نواف الأحمد... إنجازات مدوّنة في تاريخ الكويت

المصدر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف


- 58 عاماً من العطاء الرسمي قبل تتويجه أميراً تقلّد فيها وزارات الداخلية والدفاع والشؤون
- شهدت الكويت خلال الأعوام الثلاثة لتوليه الحكم إكمالاً لمسيرة البناء التي بدأها أسلافه
- مواقفه الوطنية ستبقى مسطّرة بأحرف من نور وشاهداً على رؤيته السديدة وحكمته البالغة

في مثل هذا اليوم، السادس عشر من ديسمبر من العام الماضي، فقدت الكويت الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد، طيب الله ثراه، حيث عقد مجلس الوزراء في ذلك اليوم اجتماعاً استثنائياً نعى فيه «المغفور له بإذن الله تعالى والدنا وراعي مسيرتنا حضرة صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير البلاد، بعد مسيرة عطرة حافلة بالبذل والعطاء والإنجازات»، ونادى بولي عهده حضرة صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد، أميراً لدولة الكويت، عملاً بأحكام الدستور والمادة الرابعة من القانون 4 /1964 في شأن أحكام توارث الإمارة.

مسيرة حافلة

منذ 13 دقيقة

منذ 14 دقيقة

وبوفاة الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد -رحمه الله - فقدت الكويت أحد رجالاتها المخلصين الذين أسهموا، على مدار العقود الماضية في صنع تاريخها وبناء مجدها وإعلاء رايتها، وقادوا سفينتها على الرغم من التحديات الجسيمة إلى شواطئ الأمن والأمان والاستقرار.

وبعد مسيرة مشرفة، وتاريخ مجيد من المبادرات ومحطات متميزة من المناصب الرسمية، رحل سموه، مسطراً بأحرف من نور مواقف وطنية ستبقى شاهداً على رؤيته السديدة وحكمته البالغة. وشهدت حياة سموه مسيرة حافلة بالعطاء والتضحيات في سبيل رفعة البلاد وعزتها وازدهارها.

وكان سموه قد تولى مقاليد الحكم في البلاد في 29 سبتمبر عام 2020، خلفا لأخيه الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، طيب الله ثراه، ليصبح الحاكم السادس عشر للبلاد وفقا للدستور وأحكام قانون توارث الإمارة، حيث توج سموه أميراً للبلاد، بعد نحو 58 عاماً من العطاء في مناصب عدة خدم خلالها الكويت، في عهد عدد من أمرائها الكرام ونال تزكيتهم وثقتهم جميعاً، بدأها بتعيينه محافظاً لمحافظة حولي، ثم وزيراً للداخلية، ثم وزيراً للدفاع، فوزيراً للشؤون الاجتماعية والعمل، ثم نائباً لرئيس الحرس الوطني، فنائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للداخلية.

وكانت محطة سموه الأخيرة قبل توليه مسند الإمارة هي ولاية العهد، وفقا للأمر الأميري الذي أصدره الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، لما عهد فيه من صلاح وجدارة وكفاءة تؤهله لتولي هذا المنصب، واستمر فيه 14 عاماً سنداً أميناً للأمير الراحل، ومشاركاً في اتخاذ القرارات التي تسهم في تطور البلاد والمحافظة على استقرارها.

وفي 30 سبتمبر عام 2020 أدى سمو الشيخ نواف الأحمد، اليمين الدستورية أميراً للبلاد أمام جلسة خاصة لمجلس الأمة وفق المادة 60 من الدستور.

بصمة سياسية

ولد سموه في 25 يونيو عام 1937، وكان الابن السادس من الأبناء الذكور للأمير الراحل الشيخ أحمد الجابر، طيب الله ثراه. وكان لسموه منذ استقلال البلاد بصمة واضحة في العمل السياسي. ففي 12 فبراير عام 1962، عينه الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم، طيب الله ثراه، محافظاً لحولي وظل في هذا المنصب حتى 19 مارس عام 1978، عندما عين وزيراً للداخلية في عهد الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، طيب الله ثراه، حتى 26 يناير 1988 عندما تولى وزارة الدفاع.

