بدأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عملية مكثفة للبحث عن خليفة لرئيس الوزراء ميشال بارنييه، وذلك في خطوة لاحتواء أزمة سياسية تهدد حكومته.
وتأتي هذه التحركات وسط تهديدات متزايدة بسحب الثقة من الحكومة على خلفية قرارات أثارت استياءً واسعًا داخل البرلمان.
تحركات مكثفة ومشاورات مستمرة
وفقًا لقناة “بي إف إم” الفرنسية، يجري ماكرون مشاورات مكثفة منذ الأسبوع الماضي مع مجموعة من المسؤولين والمقربين.
وتهدف هذه المشاورات إلى تحديد الأسماء المرشحة لتولي رئاسة الحكومة، بالإضافة إلى تقييم التوقيت الأنسب لإجراء التغيير الحكومي.
وشملت الاجتماعات سلسلة من الاتصالات الهاتفية واللقاءات المغلقة التي ركزت على اختيار خليفة قادر على إدارة المرحلة المقبلة بكفاءة.
أزمة حجب الثقة
الأزمة تفاقمت بعد تفعيل رئيس الوزراء بارنييه المادة 49.3 من الدستور الفرنسي، التي سمحت بتمرير قانون تمويل الضمان الاجتماعي دون تصويت برلماني، ما أثار غضب المعارضة.
وفي استجابة لهذا الغضب، أعلنت أحزاب معارضة، أبرزها حزب “فرنسا الأبية” وحزب “الجبهة الشعبية الجديدة” اليميني، عن تقديم مذكرات حجب ثقة ضد الحكومة.
كما انضم حزب “التجمع الوطني” اليميني المتطرف إلى هذا التوجه، مؤكدًا دعمه لأي لائحة مقدمة من اليسار.
جلسة حاسمة غدًا في البرلمان
من المقرر أن تصوت الجمعية الوطنية غدًا الأربعاء على مذكرات حجب الثقة المقدمة. وتعتبر هذه الجلسة مفصلية، حيث قد تؤدي إلى سقوط الحكومة الحالية إذا نجحت المذكرات في الحصول على دعم الأغلبية البرلمانية.
تحديات أمام ماكرون
يمثل البحث عن رئيس وزراء جديد تحديًا كبيرًا لماكرون، الذي يسعى لتجاوز الأزمة السياسية دون إحداث اضطرابات تؤثر على مسار حكومته. كما أن النجاح في اختيار شخصية تتمتع بثقة البرلمان والمجتمع يعد أمرًا بالغ الأهمية لضمان الاستقرار في المرحلة المقبلة.
0 تعليق