التفاؤل تجاه أوضاع الصين والتوقعات بخفض "الفيدرالي" الفائدة عزّزا الطلب النفطي
أفادت شركة كامكو انفست ان أسعار النفط الخام سجلت مكاسب متتالية الأسبوع الماضي بدعم من التفاؤل تجاه الطلب وتصعيد العقوبات على بعض المنتجين الرئيسيين. وساهمت عدة عوامل رئيسية في تعزيز هذا الاتجاه الإيجابي، أبرزها إعلان الصين عن تحول مسار سياستها النقدية، وخفض الفيدرالي الأميركي سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في ديسمبر 2024 بعد صدور بيانات التضخم الأخيرة، هذا إلى جانب التطورات الجيوسياسية الإقليمية.
واوضحت الشركة في تقريرها حول اسواق النفط ان هناك عوامل اضافية عززت ارتفاع النفط تضمنت تقارير حول فرض المزيد من العقوبات على روسيا وإيران من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، كما لعب تمديد تخفيضات إنتاج الأوبك وحلفائها لمدة ثلاثة أشهر إضافية حتى أبريل 2024 دوراً في دعم الأسعار، إلا أن ارتفاع الدولار الأمريكي أمام سلة من العملات العالمية حد جزئياً من وتيرة هذا النمو. وعلى الصعيد الجيوسياسي، لم يكن للتغيرات المفاجئة في سوريا تأثيرات تذكر على أسعار النفط، حيث ما يزال المحللون يترقبون التداعيات المحتملة لهذا التطور على الأسواق.
وكشف التقرير ان الحكومة الصينية أعلنت عن عزمها تبني ستراتيجية نقدية ميسرة بشكل معتدل خلال العام المقبل، وتأتي هذه الخطوة كاستجابة متوقعة للتحديات التي قد تنشأ عن الحرب التجارية المرتقبة بين الصين والولايات المتحدة، وذلك عقب تولي الإدارة الأمريكية الجديدة مهامها الشهر المقبل، وتهدف هذه السياسة إلى تحقيق استقرار سوق العقارات في الصين وتعزيز الثقة في الاقتصاد من خلال مجموعة من الإجراءات مثل خفض أسعار الفائدة وتوسيع الإنفاق المالي وضعف قيمة اليوان الصيني، وذلك في إطار استعداد الصين للتعامل مع ارتفاع التعريفات الجمركية الأمريكية المقرر تطبيقها اعتباراً من العام المقبل.
وازدادت التوقعات بشأن السياسة النقدية للولايات المتحدة وضوحاً، مع شبه إجماع على خفض الفائدة المتوقع خلال الأسبوع المقبل. وتأتي هذه التوقعات عقب صدور أحدث بيانات التضخم، التي أظهرت نمواً للشهر الثاني على التوالي، محققة أعلى معدل نمو في سبعة أشهر، حيث بلغ المعدل السنوي للتضخم 2.7 في المائة في نوفمبر 2024، وهو ما يتسق مع التقديرات، كما ارتفع معدل التضخم الأساسي بنسبة 3.3 في المائة، أما على أساس شهري، شهد التضخم، بما في ذلك التضخم الاساسي، زيادة شهرية بنسبة 0.3 في المائة. من جهة أخرى، خفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، وقد أسهمت هذه التحركات النقدية في تعزيز معنويات السوق، وهو ما انعكس بصورة إيجابية على أداء أسواق الأسهم والسلع، بما في ذلك النفط الخام.
أما على صعيد العرض فكشف التقرير عن تسجيل إنتاج النفط في الولايات المتحدة مستوى قياسياً جديداً خلال الأسبوع المنتهي في 6 ديسمبر 2024، إذ بلغ 13.63 مليون برميل يومياً، مدفوعاً بالزيادة المستمرة في إنتاج النفط من حوض بيرميان.
وظلت أسعار النفط مستقرة خلال الأسبوع الماضي بعد سلسلة من المكاسب التي دفعت الأسعار لتجاوز حاجز 74 دولاراً للبرميل. وجاءت هذه المكاسب مدعومة بأنباء إيجابية على صعيدي العرض والطلب، حيث أشارت التوقعات إلى تراجع تخمة المعروض النفطي خلال العام المقبل.
وعلى الرغم من زيادة إمدادات الأوبك وحلفائها خلال شهر نوفمبر 2024، إلا أن تمديد تخفيضات الإنتاج حتى نهاية أبريل 2024 دفع المنتجين إلى خفض أسعار البيع الرسمية لشهر يناير 2025. وشمل ذلك السعودية التي خفضت أسعار البيع الرسمية للمشترين الآسيويين، والعراق الذي خفض بدوره أسعار خام البصرة المتوسط والثقيل لجميع المشترين.
وخفضت الأوبك مرة أخرى توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط لعام 2024 للشهر الخامس على التوالي، وفقاً لتقريرها الصادر في ديسمبر 2024. إذ قامت المنظمة بتقليص توقعات نمو الطلب 210 آلاف برميل يومياً مقارنة بتوقعاتها السابقة، لتصبح التوقعات الحالية لنمو الطلب بمقدار 1.61 مليون برميل يومياً، ليصل إلى 103.8 مليون برميل يومياً خلال 2024.
0 تعليق