بعد سورية... إيران قلقة من خسارة العراق

24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

اجتماعات مكثفة لتفادي سيناريو سقوط دمشق

طهران تعيد التموضع: حظر المواجهات مع القوات الأميركية وحل بعض التنظيمات المسلحة

حصر ملف انسحاب الجيش الأميركي من العراق في حكومة بغداد لاتخاذ ما تراه مناسباً

بغداد - باسل محمد

على وقع تأكيدات الخبراء والمختصين على أن إيران ـ بعد سقوط نظام الأسد في سورية والضربات القاسية لحزب الله في لبنان ـ تلقت "هزيمة ستراتيجية"، انهار معها ما كان يسمى بـ"محور المقاومة"، وسقطت كل "أحجار الدومينو"، وباتت في موقف دفاعي لا تحسد عليه، ووسط تساؤلات عن خطوة إيران المقبلة، وما لديها حاليا من أوراق، كشف تقرير للتيار الصدري التابع لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر أن اجتماعات مكثفة جمعت القوى السياسية الشيعية وفصائل الحشد الشعبي من جهة وقيادات مهمة في الحرس الثوري ومجلس الأمن القومي الإيرانيين من جهة ثانية طوال الأيام القليلة الماضية، بهدف وضع أسس المرحلة المقبلة.

وأكد التقرير ـ الذي تصدره الهيئة السياسية للتيار الصدري أن "الاجتماعات تمحورت حول سبل الحفاظ على الدور الايراني في العراق، وعدم خسارة الأخير كما خسرت نفوذها في سورية".

وبحسب ما جاء في التقرير، فإن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي قلق جدا من تحركات ومساع إقليمية ودولية محتملة لطرد إيران من العراق، كما حصل في سورية، لذا تركزت الاجتماعات العراقية- الإيرانية على سبل منع هذا السيناريو والقرارات السياسية الصعبة والمهمة للحيولة دونه.

وأماط التقرير اللثام عن أهم القرارات المشتركة لهذه الاجتماعات العراقية- الإيرانية، التي شملت: حظر اي مواجهة مسلحة بين الفصائل العراقية والقوات الأميركية، وحل بعض الفصائل المسلحة من طرف الحكومة العراقية لكسب ثقة الدول الإقليمية والغربية، وحصر ملف انسحاب القوات الأميركية من العراق بموقف وسياسة الحكومة العراقية فقط، وإفساح المجال أمام الأخيرة لاتخاذ ما تراه مناسبا للمصالح الوطنية العراقية بشأن تأجيل إنهاء مهمة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في العراق، فضلا عن تجنب اتخاذ أي مواقف عدائية من بغداد حيال الوضع السوري الجديد وتعزيز التقارب مع دمشق.

ووصف التقرير هذه القرارات بـ"التنازلات المؤلمة من طرف القيادة الإيرانية"، وقال: إن الصدمة التي تلقتها إيران في سورية جعلتها تفقد توازنها وصولا الى هذه القرارات التي صدمت الفصائل العراقية نفسها.

واكد أن استمرار الساحة العراقية ضمن النفوذ الإيراني أهم ملف يشغل تفكير خامنئي في الوقت الراهن لأن خسارة العراق تعني أن الهدف التالي للتغيير ستكون إيران نفسها وان إسقاط النظام الإيراني سيكون سهلاً جدا لسبب وجيه وهو أن إيران كانت تنفق على سورية ـ بين 30 و50 مليار دولار منذ عام 2011 بحسب مركز تشاتام هاوس للأبحاث ـ أما العراق، فالوضع مختلف تماماً لأن بغداد عمق أمني واقتصادي وتجاري ومالي وستراتيجي لقوة وصمود ايران أمام السياسات الغربية وبالتحديد الأميركية.

ومن وجهة نظر تقرير التيار الصدري، فإن التصعيد الاخير لجماعة أنصار الله الحوثي في اليمن ضد إسرائيل جاء بطلب ايراني للتغطية عن التنازلات التي قدمتها إيران في العراق.

من جهة أخرى، أكدت الحكومة الإيرانية أن مباحثات ديبلوماسية تجري من أجل إعادة فتح السفارتين في دمشق وطهران "في موقف مغاير لما أعلنته وزارة الخارجية الإيرانية في وقت سابق".

وقالت المتحدثة باسم الحكومة أمس: "نجري مفاوضات لإعادة فتح السفارتين في البلدين، والطرفان مستعدان لذلك".

أما في ما يتعلق بالحكومة السورية، فشددت على أن ما يهم طهران في سورية تشكيل حكومة يختارها الشعب، فضلا عن الحفاظ على وحدة الأراضي السورية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق