حوارات
يجدر بالمرء المسلم العاقل عدم الانخداع بمن اغترّ بالله عزّ وجلّ، وتجاوز بإفراط ما لا يجب تجاوزه، واغترّ بنفسه، وتمنّى الأماني الباطلة، وأغرق نفسه في ملذّات الدنيا، وفعل المعاصي، وأمِن مكر الله سبحانه وتعالى، أو سعى لأن يقف بوجه سننه في الكون، لا سيما المحجوب منها.
وتجاهل ما وعد ربّ العزّة عباده، ومن بعض علامات الاغترار بالله تعالى، وأسباب إنغماس البعض في غيّهم، وجهلهم وطمعهم، وفسادهم، ومجاوزتهم للحدود الأخلاقية، نذكر ما يلي:
- علامات الاغترار بالله: يمثل الإفراط والتمادي في ارتكاب المعاصي (مخالفة أوامر الله تعالى)، ورفض الاتعاظ بما يحدث للعصاة في الحياة الدنيا، وما سيحدث لهم في الآخرة، أبرز علامات الاغترار بربّ العباد، والاستمرار في ظلم من لا ملاذ له إلاّ الله عزّ وجلّ، والإفراط الجنونيّ في التعصّبات القبليّة والطائفيّة.
ومن يغترّ بالله هو أيضاً من يظلم الضعفاء والمساكين، والمُغترُّ هو من يغتاب، وينمّ، ويشوّه سمعة إنسان غائب، أو فرد لا يستطيع الدفاع عن نفسه، ومن يسعى بجهد لتوريث أحقاده الشخصية لأبنائه، ومن يزوّر بهدف كسب المال الحرام، ومن ينغمس في البطر، قولاً أو فعلاً، ومن ينهش اليد التي أحسنت إليه، ومن يعقّ والديه الصالحين، ومن يستولي على مال اليتيم أو الانسان الضعيف، ومن يتكبّر ويتعجرف ويتغطرس ويختال وهو مخلوق من طين يابس.
- الأسباب: يمثّل ضعف الايمان أبرز أسباب اغترار البعض بحلم الله عزّ وجلّ، وعدله مع الخلق، وبسبب إضطراب البوصلة الأخلاقية إمّا بالاختيار الإرادي، أو بسبب التعرّض لتربية أسريّة سيّئة.
وربما بسبب المحاكاة المدمّرة للحياة الغربية الماديّة، أو بسبب اعتناق المبادئ العلمانية في مجتمع إسلامي محافظ، أو بسبب كثرة المال والاعتقاد بأنه يُخلِّد أو يحمي صاحبه من سنن الله عزّ وجلّ في الحياة الدنيا، وربما بسبب الانفصال الاختياري عن الواقع الحياتي المحيط، وبسبب التعوّد على التجرّؤ على محارم الله عزّ شأنه، إمّا بسبب التأثير السلبي بأقران السوء، أو بسبب عيش الفرد في بيئة فاسدة أخلاقيّا، وإصابته بالخَدَر الأخلاقيّ المدمّر، وبسبب سوء الظن بالله عز وجل.
كاتب كويتي
@DrAljenfawi
0 تعليق