وسيستمر هذا الوضع ما دمت في هذه الحياة، ولو عزمت على أن تسبق الجميع في ميادين الحياة كافة فقد تنقضي حياتك ولم تبلغ شيئا من ذلك.
وسيتعب كل من أخذ الحياة على أنها سباق لا بد أن يحقق فيه النصر ويحرز المركز الأول على الجميع، وستجد دائما حولك من أتيحت له الفرصة والموارد ووجد الدعم مبكرا حتى وصل لما وصل إليه من منزلة ومكانة.
أفهم من كلامك أنك تقول لكل صاحب همة توقف وخفف السير وتنازل عن أهدافك!!
لا، وإنما أقول إنه ليس الضرورة أن تنتصر في كل سباق ومعركة وتحرز المركز الأول، ولا أن تعيش في الحياة على الهامش.
ولكل إنسان ظروف وإمكانيات تختلف عن الآخرين، ومواقف وتجارب مرت عليه لا تتشابه مع من حوله وحتى بين الإخوة في البيت الواحد.
وقد تتيسر الظروف لشخص ما وتمهد له الطريق للنجاح في سن مبكرة، كالأسرة الداعمة والوجاهة والغنى وتوافر مقومات النجاح، ولا تتوافر لشخص آخر إلا في وقت متأخر.
فلا تقتل نفسك، الحياة جبلت على هذا، وعش رحلتك الخاصة واسعَ في تحسين حياتك دون تطلع لما في أيدي الآخرين والتحسر لما عندهم أو الوقوع بالحسد المذموم.
وتذكر أن بيل غيتس لو عاش في أدغال أفريقيا لما كان بيل غيتس الذي نعرفه اليوم.
قال تعالى في سورة الزخرف (نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ورحمت ربك خير مما يجمعون).
0 تعليق