حوارات
يصبح الشخص صعباً عندما يتصعّب في سلوكياته الاختيارية، فيعسر على الآخرين التفاهم، أو حتى التعامل معه، وذلك بسبب امتناعه الطّوعي عن التعامل مع الناس بشكل سمح، أو على الأقل بشكل منطقي.
ومن بعض أسباب صعوبة شخصيات بعض الأفراد، نذكر ما يلي:
- شحّ النفس: تشحّ النفس عندما يترسّخ البخل فيها، وعندما يضيق أفق الانسان الصّعب، ويتعنّت مع الآخرين، ويدفعه هذا الشحّ الى التصعيب المتعمّد للأمور على نفسه، وعلى الآخرين.
- الشعور بالنّقص: السبب الأبرز في إمتلاك أحدهم شخصية صعبة يتمثّل في شعوره بالنّقص النفسيّ الشديد، أمام من يعتقد أنهم أفضل منه، ويسعى الى تعويض هذا النّقص عبر الإعتناق الإرادي الاختياري لصعوبة التعامل مع الآخر، ظناً منه أنّ هذا السلوك العسِر ربما سيرفع شأنه في عيون الآخرين.
- التعصّب: لا يمكن منطقياً ألاّ يكون المتعصّب، العرقي أو الطائفي أو الفئوي أو الطّبقي، إلاّ صاحب شخصية يصعب التعامل معها، ولأنّ أبرز عواقب الانغماس الاختياري في التعصّب تتمثل في التشدّد اللاّ منطقي مع النفس ومع الآخر، ولاستحالة لين طبع المتعصّب بعد إنغراس التعصّب في عقله.
-ضعف الثقة بالنفس والشخصية الصعبة: لا يستطيع من يعاني ضعفاً نفسياً في شخصيته التعامل مع الناس بثقة تتناسب مع عمره ونضجه الفكريّ والنفسيّ المفترض، ويلبس البعض قناع الشخصية الصّعبة بهدف تكوين انطباع، في عقول الآخرين، أنّ صعوبتهم هي بسبب ثقتهم بأنفسهم!
- كبر السن وسماحة وصعوبة الشخصية: يوجد كبار سن سمحاء ويسهل التعامل معهم بسبب لطافة أطباعهم الأساسية، وحسن خلقهم ورقّة تعاملهم، ويوجد كبار سن لا يودّ العاقل مناقشة أي شيء معهم، إمّا بسبب ضيق أفقهم أو لشحّ نفوسهم، أو لقساوة قلوبهم، أو لقلّة تديّنهم ولترسّخ تحيّزاتهم الضيّقة، وربما لجهلهم.
وتبقى صعوبة الشخصية سلوكاً اختيارياً بحتاً، ويجذب النوع الأولّ من كبار السن البرّ لأنفسهم، وينفر الآخرون من النوع الثاني.
تدنّي الوعي: أبرز علامات انخفاض مستوى الوعي عند صاحب الشخصية الصعبة، هو ضعف قدرته على التكيّف المناسب مع الظروف المحيطة به، ويأخذ تدنّي الوعي أشكالاً مختلفة مثل ضعف الوعي الظرفي، والوعي الأخلاقي، والوعي الانفعالي.
كاتب كويتي
@DrAljenfawi
0 تعليق