بين السطور
الخميس 19/ديسمبر/2024 - 07:48 م 12/19/2024 7:48:22 PM
كنت قد تناولت مرارا وتكرارا هنا فى زاويتى هذه الكتابة عن أناس لا يعرفون الله سبحانه وتعالى، لانهم يقومون بدس اعمال سحر وشعوذة داخل المقابر أو داخل كفن جثث الموتى أو داخل الجثث نفسها، وما دعانى لتناول الكتابة هذه المرة عن تلك الافعال التى وصفها احد كبار العلماء فى تصريحات متلفزة له بأن من يدفن تلك الأعمال الشركية الكفرية بالمقابر مجرم، ونهى الدين عن القيام بتلك الحملات التى يطلقون عليها اعمال تطهير للمقابر إلا للضرورة، وعلى الرغم من ذلك مازالت تلك الحملات مستمرة حتى اجريت فى القاهرة ايضا ومؤخرا. ففى الاسبوع الماض قامت مجموعات يدعون انهم شيوخ بحملة لتنظيف المقابر بمنطقة بشرق القاهرة، وهؤلاء زعموا قدرتهم على فك الطلاسم والأعمال السحرية، وتضمنت الاشياء التى عثروا عليها من هذه الأعمال حسبما نشر فى مواقع صحفية وعلى بعض منصات التواصل الاجتماعى عن عثورهم على صور لعروسين تحمل عبارات تشير إلى الكراهية والطلاق، وصورة أخرى لشخص كُتب عليها سرطان، إلى جانب طلاسم أخرى، ونحن امام شقين فى انتهاكات المقابر هذه. فكلاهما يرفضه الدين فحرمات المقابر لها قدسيتها ولا يجب انتهاكها تحت هذا المسمى سواء بسبب غياب الضمير بوضع تلك الخرافات والشركيات داخلها أو تطهيرها تحت هذا المسمى وسوف اذكر لكم هنا ما قاله بعض أهل الذكر أملا أن لا تتكرر هذه الحملات، فقد قرأت العديد من التصريحات لشيوخنا علماء الأزهر الاجلاء. فقد اكد الدكتور مجدى عاشور مستشار مفتى الجمهورية أنه لا يجوز شرعًا نبش القبور لأى سبب من الأسباب إلا عند الضرورة القصوى والضرورة تقدر بقدرها. فيجوز للنيابة التى تحقق مثلا فى جريمة قتل استخراج الجثة بعد دفنها للوصول إلى معلومات. وأضاف د. عاشور فى رده على سؤال هل يجوز نبش القبور لفك السحر. قال لا يجوز نبشها شرعا إلا فى حالة الضرورة القصوى كأن تكون المقبرة آيلة للسقوط أو تسرب الماء إلى داخلها، أو إذا كانت الأرض المبنى عليها المقبرة مغتصبة ويريد أصحابها استردادها وهدم المقبرة، غير هذه الحالات لا يجوز نبش القبور. كما قال الدكتور على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء فى الأزهر الشريف فى احدي الفضائيات، عن حملات تنظيف القبور لاستخراج الأعمال السحرية، قائلاً هذه عملية إثارة لا إنارة. وحكاية حملات تنظيف القبور لاستخراج الأعمال السحرية فاقدة للشروط التى يعتمدها العلم، كما اكد الشيخ أحمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء أنه لا يجوز فتح القبور للبحث عن السحر والأعمال ففتح القبر على الميت بغير ضرورة أو حاجة لذلك غير جائز شرعا.. لانه اعتداء على حرمة الأموات، وحرمة الإنسان ميتا كحرمته حيا كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
0 تعليق