شهد شمال سوريا تصعيدًا عسكريًا واسعًا أدى إلى نزوح أكثر من 48 ألف شخص خلال الأيام الماضية، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة، وسط تحذيرات منظمات إنسانية من تفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة، حيث تتزايد الاحتياجات الأساسية من مأوى وغذاء ودواء.
موجة نزوح كبيرة وتصاعد التوترات
أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في بيان أن النزوح مستمر بوتيرة مرتفعة، حيث تجاوز عدد النازحين 48,500 شخص حتى 30 نوفمبر. وأكد البيان أن الوضع الميداني لا يزال متقلبًا، مع تحديث يومي لأرقام النازحين.
خسائر بشرية واسعة النطاق
تزامن التصعيد العسكري مع معارك عنيفة وقصف مكثف منذ الأربعاء، مما أسفر عن مقتل 514 شخصًا، معظمهم من المسلحين، بالإضافة إلى 92 مدنيًا، وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
تصعيد غير مسبوق منذ سنوات
أشارت تقارير إلى أن التصعيد الأخير يُعد الأخطر منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في عام 2020 بين روسيا وتركيا، الذي أتاح تحقيق هدوء نسبي في إدلب والمناطق المحيطة بها.
الهجوم الحالي جاء في أعقاب اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، الذي دخل حيز التنفيذ مؤخرًا بعد تصاعد التوترات في الشرق الأوسط على خلفية النزاع في غزة.
تحذيرات إنسانية ودعوات لتدخل دولي
سلّطت وكالة “فرانس برس” الضوء على التداعيات الإنسانية الكارثية للتصعيد في المنطقة، مؤكدة أن هذه الأزمة تستدعي استجابة دولية عاجلة. وحذرت المنظمات الإنسانية من أن الأوضاع قد تتفاقم إذا استمر النزاع دون حلول سياسية، مع تصاعد الاحتياجات الإنسانية بشكل حاد.
تاريخ معقد وصراع مستمر
تسيطر هيئة تحرير الشام على معظم مناطق إدلب وأجزاء من حلب وحماة واللاذقية. ورغم الاتفاقات السابقة لوقف إطلاق النار، لا تزال المنطقة تعاني من صراعات مستمرة بين الفصائل المسلحة والقوات الحكومية المدعومة دوليًا، مما يفاقم من معاناة السكان المدنيين.
يأتي هذا التصعيد ليعيد تسليط الضوء على الأزمة السورية الممتدة منذ أكثر من عقد، مع استمرار المعاناة الإنسانية التي تواجه ملايين السكان في ظل غياب حلول سياسية شاملة.
0 تعليق