مستشارك النفسي: الوطنية.. إحساس فطري أم مكتسب؟

العربية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

د. العربي عطاء الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دكتور أتقدم لكم بشكري الجزيل على ما تبذلونه من جهد في تقديم المساعدة للآخرين، ولكن سؤالي هذه المرة هو عن حب الوطن، فهل حب الوطن شيء فطري أم مكتسب ؟، وما علامات حب الوطن ؟
وجزاكم الله خيرا.
أخوكم / أبو حمد.

الإجابـــة /
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
أخي الحبيب أبو حمد حفظك الله ورعاك، كما أشكرك على تواصلك معنا.
اعلم أن حب الوطن أمر فطري وليس مكتسبا، كما أنه ليس غريباً أن يشعر الإنسان بالحنين الصادق لوطنه عندما يُغادره إلى مكانٍ آخر، فما ذلك إلا دليلٌ على قوة الارتباط وصدق الانتماء، والوفاء الخاص لهذا الوطن
وحتى يتحقق حب الوطن عند الإنسان لابُد من تحقق صدق الانتماء إلى الدين أولاً، ثم الوطن ثانياً، إذ إن تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف تحُث الإنسان على حب الوطن؛ ولعل خير دليلٍ على ذلك ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه وقف يُخاطب مكة المكرمة مودعاً لها وهي وطنه الذي أُخرج منه، فعن عبد الله بن عباسٍ ( رضي الله عنهما ) أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمكة: «ما أطيبكِ من بلد، وأحبَّكِ إليَّ، ولولا أن قومي أخرجوني منكِ ما سكنتُ غيركِ» رواه الترمذي.
ولولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مُعلم البشرية يُحب وطنه لما قال هذا القول الذي لو أدرك كلُ إنسانٍ مسلمٍ معناه لرأينا حب الوطن يتجلى في أجمل صوره وأصدق معانيه، ولأصبح الوطن لفظاً تحبه القلوب، وتهواه الأفئدة، وتتحرك لذكره المشاعر.
وإذا كانت حكمة الله تعالى قد قضت أن يُستخلف الإنسان في هذه الأرض ليعمرها على هدى وبصيرة، وأن يستمتع بما فيها من الطيبات والزينة، لاسيما أنها مُسخرةٌ له بكل ما فيها من خيراتٍ ومعطيات ؛ فإن حُب الإنسان لوطنه، وحرصه على المحافظة عليه واغتنام خيراته ؛ إنما هو تحقيقٌ لمعنى الاستخلاف الذي قال فيه سبحانه وتعالى: { هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا } (سورة هود: الآية 61).
وأما عن علامات حب الوطن فتتمثل في ما يلي:
1- التربية على استشعار ما للوطن من أفضالٍ سابقةٍ ولاحقة عليه ( بعد فضل الله سبحانه وتعالى ) منذ نعومة أظفاره، ومن ثم العمل على رد الجميل، ومجازاة الإحسان بالإحسان.
2- الحرص على مد جسور المحبة والمودة مع أبناء الوطن في أي مكانٍ منه لإيجاد جوٍ من التآلف والتآخي والتآزر بين أهله الذين يمثلون في مجموعهم جسداً واحداً مُتماسكاً في مواجهة الظروف المختلفة..
4- العمل على أن تكون حياتك الخاصة والعامة على أرض الوطن فيها راحة واطمئنان، إلّا عندما تدرك ما عليك من الواجبات فتقوم بها خير قيام.
5- تقدير خيرات الوطن ومعطياته والمحافظة على مرافقه ومُكتسباته التي من حق الجميع أن ينعُم بها وأن يتمتع بحظه منها كاملاً غير منقوص.
5- الإسهام الفاعل والإيجابي في كل ما من شأنه خدمة الوطن ورفعته سواءٌ كان ذلك الإسهام قولياً أو عملياً أو فكرياً، وفي أي مجالٍ أو ميدان؛ لأن ذلك واجب الجميع ؛ وهو أمرٌ يعود عليهم بالنفع والفائدة على المستوى الفردي والاجتماعي.
6- التصدي لكل أمر يترتب عليه الإخلال بأمن وسلامة الوطن، والعمل على رد ذلك بمختلف الوسائل والإمكانات الممكنة والمُتاحة.
7- الدفاع عن الوطن عند الحاجة إلى ذلك بالقول أو العمل، وأن تجعل فداءك للوطن، وهذا واجب ديني وإنساني.
وبالله التوفيق.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق