حوارات
"يَرْفَعُ اللهُ الَّذِيْنَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِيْنَ أُوْتُوْا الْعِلْمَ دَرَجَات"(المجادلة 11).
يزيد علم المرء، وكذلك صلاحه، ويميل الى قول وفعل الخير، وينشر القيم والمبادئ، الإنسانية والأخلاقية، الرفيعة في بيئته المحيطة.
ولا خير في عِلْمٍ لا يجعل الفرد إنساناً صالحاً، وسمح النفس، ومستقل التفكير، ومنصفاً مع الآخرين، وداعياً للسلام والمحبّة والتسامح في بيئته المحيطة.
ومن بعض سمات الانسان الذي استفاد قولاً وفعلاً من علمه، نذكر ما يلي:
- العلم وصلاح النفس: كلما زاد علم المرء اتّزن عقله، وصلح قلبه، وتغلّب على نفسه الأمّارة بالسوء، ونشر الخير حوله، وذلك لأنّ العالم، أو المتعلِّم أو المثقّف، يعرف نفسه أكثر من معرفة الآخرين بأنفسهم، ويعرف عيوبه فيصلحها، ويعرف عاداته السلبية فيستبدلها بما هو أفضل منها.
- المتعلّم المثقّف يقبل الاختلاف: المتعلّم الحقيقي هو من يتخلّص بإرادته من تحيّزات وترسّبات، العنصرية والقبلية والطائفية والطبقية والفئوية، ويقبل اختلاف الآخرين عنه في كل شيء، لأنه ينظر إليهم كأفراد متساوين معه في الحقوق الإنسانية.
- العِلم وإنسانية الفرد: يصبح العالم والمتعلّم أفراداً يتمتعون بحس رفيع في الإنسانية، الرحمة والشفقة، والتعاطف مع الآخرين الضعفاء والمحتاجين، والمظلومين والمضطهدين في كل بقاع الأرض.
ومن لم يزد علمه من إنسانيته فلا خير في علمه، ولا خير فيه للفرد وللمجتمع وللبشرية.
- العالم حكيم: الحكمة هي معرفة الحقّ، وسداد الرأي، وهي القدرة على التفكير المرن، والاستفادة الحقيقية من تجارب الحياة، والحكمة أيضًا هي الاستقلالية الفكريّة، ويقول المولى عزّ وجلّ في كتابه الكريم: "يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ" (البقرة 269).
- العِلْم والرقيّ الأخلاقيّ: يصعد المرء العالم، أو المتعلّم، بعلمه الى قمّة سُلَّم الأخلاق، ويتسامى بنفسه عن قول أو فعل ما لا يليق بمكانته عند نفسه، كذلك عند الآخرين الذين يشهدون له بعلمه، فلا يمكن أن تجد عالماً أو مثقّفاً حقيقياً فاسداً أو متملّقاً، أو متزلّفاً، أو مرتزقاً، أو مزوّر شهادة أو قاذفاً وشاتماً للناس، أو محرّضاً على الصالحين الآمنين.
كاتب كويتي
0 تعليق