أسرار ومقاصد

جريدة عكاظ 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
•• في أولى سلسلة مقالاتي (الحج الميسر) الأسبوع الماضي؛ بدأت بـ«الأذان والبلاغ»، إذ كان على إبراهيم عليه السلام «الأذان» وعلى المولى سبحانه وتعالى «البلاغ».. واليوم أكمل الحديث عن «مقاصد الحج» كمدرسة روحية وتربوية لا مناسك وشعائر مجردة عن أي بعد روحي ونفسي وخلقي.. وفي حلقات قادمة سأتطرق لكل ما يتعلق بالحج من أحكام ومقاصد، وخدمات تقدمها بلادنا لقاصدي الحرمين.

•• مقاصد الحج متعددة؛ المنصوص عليها والمستنبط.. منها؛ مغفرة الذنب (من حج ولم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه).. ذكر الله تعالى (ويذكروا اسم الله في أيام معلومات).. تحقيق التوحيد والتقوى والعبودية (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين).. تهذيب النفوس (فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج).. وتلك هي المدرسة الربانية والتعليم النبوي.

•• ففي مدرسة الصبر والإيثار؛ يأتي الحجاج من شتى بقاع الأرض باختلاف طبائعهم؛ الليِّن والفظ، الشديد والضعيف، الهرم والشاب، واليافع والصبي.. مدرسة ربانية تربي من يلتحق بها على العفو والحلم والرحمة والكرم والإحسان.. فالحج بأيامه ولياليه المعدودات يبدأ (بذكر الله) ويختم (بذكر الله)، وفي وسطه صفات إنسانية يستقيها الحاج من مقاصد الحج ومدرسته (أولئك لهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب).

•• وثمة حاج ينشغل بالجانب الفقهي لأداء حجته، فيترك الجانب المقاصدي لهذه الفريضة العظيمة.. ففهم الحاج لأسرار ومقاصد الحج يساعده على تعظيم الفريضة التي يؤديها.. وإذا كان الحج عبادة توقيفية لا اجتهاد فيها مع وجود النصوص الشرعية؛ فهو مدرسة وميدان لتربية النفس على معالي الأخلاق.. إذن؛ فإن الحج مدرسة لتنظيم حياة الحاج بعد أدائه الفريضة، وهو حديثنا في مقالة أخرى.

الأسبوع القادم:

حكاية أخرى من حكايات «الحج الميسر».

أخبار ذات صلة

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق