حوارات
"وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"(الأنعام 153).
يتوفّق الانسان عندما يتسهّل له طريق الخير، وعندما يُلهَمُ إتّباعه، وعندما يهتدي الى طريق الاستقامة والى سبيل الرّشاد (الطريق السوِيّ)، والاستقامة الدينية والأخلاقيّة.
ومن بعض ما أعتقد شخصياً أنها مقوّمات ومبادئ تؤدي الى توفيق الانسان الى طريق الاستقامة الأخلاقية في الحياة الدنيا، نذكر ما يلي:
- صِدق النيّة في إصلاح النفس: تصدِق نيّة المرء عندما يهتدي لاحقاً الى طريق الاستقامة، وتنقى وتصدِق النيّة عندما يحرص على الإخلاص في قوله وفي عمله، في السرّ وفي العلن.
كذلك بإرغام نفسه الأمّارة بالسوء على إتباع سبل الخير في الكلام وفي التصرّفات الشخصية، وتصدق النيّة كذلك بمعرفة النفس حقّ المعرفة، وبالصدق مع الله تعالى وطلب مرضاته.
- إختيار البيئة الصالحة: يختار الانسان العاقل البيئة المحيطة به، فهو مخيّر وليس مسيّراً، ومن علامات البيئة الصالحة التي تشجّع الفرد على إتّباع طريق الاستقامة في الحياة الدنيا هي كثرة الصالحين فيها، وغلبة الطّابع الديني المحافظ على المجتمع، وكثرة زوّار المساجد والمصلّين فيها، والاقران والقدوات الصالحين.
- تنقية القلب من التحيّزات السلبيّة: تمنع التحيّزات والتعصّبات، القبلية والعرقية والطائفية والطبقية، والفئوية السلبية الاهتداء لطريق الاستقامة، وكلّما تخلّص الانسان منها، واستبدلها بالتسامح وبحب المسلم الآخر وبإفشاء السلام، والتعامل الحسن مع الآخرين، سهل عليه معرفة سبل الخير والرّشاد.
- إحترام الذّات: بقدر ما يحترم الانسان نفسه وينزّهها عن قول ما هو كذب، أو ما هو فاحش، أو فعل ما هو دنيء، في السرّ أو في العلن، ويترفّع بها عمّا يذلّها للخلق، سيدرك تلقائياً أنّ أفضل طريق بالنسبة له هو طريق الاستقامة.
- مراقبة الله عزّ وجلّ وطلب إعانته وتوفيقه: يقول المولى عزّ وجلّ في كتابه الكريم: "وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ"( الملك 13).
ومن يراقب الله عزّ شأنه، لا سيما في السر، ويطلب إعانته على حسن عبادته، يوفّق الى إتّباع طريق الاستقامة، فلعل وعسى.
كاتب كويتي
@DrAljenfawi
0 تعليق