استضاف مجلس الصحافة - الذي ينظمه المركز القطري للصحافة - أمسية بعنوان "دور الصحافة في الهوية الوطنية" وذلك مناسبة اليوم الوطني للدولة.
تحدث خلال الجلسة الأستاذ عبدالعزيز البوهاشم السيد- باحث في التراث والتاريخ، وأدارتها الأستاذة الدكتورة حنان الفياض، بحضور الأستاذ عبدالله بن حيي السليطي-نائب رئيس مجلس إدارة المركز القطري للصحافة-، والأستاذ إبراهيم السيد ، وعدد من المثقفين والمهتمين والمتخصصين في الصحافة والتراث والتوثيق . استهلت الأمسية بكلمة للأستاذ عبدالله بن حيي السليطي الذي أكدَّ دورالصحافة في ترسيخ الهوية الوطنية والمساهمة في نشر وحماية التراث عبر ما تطرحه من موضوعات، وما تنشره من مقالات، مشيدًا بجهود السيد عبد العزيز البوهاشم السيد في توثيق التراث القطري الذي يعد ركيزة للهوية الوطنية.
وبدوره أكدَّ البوهاشم أنَّ مفهوم الهوية الوطنية، يمتد إلى أكثر من الانتماء الجغرافي، ليشمل مجموعة من القيم والعادات الأصيلة التي تمثل دعائم وجوهر الهوية القطرية.
وأشار عبدالعزيز السيد إلى أن الصحافة القطرية تلعب دورًا محوريًا في توثيق الأحداث ونقل التاريخ وتعزيز الانتماء، منوهًا بالبرامج والأنشطة الإعلامية التي تدعم الهوية المستمدة من قيم المؤسس والدين الإسلامي.
وأدعا لغرس الوعي في نفوس النشء والأجيال الجديدة بمفهوم المواطنة والتكاتف لحماية الهوية القطرية في ظل التحديات الراهنة، وذلك عبر المؤسسات التعليمية التي عليها دور لا يقل أهمية عن دور الأسرة.
جهد متواصل
وأوضح الأستاذ عبدالعزيز أن الحفاظ على الهوية الوطنية يتطلب جهودًا متواصلة من خلال التوثيق، والبرامج الإعلامية، ودعم الرياضات التراثية التي تعد جزء أصيل من من الهوية الوطنية، إذ أن الاهتمام بها يسهم في ترسيخ القيم التي يتحلى بها الشعب القطري منذ عصر المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني إلى عهد حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى (حفظه الله) .
ودعا البوهاشم إلى الاستثمار في القوى الناعمة المتمثلة بالدبلوماسية، والتعليم والإعلام والفن والثقافة لتعزيز الهوية الوطنية وضمان استمراريتها للأجيال القادمة، لافتا إلى ضرورة أن يكون للمؤثرين دور في حماية ونشرالتراث القطري، وتعزيز الهوية الوطنية عبر منصاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، فالثقافة وتكوين وعي النشء أقوى من السلاح في كثير من الأحيان.
دعم التراث
وفي سياق حديثه، أشاد الأستاذ عبدالعزيز السيد بمركز نوماس الذي يُعنى بتعليم القيم القطرية الأصيلة للأطفال، إلى جانب دور دار الوثائق القطرية التيتسهم بدور كبير في توثيق التاريخ والتراث . وأشاد بأهمية فعاليات درب الساعي التي تنظم احتفاء باليوم الوطني للبلاد، والتي تهدف إلى تعكس التراث القطري، وتجسد الهوية الوطنية لزواره، كما أنها تشير إلى الإنجازات الوطنية منذ تأسيس الدولة وحتى الآن، موضحًا أن سبب تسمية "درب الساعي" بهذا الاسم تعود إلى دور “السعاة" في زمن المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، حيث كانت الرسائل تُنقل على ظهور الإبل بين قطر والمناطق المجاورة لتوطيد العلاقات وحل النزاعات.
الذكاء الاصطناعي
وتناول البوهاشم في ختام حديثه دور الذكاء الاصطناعي وتطويعه في نقل التراث، وقال: " يمثل الذكاء الاصطناعي أداة ثورية يمكن تطويعها في حفظ التراث الثقافي وصونه للأجيال القادمة من خلال تقنيات التعلم الآلي وتحليل البيانات، كما يمكن رقمنة المخطوطات القديمة، وترميم الوثائق التاريخية بتقنيات الذكاء الاثطناعي ، كما تتيح تطبيقات الذكاء الاصطناعي إمكانية إنشاء أرشيف رقمي يُسهل الوصول إلى التراث ويعزز الوعية بأهميته ، عبر توفير ترجمات فورية وتحليلات لسياق لالمحتويات التراثية، وهذا الأمر يتطلب تغذية تلك الأداة بالمعلومات والبيانات الصحيحة لنقلها للأجيال، ولنقلها للآخرين، الذين لديهم الفضول للتعرف على التراث القطري الأصيل، والعادات والتقاليد التي تعكس قيم وأخلاق الشعب القطري."
واختتمت الأمسية بمداخلات أكدت في ضرورة الاهتمام بحماية ونقل التراث، وتكريس الهوية الوطنية من خلال تبني برامج وأنشطة وفعاليات لتعريف جيل الشباب بتراثهم من خلال الرياضات التراثية، والفعاليات التي تعكس الهوية الوطنية المتجذرة منذ عهد المؤسس وحتى الآن .
0 تعليق