وبعد تحرير الكويت من الغزو العراقي الغاشم عام 1991 تولى سمو الشيخ نواف الأحمد، رحمه الله، حقيبة وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في 20 أبريل 1991، واستمر في ذلك المنصب حتى 17 أكتوبر 1992. وفي 16 أكتوبر 1994 تولى منصب نائب رئيس الحرس الوطني، واستمر فيه حتى 13 يوليو 2003، عندما تولى وزارة الداخلية، ثم صدر مرسوم أميري في 16 أكتوبر من العام ذاته بتعيينه نائباً أول لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للداخلية، وبقي في هذا المنصب حتى تعيينه ولياً للعهد في عام 2006.

وخلال الأعوام الثلاثة من حكم سموه، شهدت البلاد، إكمالاً لمسيرة البناء والعطاء التي بدأها أسلافه الكرام، كما شهدت خططاً جديدة في إدارتها تعتمد فيها على معطيات الحاضر لبناء مستقبل زاهر، تواكب فيه مستجدات العصر وتطوراته وتتبوأ المكانة التي تستحقها عربياً وإقليمياً وعالمياً.

ولطالما أكد سموه، رحمه الله، في مناسبات عدة حرصه على الحفاظ على الوحدة الوطنية، باعتبارها السياج الذي يحمي الكويت والكويتيين والحصن، لمجابهة الشدائد ومواجهة التحديات وضرورة المضي في عملية الإصلاح ودفع عملية التنمية في البلاد.

التمسك بالدستور

وكان سمو الأمير الراحل يتميز بالحرص الشديد على التمسك بالدستور، وتعزيز المسيرة الديمقراطية الرائدة، وترسيخ الفضائل والقيم الحميدة، ويؤمن بأهمية وحدة وتكاتف أبناء الكويت باعتبار أن قوة الكويت في وحدة أبنائها، وأن تقدمها وتطورها مرهون بتآزرهم وتلاحمهم ووحدتهم وتفانيهم وإخلاصهم في أعمالهم.

وشغلت القضايا المحلية الاهتمام الأكبر لدى سموه، نظراً لما عرف عنه من اهتمام بالغ بالتفاصيل التي تتعلق بشؤون الوطن وأمور المواطنين، ولاسيما ما يتعلق بالأمور الخاصة بالسلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية.

وكان سموه يزود الجهات المعنية بالعمل على كل ما يسهم في دفع عملية التنمية في البلاد، وتعزيز قدرات الكوادر الوطنية في شتى المجالات، وتحفيز القطاعات الاقتصادية المتنوعة وخلق فرص استثمارية تنافسية، ورعاية الشباب وتأهيلهم بأفضل الوسائل العلمية والأكاديمية ودعم قطاعات التعليم والصحة والإسكان.

العلاقات الخارجية

واستمر سمو الأمير الراحل، في النهج الذي سارت عليه الكويت في ما يخص علاقاتها مع أشقائها العرب. فكان يحرص على التنسيق مع القادة العرب في كل ما يخص القضايا العربية والتعاون البناء معهم لحل المشكلات التي تواجه الأمة العربية، مع التركيز على القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب الأولى.

وسار سموه في علاقات الكويت مع دول العالم على النهج الذي لطالما عهدته الكويت طوال العقود الماضية، من حيث احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، والتمسك بالشرعية الدولية والحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، وحل وتسوية النزاعات بين الدول عبر الحوار والطرق السلمية.

الأمير الراحل، رحل بجسده لكن إنجازاته البارزة ستظل مدوّنة في تاريخ الكويت، وستبقى عطاءاته خالدة في مسيرتها وإسهاماته ومبادراته منارة للأجيال تستهدي بها لتكمل المسيرة التي بدأها وأسلافه الكرام في بناء الوطن ورفعته وازدهاره.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق