محليات
26
الدوحة - قنا
نظمت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، بالتعاون مع قسم اللغة العربية في معهد الجزيرة للإعلام، ندوة بعنوان: "اللغة العربية والتحديات الرقمية - كيف تصنع التأثير؟"، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، الذي يصادف الثامن عشر من ديسمبر من كل عام.
وهدفت الندوة، التي أدارها السيد محمد كريشان، المذيع بقناة الجزيرة، إلى مناقشة التحديات التي تواجه اللغة العربية في وسائل الإعلام الرقمية، وتحليل واقع اللغة العربية في نماذج الذكاء الاصطناعي، ومستوى حضورها في تطبيقاته، واستكشاف حلول وطرق مبتكرة لتعلم اللغة العربية في العصر الرقمي، إضافة إلى تقديم توصيات لتعزيز حضور اللغة العربية في الفضاء الرقمي، والتي من شأنها أن تسهم في تحسن استخدام اللغة العربية في الإعلام والتعليم الرقمي، والتعريف بتعلم اللغة العربية في معهد الجزيرة وإسهاماته في دعمها وتعزيزها.
وفي كلمتها في افتتاح الندوة، أكدت السيدة مريم عبدالله المهندي مدير إدارة العلاقات العامة والاتصال بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي أن اللغة العربية تواجه تحديات في ظل التحولات الرقمية المتسارعة مما يحتم الحفاظ على الهوية اللغوية، وصون الإرث الثقافي العريق، ومواكبة الثورة الرقمية، وتسخير التكنولوجيا لخدمة اللغة العربية، وتعزيز حضورها في العصر الرقمي.
واستعرضت المهندي، جهود وزارة التربية والتعليم في تعزيز اللغة العربية، المتمثلة في تطوير المناهج الدراسية، واستحداث أساليب التعليم الحديثة، وتشجيع الأبحاث والمبادرات الرامية لتمكين اللغة من مواكبة العصر الرقمي، داعية إلى تضافر الجهود لتظل اللغة العربية عنصرا فاعلا وحيويا في المشهد الرقمي.
كما نوهت السيدة إيمان العامري مدير معهد الجزيرة للإعلام، بتزامن انعقاد الندوة مع الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، ليفتح نافذة لتأمل واقع لغتنا في عصر التكنولوجيات والذكاء الاصطناعي.
وقالت العامري إن حضور اللغة العربية في المشهد الرقمي ما زال متواضعا مقارنة بلغات أخرى، مشيرة إلى أن المحتوى العربي في الإنترنت لا يصل نسبة 1 بالمئة من مجموع المحتوى المنشور رقميا.
ودعت إلى استكشاف سبل تعزز مكانة اللغة العربية في البيئة الرقمية، وتطوير الأدوات الرقمية الداعمة لها، وتبني طرق تعليم مبتكرة تلائم التطورات التقنية المتسارعة.
وبينت العامري أن أهداف الندوة تتجاوز مجرد النقاش إلى طرح اقتراحات وحلول عملية ومبتكرة، والخروج بتوصيات واضحة وقابلة للتطبيق، تسهم في استعادة مكانة اللغة العربية بوصفها لغة علم ومعرفة وإبداع، منوهة بأن تطوير استخدام اللغة العربية في العالم الرقمي ليس خيارا، بل ضرورة لضمان استمرارها في أداء دورها الحضاري والثقافي.
واستعرضت جهود معهد الجزيرة للإعلام في تنفيذ مشاريع وفعاليات متعددة لتعزيز مكانة اللغة العربية مثل برنامج "تعلم العربية" وغيره من البرامج.
بدوره، تحدث في الندوة الدكتور محمد مختار الخليل مدير مركز الجزيرة للدراسات عن اللغة العربية في الإعلام الرقمي - تحديات وحلول، مؤكدا أهمية اللغة كمعبر عن الفكر.
وسلط الضوء على التحديات التي تواجه تطبيق التقنيات الرقمية في تعلم اللغة العربية والمتمثلة في عدم وجود خبرات عربية في تقنيات اللغة العربية، وصعوبة إقناع المؤسسات الإعلامية ببرامج تعلم اللغة العربية وغيرها من التحديات.
كما تحدث السيد أحمد الملا مذيع تلفزيون الريان، أستاذ اللغة العربية بالمعهد الديني، حول تعلم اللغة العربية في ظل التحديات الرقمية، مستعرضا تجربة المعهد الديني في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها.
وأشار في هذا السياق، إلى أهمية زيادة الموارد الرقمية، وتدريب المعلمين على تقنيات التعليم الإلكتروني، والتعليم التعاوني، ودمج الذكاء الاصطناعي في التعليم.
إلى ذلك، لفت السيد حمدي مبارك حسين مهندس البرمجيات الرئيسي بقسم تقنيات اللغة العربية، بمعهد قطر لبحوث الحوسبة بجامعة حمد بن خليفة، إلى أهمية اللغة العربية، والمحتوى العربي الرقمي، والتحيزات في الذكاء الاصطناعي، ونموذج الذكاء الاصطناعي العربي (فنار) ومكوناته ومميزاته وخصائصه.
أما السيد سلمان يوسف أحمد، معلم لغة عربية بمدرسة أحمد منصور الابتدائية للبنين، فتحدث في الندوة عن دور التقنيات التكنولوجية في تطوير أساليب تدريس اللغة العربية، مستعرضا جهود دولة قطر في حماية وتعزيز مكانة اللغة العربية، لا سيما صدور قانون حماية اللغة العربية لعام 2019، ودمج التكنولوجيا في التعليم.
وتطرق إلى التجربة الفنلندية في تدريس اللغات ومخرجاتها، منوها بأهمية مواكبة المعلم للمستجدات الرقمية، ودعم الأفكار الإبداعية الابتكارية الرامية لتجديد طرق التعلم وتطويرها.
وفي ختام الندوة، جرى حوار علمي هادف حول اللغة العربية في أجهزة الإعلام وفي التطبيقات الرقمية، وعن مدى جودة وموثوقية محتوى الذكاء الاصطناعي، طرح فيه الحضور العديد من التساؤلات والاستفسارات على المتحدثين الذين أجابوا عنها.
وتقديرا لدور معهد الجزيرة للإعلام، في تعزيز الحضور المميز للغة العربية، في المشهد الإعلامي، قامت السيدة مريم عبدالله المهندي مدير إدارة العلاقات العامة والاتصال بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، بتكريم السيدة إيمان العامري، مدير معهد الجزيرة للإعلام، ومنحها درعا تذكارية تقديرا لجهود المعهد في عقد الندوات الهادفة.
بدورها، منحت الأستاذة إيمان العامري، درعا تذكارية للسيدة مريم عبدالله المهندي، عرفانا بدور الوزارة في دعم الجهود والمبادرات الإعلامية والثقافية.
اقرأ المزيد
مساحة إعلانية
0 تعليق