أثارت مزاعم جيش الاحتلال الإسرائيلي بشأن إسقاط طائرة مسيّرة تحمل أسلحة وذخائر عبرت الحدود مع مصر تساؤلات حول مصداقية هذه الادعاءات، خاصة مع النفي القاطع من الجانب المصري لأكثر من مرة لوجود أي خروقات من هذا النوع أو أنفاق عاملة على الحدود التي يروج لها النظام اليميني الإسرائيلي بمنظومته الإعلامية المدنية والعسكرية في تنصل واضح لمطالبات المجتمع المدني والنخبة الأمنية من الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة الحالية.
تفاصيل الادعاء الإسرائيلي
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي زعم في بيان، إسقاط طائرة مسيّرة قادمة من مصر، مشيرًا إلى أنها كانت تحمل أربع قطع سلاح، وخمسة مخازن ذخيرة، ومئات الطلقات.
وادعى الجيش الإسرائيلي أن هذه المسيّرة تسللت عبر محور فيلادلفيا، المنطقة الحدودية بين مصر وقطاع غزة محملة بتلك الحمولة التي فاقت التصورات وفقاً لمحللين عسكريين ونشطاء مدنيين من الجانب الفلسطيني والإسرائيلي .
وفي وقت سابق وعلى نفس وتيرة الاستهدافات التي تروج لها ماكنة الإعلام الإسرائيلي نشر الجيش صورة لمركبة عسكرية زعم أنها اكتُشفت في نفق بارتفاع ثلاثة أمتار، قبل أن يتراجع لاحقًا عن هذه الادعاءات ويؤكد أن الحدود المصرية لم تشهد أي خرق، مشيدًا بالدور المصري في تأمين الحدود ، مما وضعه في شباك الانتقادات من قبل محللي التلفزيون الإسرائيلي وعلى رأسهم نشطاء سياسيين في صحيفة يديعوت أحرنوت .
الموقف المصري
من جهتها، نفت الجهات المصرية هذه المزاعم جملة وتفصيلًا بشكل متتالي والتي أصبحت تصريحات شبه مجدولة بعد كل ادعاء إسرائيلي ، مؤكدة التزامها الكامل بتأمين الحدود مع قطاع غزة منذ بداية الحرب.
وشددت على أنها تبذل جهودًا دبلوماسية لاحتواء الأزمة الحالية وتجنب تفاقم الصراع.
وأكدت مصر رفضها القاطع لمحاولات إسرائيل تهجير سكان غزة إلى الأراضي المصرية، معتبرة ذلك محاولة لتفريغ القضية الفلسطينية من مضمونها.
الحقائق الفنية تدحض الادعاءات
أكدت مصادر عسكرية وفنية إقليمية أن الطائرة المزعومة لا تتسق مع القدرات الفعلية للمسيّرات البسيطة التي لا يمكنها حمل مثل هذا الكم من الذخيرة والأسلحة.
كما أشارت إلى وجود أجهزة تشويش ورصد متطورة على طول الحدود بين مصر وإسرائيل، مما يجعل عبور مسيّرة بهذا الثقل أمرًا مستبعدًا.
الخلفية التاريخية لمحور فيلادلفيا
ويمتد محور صلاح الدين، المعروف بمحور فيلادلفيا، على طول الحدود بين قطاع غزة ومصر لمسافة 14 كيلومترًا، ويعتبر منطقة عازلة وفقًا لمعاهدة السلام المصرية-الإسرائيلية الموقعة عام 1979.
انسحبت إسرائيل من هذا المحور تمامًا في إطار خطة فك الارتباط مع قطاع غزة عام 2005.
تكرار الاتهامات
ليست هذه المرة الأولى التي يدعي فيها الجيش الإسرائيلي عبور مسيّرات من الحدود المصرية.
ففي 30 أكتوبر، زعم الجيش إسقاط طائرة مسيّرة أخرى في منطقة لواء باران.
ورغم الادعاءات المتكررة، نفت مصر بشدة صحة هذه المزاعم، واعتبرتها محاولات لتغطية الإخفاقات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.
تتزامن هذه الادعاءات مع تصاعد التوترات في المنطقة، مما يثير تساؤلات حول أهداف إسرائيل من ترويج مثل هذه الروايات. ويبقى الموقف المصري واضحًا في رفضه أي مزاعم قد تؤثر على دوره التاريخي كضامن للاستقرار الإقليمي والمدافع عن الحقوق الفلسطينية.
0 تعليق