عربي ودولي
0
نوايا إسرائيلية خبيثة لطمس هوية القدس..
تصعيد مسلسل اقتحامات الأقصى بحماية شرطة الاحتلال
القدس المحتلة - محمـد الرنتيسي
يلتمس رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، كل الطرق، التي من شأنها إبقاؤه على كرسي الحكم، الذي أمضى فيه أكثر من 15 عاماً، كي يواصل نهجه القائم على الاستعلاء والبطش والغطرسة والاستكبار.
نتنياهو، الضالع في قضايا الفساد، يسعى إلى توظيف إجراءات جيشه على الأرض، لتلميع صورته، كي يبقى في سدة الحكم، خصوصاً في ظل غضب الشارع الإسرائيلي، إثر فشله في إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين وإنهاء الحرب على غزة.
وفي المقابل، تتسع دوائر الغضب الفلسطيني، في وجه طغيان الاحتلال وعدوانه الدائم والمستمر على الشعب الفلسطيني، وعلى رموزه الدينية، من خلال الاقتحامات المبرمجة والمتكررة للمسجد الأقصى، والاعتداء المستمر على مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية.
وفي هذه الأيام، حيث الأعياد الدينية اليهودية، صعّدت قوات الاحتلال من إجراءاتها وممارساتها القمعية، في المسجد الأقصى المبارك، فيما ما زالت معاول الاحتلال تحفر تحت أساسات ثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين، الذي بات قاب قوسين أو أدنى من الانهيار، نتيجة للحفريات التي تمهد لهدمه، ومن ثم إقامة الهيكل المزعوم مكانه.
ودأب جيش الاحتلال خلال الأيام الأخيرة، على اقتحام ساحات المسجد الأقصى المبارك، وإخراج المصلين منه بقوة السلاح، في سياق مخططاته لتقسيم المسجد الأقصى مكانياً، بعد أن أنهى الاحتلال قسمته زمانياً، من خلال إغلاقه أمام المسلمين لعدة ساعات خلال النهار، والسماح لغلاة المستوطنين المتطرفين، بإقامة صلواتهم التلمودية في باحاته، خلال تلك الساعات.
وفي خضم الحرب المجنونة على قطاع غزة، تمادت قوات الاحتلال في تدنيس المسجد الأقصى المبارك، ضمن سياسة «الخطوة خطوة» لتنفيذ مخططات التقسيم، استكمالاً لتهويد القدس ومقدساتها.
وباتت المطامع الإسرائيلية حيال المسجد الأقصى، واضحة، لا سيما وأن مسؤولين كباراً، وأعضاء في البرلمان الإسرائيلي «الكنيست» يشاركون في الاقتحامات المتكررة للمسجد، مدعومين من حكومة نتنياهو.
وحذّر مراقبون، من أن إجراءات الاحتلال في القدس المحتلة بوجه عام، والمسجد الأقصى المبارك على وجه الخصوص، ستقود إلى حرب دينية لا تحمد عقباها.
ووفقاً لخطيب المسجد الأقصى المبارك، رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس الشيخ عكرمة صبري، فإن الأوضاع الملتهبة في المسجد الأقصى المبارك تنذر بقادم أسوأ وأخطر، مشدداً على أن المطلوب هو الرباط في المسجد المبارك، وشد الرحال إليه، لمنع منظمات الهيكل المزعوم من المساس به، والحيلولة دون تمرير مخططاتها. وقال صبري لـ»الشرق»: «المسجد الأقصى في خطر داهم، ولن نتقاعس في الدفاع عنه، ننظر بعين الخطورة لما يخطط له الاحتلال في أولى القبلتين وثالث الحرمين، ولن نبرحه، وسنقيم صلاتنا في أروقته، وهذا هو سلاحنا، والاحتلال ببطشه وإجرامه لن يكسر إرادتنا».
وبدوره، رأى الباحث المختص في الشأن الإسرائيلي عادل شديد، أن جماعات الهيكل المتحالفة مع نتنياهو، تدفع باتجاه مواصلة الحرب في غزة والضفة لإنهاك الشعب الفلسطيني، ومنعه من مواجهة مشروعها الأكبر، ومن ضمنه هدم المسجد الأقصى.
اقرأ المزيد
مساحة إعلانية
0 تعليق