شفافيات
استكمالا لقولنا اننا بفضل من الله ونعمته بخير، في ظل مؤسساتنا، السياسية والصحية والاجتماعية وغيرها؛ وكنت قد تكلمت عن الجانب الصحي في هذا الخير، واقول استكمالا لما سبق:
لقد وجه الطبيب المعالج، بعد سيل من الاسئلة لي، ان اجري تخطيطا سريعا للقلب، قال بعدها ان دقات قلبك غير منتظمة نوعا ما، وبشكل غير خطير، كان ذلك بسبب تغيير الادوية.
ثم كتب لي تحليلات عدة لعينات متنوعة، وطلب اجراء اشعة "سونار" للكلى، واخيرا اشعة للصدر، اجري الاخيرة منها يوم عيادتي له؛ وقد حسبت في رأسي كم يمكن أن تكلف ماليا هذه الفحوصات، وقارنت ذلك بمصروفات تأمين "عافية" حيث يكلف تحليل واحد نحو مبلغ 150 دينارا؛ فما بالك بأشعة "سونار"، وتحليلات لاحصر لها وعيادة طبيب؛ وادوية.
وقد أجريت كل ذلك؛ وكلفتني زيارة المستشفى مرات عدة للفحوصات هذه، كلها مبلغ ثلاثمئة فلس فقط، هي مبلغ سندوشات لبنة اثنتين اشتريتهما من مطعم مستشفى الصباح.
من هنا أقول: إننا ولله الحمد، اولا واخيرا، ثم الشكر لمن أسس البنية التحتية لكل مؤسساتنا، فلقد تم تأسيسها قوية شامخة، تستطيع اداء مهماتها مهما تغير الزمن، وتغيرت الحكومات ، وتغير الوضع العالمي ايضا.
وكل الذي عرضته عن الحالة الصحية لي وعلاجها تحدثت فيها مباشرة عن العناية ليس بشخصي، فلست تستغرقني ذاتي في الحديث، لكن بمواطن كويتي يلقى العناية من مؤسسته الصحية الحكومية، وجعلت نفسي فقط مثالا لحالة صحية عابرة، مر فيها هذا المواطن الكويتي في بلده.
ولا يتسع المجال لاستعراض النعم الأخرى علينا في بلدنا، ومن اهمها النعمة السياسية، فيكفينا فخرا وعزة، وشموخا واستعلاءً، وقوفنا مع الحق دوليا، فلم نعترف بالكيان الصهيوني، وقد جرى غيرنا حتى للتطبيع معه، وهو محتل لمقدساتنا، فابت مؤسستنا السياسية الانجراف وراء من انجرف، واتخذت القرارات الشجاعة الفذة تجاه احقاق الحق ولو كره الكافرون.
نسأل الله لهم الهداية؛ ويكفينا فخرا في مؤسستنا السياسية مقاطعتها للنظام السياسي السوري الظالم الذي هوى الى غير رجعة، عندما اباد شعبه، وقصفهم بالبراميل المتفجرة، وقتل اطفال سورية ونساءها وشيبها وشبابها، ولقد رأينا ما رأينا من وسائل تنكيله بشعب سورية في معتقلاته وسجونه، فقاطعته مؤسستنا السياسية، وشعبها الى أن سقط.
اننا حين ننتقد ما ننتقد في بلدنا، احيانا كثيرة جدا، انما نهدف الى مزيد من الاصلاح والاستقامة، ونهدف حين نمدح ايضا الى اعتدال ميزان نقدنا، فليست الكأس فارغة؛ ولتبق الكويت شامخة فارعة.
كاتب كويتي
0 تعليق