قُتل عشرة مدنيين وأصيب 20 آخرون في قصف لقوات الدعم السريع على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور في غرب السودان، وفق ما أفاد ناشطون.
وأكدوا أن القصف استهدف المستشفى الرئيسي بالمدينة ومناطق أخرى،  وقالت «تنسيقية لجان المقاومة - الفاشر»، في بيان لها: «وصل عدد الشهداء المدنيين إلى 10 شهداء و20 مصابا... نتيجة (القصف) داخل مدينة الفاشر والمستشفى السعودي من قبل ميليشيات الدعم السريع».
وفي ظل القصف المتواصل، سقوط المزيد من الضحايا بين قتلى ومصابين، يشهد النظام الصحي في السودان الانهيار والاحتضار، وقال الطبيب السوداني محمد موسى إنه يستمر في العمل مثل غيره وسط نظام صحي متهالك وأزمة إنسانية غير مسبوقة، ومجاعة وانعدام أمن في سياق الحرب المستمرة منذ أكثر من عام ونيف.
وقال الطيب الذي يعمل في مستشفى النو، وهو من آخر المنشآت العاملة في أم درمان، لوكالة فرانس برس عبر الهاتف «لقد خدّرتنا التفجيرات».
وأكد أن العاملين في مجال الصحة «ليس لديهم خيار سوى الاستمرار»، حتى وهم يسمعون أصوات طلقات نارية من مسافة بعيدة وهدير الطائرات الذي يهز الأرض تحت أقدامهم.
وفي مستشفى النو الذي يستهدفه القصف وفق منظمة أطباء بلا حدود، قال أعضاء الطاقم الطبي إنهم يعالجون جروحا ناجمة عن طلقات نارية في الرأس والصدر والبطن، وحروقا بالغة، وكسورا في العظام، وبترا للأطراف، حتى لدى أطفال لا تتجاوز أعمارهم أربعة أشهر.

دمار واسع
وتضم ولاية الخرطوم 87 مستشفى تعرض نصفها تقريبا لأضرار واضحة بين منتصف أبريل 2023 و26 أغسطس 2024، وفق ما تظهر صور أقمار اصطناعية نشرتها جامعة يال وجمعية الأطباء السودانيين الأمريكيين.
وفي أكتوبر، سجلت منظمة الصحة العالمية 119 هجوما على المرافق الصحية، تشمل تفجيرات وإطلاق نيران المدفعية وإطلاق النار والنهب والاقتحام.
وقال كايل ماكنالي، مستشار الشؤون الإنسانية في منظمة أطباء بلا حدود: «هناك تجاهل تام لحماية المدنيين»، مشيرا إلى «دمار واسع النطاق» أدى إلى «تدهور الخدمات الصحية».
ووفق نقابة الأطباء السودانيين، أُجبر ما يصل إلى 90% من المرافق الطبية في مناطق النزاع على الإغلاق، ما يحرم ملايين السودانيين من الرعاية.
وبحسب المصدر نفسه، دخلت قوات الدعم السريع مؤسسات صحية لعلاج جرحاها أو ملاحقة أعدائها، ونفذ مقاتلوها عمليات انتقامية ضد أطباء بعد وفاة رفاقهم أثناء تلقيهم العلاج، فيما يُتهم الجيش بتنفيذ غارات جوية على مستشفيات.
وذكرت النقابة إن نحو 78 من العاملين في مجال الصحة قتلوا منذ بداية الحرب في أماكن عملهم أو في منازلهم.
وصرّح المتحدث باسم النقابة سيد محمد عبد الله، «كل من المعسكرين يعتقد أن الطواقم الطبية تتعاون مع الفصيل الآخر، ما يؤدي إلى استهدافها».

لا تمييز
وأكد عبد الله أنه «لا يوجد أي مبرر لاستهداف المستشفيات أو الطواقم الطبية لأن الأطباء لا يميزون بين المرضى».
ويواجه الأطباء أيضا المجاعة فيما يعاني ما يقرب من 26 مليون شخص في السودان جوعا حادا، وفق أرقام الأمم المتحدة.
بين منتصف أغسطس ونهاية أكتوبر، اعتنى العاملون في مستشفى الأطفال في أم درمان بما يصل إلى 40 طفلا يوميا، كثر منهم في حالة حرجة، وفق الطبيبة نورة إدريس التي تم تغيير اسمها لدواع أمنية.
وقالت الطبية «كل يوم، يموت ثلاثة إلى أربعة منهم لأن حالتهم ميؤوس منها أو بسبب نقص الأدوية».
وأكد عدنان حزام، المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في السودان، أنه «من دون مساعدة فورية للمنشآت الصحية، نخشى تدهورا سريعا» في الخدمات.
وأشار إلى أن القانون الدولي الإنساني يحمي الطواقم الطبية والمستشفيات وسيارات الإسعاف، لكن هذه المبادئ في السودان ليس لها وزن يذكر.