تحدث الأستاذ بكلية الاستشراق في المدرسة العليا للاقتصاد بموسكو، الدكتور رامي القليوبي، عن التطورات التي تشهدها سوريا، بجانب انسحاب القوات الروسية من دمشق.
وقال خلال تصريحاته لبرنامج “من مصر”، والمذاع عبر فضائية “القاهرة الإخبارية”: إن هناك انطباع بأن روسيا قررت أن تتبني مقاربة براغماتية تجاه التغييرات الجارية في سوريا، ومن مؤشرات ذلك بيان أصدرته وزارة الخارجية الروسية مساءً، أكدت فيه بأنها تتطلع لتطوير علاقات الصداقة والاحترام المتبادل مع سوريا، وكذلك أشدت بنوايا السلطات السورية الجديدة بناء دولة العدالة والقانون.
وتابع: أن حاكم الشيشان رمضان كادي، أكد على ضرورة شطب هيئة تحرير الشام من قوائم الأرهاب تمهيدًا؛ لتقديم مساعدات إنسانية لسوريا، ويبدو أن روسيا تعتزم استنساخ نموذج؛ لتطبيع العلاقات حركة طالبان الأفغانية التي طلت على مدى فترة طويلة، خصما تاريخيا لدودا منذ الحقبة السوفيتية، وذلك لأن الاتحاد السوفيتي قاد حربًا على مدي عقد كامل مع طالبان، ولكن الآن يتم تطبيع العلاقات، فيبدو أن الأمر قد يتكرر مع هيئة تحرير الشام.
وأضاف: أن مع انحسار الوجود العسكري الروسي، لا أحد يستطيع أن يمحو الذاكرة بين روسيا، وهيئة التحرير الشام اللتان كانت قبل أيام معدودة في حالة حرب، وشن القوات الجوية الروسية ضربات مكثفة على مواقع المسلحين في سوريا.
وفي وقت سابق، قال ألكسندر زاسبكين، الدبلوماسي الروسي السابق: إن المفاوضات الجارية بشأن الوضع في سوريا، ولم تصل إلى نتائج نهائية بعد ولم تتخذ قرارات حاسمة.
وأكمل: أن غياب الاستفزازات وهدوء الوضع حول القواعد العسكرية يمثلان تطورًا إيجابيًا في الوقت الراهن، لافتًا إلى أن الاستقرار النسبي يوفر فرصة للعمل المستقبلي، مؤكدًا أن روسيا تقيم بشكل إيجابي تصريحات أحمد الشرع، وتوجهاته الداعمة لمؤسسات الدولة في مواجهة الاغتيالات العشوائية، معتبرًا ذلك أساسًا لتعزيز التعاون واستمرار العمل المشترك، لكنه أشار إلى أن غياب الظهير السياسي في السلطة الحالية، مقارنة بفترة حكم بشار الأسد، يترك فراغًا سياسيًا.
0 تعليق