مساحة للوقت
في الحقيقة لم أنوِ الدخول في تفاصيل الفيلم الوثائقي قصة "المادة الثامنة"! التي يحركها بعض السياسيين، والنقاد، والمثقفين، وأساتذة الجامعات والقانونيين، والنقابيين، وغيرهم الكثير.
وهنا أجد نفسي أمام قضية تتعلق بالسيادة الوطنية الكويتية وثوابتها، وأمام كل من يطالب الدولة والقيادة السياسية بالتراجع عن فحص ملفات التجنيس، وهم يؤكدون التزامهم بقرارات سحب وإسقاط الجنسية عن المزوّرين والمزدوجين، بينما يعتقدون أن التعرض "للمادة الثامنة" ظلم له آثار سلبية على المجتمع، ومستوى المعيشة، بل يعتقدون أنه إجحاف بحق أمهات الكويتيين!
نعم إن إثارة واستغلال هذا الرأي يتنافى مع السيادة الوطنية، إذ أعتقد أن أمهات الكويتيين محشومات في ظل رعاية أبنائهن وبناتهن، وقد أوضحت الدولة بشكل لا يقبل الشك أن رعايتهم ومكانتهم في المجتمع الكويتي محفوظة، ومقدّرة، وهن يحظين بالدعم والاحترام والتقدير في ظل الإجراءات والقرارات، والقوانين الخاصة برعايتهن، والحفاظ على كرامتهن، وحقوقهن المجتمعية والاقتصادية.
إذن، لماذا تضخيم هذا الفيلم الوثائقي وتحويله إلى قضية سياسية واجتماعية وقانونية؟
ان احترام سيادة الكويت وقوانينها، وإرادتها، وثوابتها الوطنية أمر لا يختلف عليه كويتيان، لذلك اوضحت القيادة السياسية موقفها المعلن بالنطق السامي في أكثر من موقف وخطاب، وانه لا تهاون بالعبث بالهوية الوطنية، وتزوير الوثائق الرسمية والثبوتية في ملفات الجنسية، والتعامل مع هذا العبث والجرم، وبخاصة التجنيس السياسي وغيره ومن آثاره، هو استغلال "المادة الثامنة" بعد إقرار تصويت المرأة، والذي اتضح جلياً بعدما نفذت لجنة إجراءات فحص ملفات الجنسية، وظهر لنا الكم الهائل المستغل من وراء هذا الفيلم الوثائقي لتجنيس "المادة الثامنة"، ولمصلحة من هذا العبث والفساد السياسي والاجتماعي، الذي حذرت منه القيادة السياسية في خطاباتها ونطقها السامي الواضح والصريح؟
من هنا نطرح رأينا في هذه المساحة للتأكيد بأن السيادة الوطنية للجنسية الكويتية هي محصنة بالثوابت، والدستور، وعلينا الا نسمح باختراقها من جديد، وإيقاف العبث بها، وتنقيحها من كل الشوائب والملوثات.
تبقى"امهات الكويتيين" في نظر قانون الجنسية 15لسنة 1959 والتعديلات المطلوبة، والجديدة عليه، هي الحصن الحصين للهوية الوطنية، ولهن على الدوام، فالكويت وشعبها ورعاياهم هم في قلب وعقل، واهتمام ورعاية صاحب السمو الأمير، حفظه الله، وولي عهده الامين وحكومتنا الرشيدة الحكيمة، ولن تضيع حقوقهن وعطائهن وخدماتهن لهذا الوطن العزيز المعطاء.
حفظ الله الكويت، وقيادتها وأهلها ورعاياها، من كل مكروه وسوء، وعلينا إنهاء الاجتهاد بالرأي، ووضع حد لهذا الفيلم الوثائقي إلى الأبد.
كاتب كويتي
0 تعليق