قضية ورأي
الإثنين 02/ديسمبر/2024 - 10:30 م 12/2/2024 10:30:20 PM
ليس العلو الحالى لدولة الكيان الصهيونى، ارتفاعا واستكبارا عاديا، وإنما ارتفاع كبير فى المكانة السياسية وارتفاع بالسلاح، واستكبار على مؤسسات العالم ومنها الأمم المتحدة والجنائية الدولية.
ثمة دلالات فى دقة استخدام اللفظ القرآني، عن بنى إسرائيل، إذ قال تعالى :» وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِى إِسْرَائِيلَ فِى الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِى الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا».
والعلو يعنى لغة الارتفاع والفوقية والاتجاه إلى السماء، وفى القرآن الكريم ربما يعنى العظمة والتجبر «تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِى الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا»، وربما يعنى الرفعة والعظمة «سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا».
وقد جمعت إسرائيل بين الارتفاع والفوقية والعظمة والتجبر، حتى أن سلاحها الضارب طوال تاريخها القصير فى المنطقة هو الطائرات عالية الارتفاع من مقاتلات وقاذفات «الفانتوم « فى الستينيات والسبعينيات وصولا لأحدث أجيال «إف-15» و«إف-16» و«إف-35».
فسيادة السماء هى استراتيجية اسرائيل مع خصومها، ودونها تتحول إلى الهزيمة.. وربما هو الوعد المكتوب.
ففى يونيو 1967، نجح سلاح الجو الإسرائيلى فى تحييد القوات الجوية العربية، ودمر معظم سلاح الجو المصرى والسورى والأردنى وقصف بعض القواعد الجوية بالعراق، فربح المعركة من السماء.
وربما ومن يومها تفضل إسرائيل الهجوم الفوقى باستخدام الطائرات ومؤخرا المسيرات، سواء فى غزة أو لبنان وسوريا وإيران واليمن.
وهكذا العلو أصبح استراتيجية حربية.
وهكذا أصبحت إسرائيل أكثر نفيرا، بقوة الغرب الهائلة التى تدعمها سياسيا وماليا وعسكريا.
فما أن تواجه مخاطر، حتى تتحرك حاملات الطائرات والبوارج والمدمرات الأمريكية البريطانية والفرنسية، لنجدتها.
ومن العلو الكبير أيضا، تطويع أعلى هيئة أممية وهو مجلس الأمن الدولى لصالح إسرائيل، إذ إن الولايات المتحدة الأمريكية استخدمت حق النقض «الفيتو « 80 مرة لمنع إدانة إسرائيل، و34 مرة ضد قوانين تساند الشعب الفلسطينى.
ومن العلو الكبير أيضا، تطويع موارد أقوى امبراطورية فى التاريخ، وهى الولايات المتحدة الأمريكية، لصالح المشروع الصهيونى.
فقد طوعت إسرائيل الموارد الأمريكية الهائلة ( ناتجها المحلى الإجمالى 27 تريليون دولار بما يمثل 68 ضعف الناتج المحلى الإجمالى المصرى )، لصالح مشروعها التوسعى، إذ تلقت أكثر من 124 مليار دولار من الإدارات الأمريكية المتعاقبة منذ الحرب العالمية الثانية.
تبقى المحكمة الجنائية الدولية، هى الفصل الأحدث فى الاستعلاء الإسرائيلى، إذ ما إن أصدرت المحكمة مذكرة اعتقالًا بحق بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل ويوآف جالانت وزير دفاعه المقال، حتى أعلنت الولايات المتحدة، رفضها تنفيذ قرار المحكمة، ووصفه الرئيس جو بايدن بأنّه «قرار شنيع» متعهدا بالوقوف إلى جانب اسرائيل.
حتى فرنسا صديقة العرب، أعلنت احترامها لالتزاماتها القانونية «لكن مع النظر فى إمكانية الحصانات التى قد يتمتع بها نتنياهو».
إنه علو كبير، لكنه غير دائم.. فلا ديمومة لظلم واستكبار.
0 تعليق