كم بريقٍ أخفى السم الزعاف... الجوهر ميزان الحقيقة

24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

حديث الأفق

  • ضع قيمتك في نقاء نفسك ولا تستهويك المظاهر
  • عندما تعلمون الحقيقة لن تُعيروا اهتماماً للظاهر
  • من يحتفظون بالحب في قلوبهم هم الأكثر صدقاً
  • الماء الملوث بالكأس الجميلة لا يجعله صالحاً للشرب
  • هناك من يخدعون الناس بمشاعرهم المزيفة
  • ما أكثر القرود وما أقل الأسود في هذا الزمان

المظاهر خادعة، ولهذا لا يمكن الركون إلى كل ما تراه، لأن ذلك يخفي البشاعة... في السطور التالية الدليل على القصة التالية، وأيضاً قصة أخرى.

في الأولى، سأل الأستاذ تلامذته: ما هو الشيء الذي يُضفي على الإنسان جمالاً وكمالاً؟

أجاب أحد الطلاب: العيون الواسعة الجذابة يا أستاذ.

ثم قال آخر: بل طول القامة والرشاقة. وانبرى ثالثاً قائلاً: بل هو بياض البشرة والجلد السليم النظيف.

عندها أخرج الأستاذ كأسين من حقيبته، إحداهما كانت من الكريستال الملكي الذي لا يُقدر بثمن، في غاية الحُسن والروعة.

أما الكأس الثانية فكانت من الفخار العتيق العادي جداً، بعدها سكب ماء ملوثاً مليئاً بالتراب في الكأس الجميلة، وسكب ماء عذبا في كأس الفخار، بعدها سأل تلاميذه: والآن من أي كأس تختارون لتشربوا منها الماء، عندها أجمعوا على اختيار كأس الفخار.

فقال لهم: أرأيتم، عندما علمتم الحقيقة التي تنتظركم في كل كأس لم تعيروا اهتماماً للظاهر، لأن باطن الأشياء هو المعيار الحقيقي.

كم مرة خُدعنا بمظاهر الأشياء وبريقها، ولو كنا نعلم باطنها لما اكترثنا لما تبدو عليه، لكن تركيزنا دائماً على الشكل الخارجي يجعلنا نخطئ في تقديرنا.

ليس كل جميل الشكل جميل القلب، لا تستهويك المظاهر، ولا زخرف الدنيا، فكم بريق أخفى السم الزعاف، وكم جمال أظهر المرارة في الباطن.

الجوهر هو ميزان القيمة، فكن ممن يستطيعون رؤية النقاء والصدق داخل الناس، وتعلّم أن تضع قيمتك في نقاء نفسك، وإخلاص قلبك، فالله لا ينظر إلى صور الناس ولا أجسامهم، لكن ينظر إلى قلوبهم، فالجوهر دوماً هو الحقيقة، وعليه تكون الموازين.

***

زوجة الأسد وهروب القرد

في القصة الثانية، هناك دليل آخر على كيف يمكن اكتشاف الصدق؟ إذ لا يغرنك ما تراه للوهلة الأولى، ففي الأسطر التالية دليل على ذلك..

في يوم ما، ذهب زوج وزوجته إلى حديقة الحيوان، فشاهدت الزوجة قرداً يلعب مع زوجته، فقالت لزوجها: يا لها من قصة حب رائعة، كلها سعادة، وعندما ذهبا إلى قفص الأسود، وجدا الأسد صامتاً وجالساً بعيداً عن اللبؤة، فقالت لزوجها: يا لها من قصة حب مأسوية.

فقال زوجها: ألقِ هذه الزجاجة الفارغة تجاه زوجته وشاهدي ماذا سيفعل، وعندما ألقتها هاج الأسد، وصاح دفاعاً عن زوجته.

ثم طلب منها تكرار ذلك مع القرود، وعندما ألقتها على القفص، ترك القرد زوجته وهرب حتى لا تصيبه الزجاجة.

فقال الزوج: لا تتفاجئي بما يظهره الناس أمامك، فهناك من يخدعون الناس بمشاعرهم المزيفة، وهناك من يحتفظون بمشاعرهم داخل قلوبهم المليئة بالحب، فما أكثر القرود وما أقل الأسود في هذا الزمان.

نكشات

  • "وما الله بظلّام للعبيد"، فالورِع السوري الذي زيف وسرق مواطنين من الكويت ودبي وعمان، هذا الورع حالياً بدأ الحبل يضيق على رقبته.
  • يقول أهل الفهم والعلم: "تجري جري الوحوش غير رزقك ما تحوش"، أي لن تنال إلا ما قسم الله لك، لهذا أرح بالك ولا تتعب في سلوك الدنيا.
  • ما أحلى سلاح العقل، وحلاوة اللسان، وما أحلى الصمت والبعد عن كثرة الكلام... فالمطر هو الذي ينبت الورد وليس الرعد!
  • في الإعلان عن سحب الجنسيات نسمع موجة تشفٍّ تصل حدّ الغل، لكن لا نعرف من هو صاحب الغد.
  • مطلوب من وزيرة الشؤون متابعة جمعيات التكسب، التي همها أن تأكل الخيرات باعتبار أنها القائمة عليها.
  • الجمعيات التعاونية حتى اليوم لا تؤدي ما أقيمت من أجله، ففي قوانينها أشياء وأعمال كثيرة غافلة عنها، ومنها الاهتمام بالمناطق التي تجني منها الأرباح.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق