للجراحة في بريطانيا بعد ثلاثة أشهر، رافضاً تركيب يد اصطناعية، لأنه كان يعلم أن رحلته لم تنتهِ، وأن حلمه لا يزال يراوده في تسلق قمة جبل K2. وبالفعل، لم تُثنهِ هذه المحنة عن المضي قدماً، بل كانت دافعاً جديداً للتحدي، إذ نجح لاحقاً في تسلق قمة جبل K2، ثاني أعلى قمة في العالم، رافعاً علم قطر بكل فخر، في إنجاز يُحسب له، في إشارة إلى أن العزيمة قادرة على قهر أقسى الظروف.

تحقّق الحلم

ووجّهت الإعلامية أمل عبدالملك سؤالاً للسيد فهد بادار، حول كيف كانت نشأته، وكيف تولّد هذا الشغف بتسلق الجبال، رغم أن تضاريس دولة قطر لا تحتوي على جبال.

وأكد بادر أنه منذ أن كان يلهو مع أصدقائه في الفريج، كان يشعر بأنه مختلف، ويهوى الاستكشاف، وحاول في عمر الـ22 أن يبدأ بالسفر عدة شهور، ممارساً رياضة الهايكنج، أو تسلق الجبال في الدول ذات الطبيعة الجبلية كنيبال.

وأشار إلى أنه كان دائماً يراوده حلم التسلق لأعلى قمة، لكن خلال هذه الفترة كان حريصاً على التدريب البدني والذهني والنفسي. وكانت أول رحلة استكشاف له عام 2002، وبدأ بالتخطيط الفعلي لتسلق جبل كليمنجارو بين عامي 2016-2017، حتى حقق الحلم عام 2018. وكانت فترة الانقطاع بسبب الدراسة، والعمل، وبناء الأسرة، إلا أنه وجد أنه لا بد من أخذ المبادرة لصناعة الفارق.

20250423_1745428005-357.jpg?1745428006

 

وأكد فهد بادار أن ما يقوم به ليس بغرض الـShow، بل ليغذي شغفه بهذه الهواية، لا سيما أنه رياضي وحاصل على الحزام الأسود في عدد من الرياضات القتالية.

وأشار إلى أنه لم يُقدِم على أي أمر من أجل الاستعراض على وسائل التواصل الاجتماعي، بل لهدف شخصي، ومن بعد حادثة قضمة الصقيع، أصبح ينشر في بعض الأحيان ليُلهم غيره من الذين أصيبوا بحوادث، لتشجيعهم على مواصلة حياتهم وتحقيق أحلامهم، لا سيما الأطفال واليافعين.

تراخيص خاصة

وحول الاستعداد لرحلة الاستكشاف وتسلق الجبال، قال المغامر فهد بادار: "إنَّ تسلق الجبال من الرياضات المجهدة بدنياً، لذا تحتاج إلى مستوى لياقة متقدم، الأمر الذي يجعلني دائماً في حالة تمرين يومي، لا سيما في الوقت الذي يسبق الرحلة.

 

20250423_1745428034-114.jpg?1745428035

 

كما أن تسلق الجبال يكون عادةً في أجواء صقيع، ونِسَب الأكسجين فيها منخفضة، لذا من المهم التدريب على هذه البيئة من خلال السفر، والتدرّج في الارتفاع، حتى يعتاد جسمي على البيئة المحيطة، لا سيما أن تسلق الجبل قد يستغرق شهراً دون راحة، إلى جانب الظروف التي قد نواجهها، سواء كنت وحدي أو مع مجموعة من المغامرين، لذا على من يمارس هذه الرياضة أن يتحلى بالصبر والتفاؤل مع عدم الإحباط".

وأضاف: إن من المهم أيضاً أن نحصل على تراخيص معينة من الدولة التي سنقوم بالتسلق فيها، حتى تُخلي الدولة المعنية مسؤوليتها، لا سيما أن تسلق القمم يعد مخاطرة.

وتابع: خلال سفراتنا، كان كثير من الأشخاص يموتون خلال ممارسة هذه الرياضة. كما أن من بين الاستعدادات، توفير كميات من الطعام، وعادة ما نحمل معنا أطعمة جافة وخفيفة حتى لا تُثقِلنا خلال التسلق، كالتمر والشوكولاتة لمدّنا بالطاقة، وعادة ما نفقد الكثير من أوزاننا بسبب طبيعة الطعام الذي نتناوله.

20250423_1745427987-157.jpg?1745427987

 

 

  السياحة البيئية

وبيّن المغامر بادار أنه يقوم بجولات استكشافية في دولة قطر مع عدد من أصدقائه، كمنطقة بروق وغيرها من المناطق، متطلّعاً إلى دعم السياحة البيئية في دولة قطر على غرار الدول الخليجية، لا سيما سلطنة عُمان، والمملكة العربية السعودية.

مغامرات "عفنطس"

وفي سياق الجلسة، تناولت الإعلامية أمل عبدالملك الجانب الإبداعي في شخصية فهد بادار، والذي أعلن عن تعاونه مع الكاتبة غادة قفة في إطلاق سلسلة قصصية بعنوان "عفنطس"، موجهة للأطفال، تحكي مغامرات الجربوع الصغير "عفنطس" الذي يرافق فهد بادار في رحلاته حول العالم، ويستعرضان سوياً قيم العمل الجماعي، والإصرار، والتغلب على الخوف.

وأكد بادار أن من أبرز إصدارات السلسلة كتاب "عفنطس فوق قمة كليمنجارو" الصادر عام 2022، والذي يُعد خطوة نحو تبسيط مفاهيم المغامرة للأطفال، وربطهم بقصص نجاح محلية تنبض بروح التحدي.

وقال: أعكف على مشروع كتاب يوثق تجربتي الشخصية مع التسلق، والإصابة، والتعافي، يحمل بين طياته مشاعر الخوف والعزم والنجاح، وسيصدر باللغة الإنجليزية، قبل ترجمته للعربية، ليكون مصدر إلهام للشباب.

وأضاف: هناك نية لإنتاج فيلم بالتعاون مع مؤسسة الدوحة للأفلام، حيث سيكون الكتاب قاعدة للفيلم، وأعتقد أن الفيلم سيُلهم الشباب، ويؤكد أن الإعاقة لا تعني الاستسلام، بل قد تكون الحافز الحقيقي لتحقيق المستحيل.

وحول كتابة المقالات في المجال الاقتصادي، أشار المغامر فهد بادار إلى أنَّه محب للقراءة منذ صغره، حيث كان مغرماً بروايات نجيب محفوظ، وتوفيق الحكيم، والأدب الروسي، الأمر الذي وثق علاقته بالكتابة، إلا أنه طوعها في مجال عمله، حيث إنه كاتب مقالات في جريدة الشرق القطرية والجلف تايمز.

واختتمت الجلسة برسالة من الأستاذ سعد الرميحي إلى الشباب والشابات ليتخذوا من المغامر فهد بادار قدوة لهم، وألا يستسلموا مهما عاكستهم رياح التغيير، مشدداً على أنه بالصبر والإصرار لا شيء مستحيلاً، مؤكداً أن أبواب المركز القطري للصحافة مفتوحة للمواهب القطرية الشابة.

اقرأ المزيد

مساحة إعلانية

أخبار ذات صلة

0 تعليق