على أهمية ترفيع العلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، اتفق وزيرا خارجية مصر والصومال، واتفقا أيضًا على عقد دورات مباحثات مُتعاقبة، يتم تخصيصها لمحاور استراتيجية مُحددة تشمل المحور السياسى، والاقتصادى والتجارى، والأمنى والعسكرى، والثقافى والتعليمى، وبناء القدرات. وخلال المؤتمر الصحفى المشترك، وجّه وزير خارجية الصومال الشكر لمصر، قيادة وحكومة وشعبًا، مؤكدًا أن الدعم المصرى لوحدة وسيادة بلاده وسلامة أراضيها كان له فضل كبير فى توقيع إعلان أنقرة.
الموقف المصرى الداعم للبلد الشقيق، أعلنه الرئيس عبدالفتاح السيسى فى سياقات ومناسبات مختلفة، ولدى توقيع مصر والصومال بروتوكول تعاون عسكرى بين البلدين، فى أغسطس الماضى. وهو الموقف الذى جدد تأكيده الدكتور بدر عبدالعاطى، وزير الخارجية، خلال اتصال تليفونى تلقاه من نظيره الصومالى أحمد معلم فقى، مساء ١٤ ديسمبر الجارى، وأيضًا، خلال المؤتمر الصحفى المشترك الذى جمعهما أمس، الإثنين، فى القاهرة، مشيرًا إلى أن هناك تعليمات من رئيسى البلدين بتعزيز التعاون فى مختلف المجالات، مكررًا تأكيد دعم مصر الكامل لسيادة الدولة الصومالية، ووحدتها، واستقلالها وسلامة أراضيها، فى إطار مبادئ القانون الدولى، منوهًا بما تضمنه «إعلان أنقرة» من تأكيد لتلك المبادئ.
تحت عنوان «الاتفاق الصومالى الإثيوبى»، تناولنا، الأسبوع الماضى، «إعلان أنقرة» الذى صدر فى ١١ ديسمبر الجارى، والذى يتيح لإثيوبيا الوصول الآمن إلى البحر الأحمر، مع احترام سيادة الصومال وسلامة أراضيه، وينهى الأزمة التى بدأت فى أول أيام السنة الجارية بتوقيع رئيس الوزراء الإثيوبى على «اتفاق مبدئى»، غير قانونى، مع زعيم «أرض الصومال»، إحدى الولايات الصومالية، يمنح إثيوبيا ميناءً بحريًا وقاعدة عسكرية على خليج عدن، بطول ٢٠ كيلومترًا لمدة ٥٠ سنة، مقابل اعترافها بهذه الولاية الصومالية الانفصالية، كدولة مستقلة، ومنحها حصة فى الخطوط الجوية الإثيوبية، المملوكة للدولة.
المهم هو أن وزير خارجية جمهورية الصومال الفيدرالية الشقيقة زار مصر، أمس الإثنين، وأجرى معه وزير خارجيتنا مباحثات ثنائية، ثم فى إطار موسع بحضور وفدى البلدين، تناولت الأوضاع فى منطقة القرن الإفريقى، وأبرز القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، إضافة إلى تطورات علاقات التعاون الثنائى وسبل تطويرها فى المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والتشريعية والتعليمية، والتدريب الدبلوماسى، و... و... وأكد الوزيران أهمية تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين والارتقاء بها، والعمل على إنجاح «منتدى الأعمال المصرى الصومالى» المزمع أن تستضيفه القاهرة قريبًا.
أكد الوزيران، أيضًا، أهمية الإسراع فى تشكيل البعثة الإفريقية الجديدة للدعم والاستقرار فى الصومال، AUSSOM، حيث ناشد الوزيران شركاء الاتحاد الإفريقى من أجل توفير التمويل اللازم والمستدام للبعثة الجديدة، ولمساندة جهود الجيش الوطنى الصومالى فى مكافحة الإرهاب وصيانة مقدرات الدولة، أخذًا فى الاعتبار تأثير الاضطرابات فى القرن الإفريقى والبحر الأحمر على التجارة والملاحة الدوليتين.
فى هذا السياق، أشار وزير خارجية الصومال إلى أن مصر لعبت دورًا بارزًا فى برنامج «إعادة الأمل» الأممى بعد انهيار الدولة، وأكد أن بلاده على رأس الدول الإفريقية المستفيدة من برامج «الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية»، وأعرب، مجددًا، عن تطلعه إلى تحقيق مشاركة مصرية نوعية وفعالة فى البعثة الجديدة، بما يساعد على تحقيق أهدافها بالنظر إلى القدرات العسكرية المصرية المتطورة، وخبراتها الممتدة فى مكافحة الإرهاب، وكذلك خبراتها فى دعم بناء مؤسسات الدولة، بالإضافة إلى التعاون العسكرى الثنائى بين البلدين، وفقًا لبروتوكول التعاون العسكرى الموقّع فى أغسطس الماضى.
.. وتبقى الإشارة إلى أن وزير الخارجية الصومالى كان قد أطلع وزير خارجيتنا على مخرجات إعلان، أو اتفاق، أو قمة أنقرة الثلاثية، التى جمعت بين قادة الصومال وتركيا وإثيوبيا، فى الاتصال التليفونى، الذى جرى مساء ١٤ ديسمبر الجارى، والذى اتفق خلاله الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد اجتماع وزارى ثلاثى، مع نظيرهما الإريترى، تنفيذًا لتوجيهات القيادات السياسية فى الدول الثلاث، لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
0 تعليق