زين وشين
بادئ ذي بدء، حدث العاقل بما لا يعقل فإن صدق فلا عقل له. الرواية التي يتداولها الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي من الصعب تصديقها، فلا الشكل شكل من خرجت للتو من "هوشة"، ولا الكلام يدخل العقل!
الامر الاخر تقول صاحبة الـ"فيديو" باعتراف صريح منها وبالصوت والصورة انها "زردت" الوزير، بمعنى أطبقت يديها على رقبته، مع العلم ان الوزير طوله يقارب المترين، فكيف تستطيع الوصول إلى رقبته، وهل هو متاح لها ولغيرها "ليزرد"؟
هذا شيء، والشيء الاخر ان الاعتداء على موظف عام اثناء تأدية واجبه الرسمي يعتبر جريمة يعاقب عليها القانون، وهي باعترافها المسجل بالصوت والصورة ادانت نفسها بنفسها، وستعرض نفسها للمساءلة القانونية، وحتى وان كانت خارج الكويت، فإن جلبها سيكون سهل جدا عبر الـ"إنتربول" (الشرطة الدولية)، وعندها فقط ستعرف موقفها الحقيقي من قضية خاسرة ادخلت نفسها فيها بمحض ارادتها. الامر الاخر المهم انها تناشد صاحب السمو الامير، حفظه الله ورعاه، لإنصافها متناسية ان المناشدة يجب ان لا تتعدى رئيس مجلس الوزراء، وان الامير ،حفظه الله ورعاه، يمارس صلاحياته من خلال وزرائه الذين يعينهم، وبالتالي لا يقبل عليهم الاهانة.
من جهة اخرى فإن الوزير موظف عام، ومن غير المقبول اهانة اي موظف، او حتى اي شخص، ومن يرتكب هذه الفعل فليتحمل النتيجة، اما من يتصور ان له حق، وانه تم الاعتداء عليه، او ظلم باي شكل من الاشكال، فساحة القضاء الشامخ تسع الجميع، وكم قضية كسبها مواطن عادي ضد وزير، أما أن "تزرد" الوزير فهذا غير معقول، ولا مقبول.
بقي ان نعرف ان كل من تضرر من قرارات سحب الجنسية وجد ضالته في هذا الـ"فيديو"، واخذ يروج له وينشره للنيل من سمعة الشيخ فهد اليوسف، والواقع يقول ان هذه الامور تزيد الوزير قوة وصلابة، فالمهمة ليست سهلة، والحمل ثقيل جداً، وسحب الجناسي له ردود فعل ليست بسيطة ممن تضررت مصالحهم، وهم يتصورون ان انتشار الفيديو سوف يوقف سحب الجناسي، او يبعد الوزير عن الوزارة.
نقول للجميع ان المحافظة على الهوية الوطنية هي عنوان واضح للمرحلة الحالية، والامر لن يتوقف إذا رحل الوزير، او جاء غيره، كما ان السحب يحظى بدعم شعبي غير مسبوق من الشارع الكويتي الحقيقي، الذي تنفس الصعداء بعد الاجراءات الاخيرة.
اخيرا ما اصعب ان يوقع الانسان منا نفسه بمواقف ليس أهلا لها، وعلى نفسها جنت براقش... زين.
0 تعليق