اتت زيارة رئيس وزراء الهند السيد مودي الى البلاد في توقيت غير عادي، فالكويت تبدأ بنهضة تنموية شاملة على شتى الصعد، لا سيما البنية التحتية التي نرى مظاهرها على الصعيد العملي.
الكويت ليست ولم تكن بعيدة عن الهند، فثمة تاريخ طويل يجمع بين البلدين، فالهند كانت البوابة الرئيسية للتجارة الكويتية وهي اول مصدر، لا تزال التجارة الاتية (الابوام الضخمة) من الكويت الى بمبي وكراتشي قبل انفصال باكستان.
السفن الكويتية، وهي مراكب خشبية كانت تحمل تمور العراق الى الهند، وتعود محملة بشتى البضائع الشاي والسكر والاقمشة والذهب الذي كان في الاغلب يهرب.
ابناء "هو يا مال" لم ينقطعوا عن الهند، فالنفط الذي تفجر في باطن ارض الكويت، كان فاتحة خير على البلدين، فالعمالة الهندية كانت عملة اول العاملين في الحقول الكويتية الذين جلبهم الانكليز، والهند راجت تجارتها، وزادت اعداد عمالتها في شتى الاعمال، ولعلي في المناسبة اتذكر السيخ الذين تخصصوا في بيع قطع غيار السيارات، وكانت محالهم في مواجهة الامن العام في محافظة العاصمة حالياً، قبل نزوحهم الى منطقة الشويخ الصناعية.
الهنود يشكلون نحو المليون او يزيد في الكويت والهنود اقل المقيمين من الجنسيات الاخرى مشكلات ومخالفات وهذا بحد ذاته ميزة عن غيرهم من الجنسيات المقيمة في الكويت، وللهنود علاقة راسخة، وثقة متبادلة مع الكويتيين، بتجربة شخصية.
زيارة رئيس وزراء الهند الى الكويت لا شك بداية علاقة تتحدد بامتداد السنوات، وهي طويلة، وحافلة ومليئة بالذكريات والتاريخ.
ولعلم القارئ هناك كويتيون آثروا البقاء في الهند منذ زمن طويل حتى باتت وطناً بديلاً، بل والاغرب يرون انفسهم في الكويت غرباء، فالهند وطنهم وبالمثل هناك هنود مقيمون في الكويت يَرَونها وطنهم. والامل بحكومتنا مراعاة المشاعر المتبادلة بين البلدين والشعبين، فالهند تبقى تاريخاً مزروعاً في عقول الكويتيين، وهي كانت دائماً، وبخاصة العاصمة التجارية بمبي، البوابة المفتوحة، والمحببة للكويتيين، لاسباب لا تخفى على القارئ الكريم.
بمبي مصدر البخور والعود والورد والاقمشة الساحرة والصندوق، والمبيت والمراويس ( الطبل).
ان زيارة السيد رئيس وزراءالهند الدولة الصديقة بداية لنقلة كويتية للانفتاح على عالم كان الى وقت قريب منغلقاً على الكويت، فاذا كانت الصين تؤدي دوراً عالمياً، لا سيما في العلاقة المستجدة مع الكويت، لكن تبقى علاقة محدودة بالمشاريع، التي يتم انجازها على صعيد الواقع.
الهند بوابة الشرق، وتاريخ لا ينسى، وحديث لا ينسى للاباء الاولين الكويتيين، والهند بلد البهارات، والرز والسكر، والاطعمة اللذيذة.(برياني ونشباتي)، الكويت والهند امتداد طويل، وتاريخ يتجدد.
صحافي كويتي
0 تعليق