حكمة الأب أنقذت الابن... وجعلت الملك يعود إلى رشده

24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

حديث الأفق

الحاكم يريدك أن تأتي إليه صباحاً راكباً ماشياً

الأب حلّ لغز الحضور عند الملك حافياً منتعلاً

الملك أمر الشاب بالعودة ومعه عدوه وصديقه

أوصى ابنه: اضرب زوجتك وكلبك أمام الحاكم

الحكمة تصنعها التجربة، لهذا فإن التمسك بأصحاب الخبرة ضرورة، كي تسير الأمور وفق ما هو مطلوب، بينما المغامر، من لم يتمرس في الحياة، فيرى في عنفوانه، وعجرفته أنه القادر على حل المشكلات كما يراها من زاوية واحدة، لهذا يقع في الأزمات، ويزيدها كلما توغل في السير بما يراه هو من دون استشارة أصحاب الخبرة والتجارب.

في السطور التالية ما يدل على الثمن الباهظ الذي يدفعه المرء إذا تخلى عن الحكماء، إذ في إحدى الممالك القديمة أمر الملك جنوده بقتل جميع المسنين، وكان هناك شاب يحب أباه جداً، فعندما علم بذلك أدخل والده غرفة تحت البيت، وجعل لها باباً سرياً، وعندما جاء الجنود ولم يجدوا أحداً، لكنهم شكوا في أمره، فأخذوه إلى الملك الذي أراد أن يختبره، أولاً قبل سجنه وقتل أبيه.

فبعث إليه جندياً، كي يمثُل في حضرة الملك، وقال له الرسول: "إن الملك يريدك أن تأتي إليه في الصباح، راكباً ماشياً".

احتار الشاب في الأمر، فذهب إلى والده، وقصّ عليه الأمر، فتبسم الرجل، وقال: "أحضر عصا كبيرة، واذهب إلى الملك عليها راكباً ماشياً.

فعل الشاب ما أمره به والده، فتعجب الملك من ذكائه، لكنه أراد أن يختبره مرة أخرى، فقال له: "اذهب غداً صباحاً منتعلاً حافياً".

ذهب الشاب وقصّ على أبيه ما أمره به الملك، فقال الأب أعطني حذاءك، وانزع الجزء السفلي منه، وقال: لا تنتعل الحذاء إلا عند الملك.

فعل الشاب ذلك، فازداد إعجاب الملك بذكائه، فقال: "اذهب وعد في الصباح معك عدوك وصديقك"، أيضاً عاد الشاب وقصّ على والده أمر الملك، فتبسّم العجوز، وقال له: "خذ معك زوجتك وكلبك، واضرب كل واحد منهما أمام الملك".

فقال الشاب: "كيف أفعل ذلك يا أبي"؟

أجاب الأب: "افعل وسترى".

في الصباح امتثل الشاب واصطحب زوجته وكلبه أمام الملك، وضرب زوجته فغضبت منه، وقالت له: "ستندم" فقد أخبرت الملك بأنت تخفي والدك في غرفة تحت البيت، وتركته وانصرفت، عندها ضرب الشاب الكلب، فجرى إلى إحدى زوايا الغرفة.

تعجب الملك، وقال له كيف تعرف الصديق الوفي والعدو، فصفر الشاب للكلب فأتى مسرعاً يطوف حوله فرحاً به.

عندها قال الشاب: "هذا الصديق الوفي، وتلك المرأة العدو".

عندها أمره الملك: "عليك أن تأتي في صباح الغد، ومعك أبيك".

في الصباح حضر الأب والابن إلى الملك، فقرر الملك تعيين الأب مستشاراً له بعد كل تلك الاختبارات، بينما نجا الولد من القتل بفضل حنكة وحكمة أبيه.

مهما تقدم المرء في السن، فذلك لا يعيبه، فهو كنز لا ندرك قيمته إلا بعد فوات الأوان، لهذا عليك جعل والدك مستشارك، ومكان أسرارك، فدائماً ستجد حلاً، لأن الحكمة التي يحملها الأب تمثل خلاصة سنوات طويلة من التجارب والمعرفة، وهي نور يهتدي به الأبناء في ظلمات الحياة.

صحيح قد يكون الأب مسناً في جسده، لكن قلبه ينبض بالشباب، وحكمته تنير الطريق، كما عليك ألا تنسى أن تحترمه وتقدر وجوده، فهو الأصل، فمن دون الجذور تفقد الشجرة ثباتها.

نكشات

  • الأحلام، اسمها أحلام، يعني بعيدة عن الحقيقة، فلا تقلق منها إن كانت أحلام ليل أو أحلام يقظة، فقط تمتع بها.
  • يقولون إن الظلم ظلمات، وهذه هي حال الدنيا من ظلم ظُلم (بضم الضاد) ولن يهرب ظالم من الظلم.
  • كيف ينام الأسد و"شبيحته" وهو يرى ماذا فعل بسورية وأهلها وكيانها ومساجدها.
  • أحد شبيحة الأسد سرق من أموال أهل الخليج، وكذب، وسطّر الحكايات، لكن سيناله العذاب.
  • إذا خدعك أحد الأشرار مرة فهو مخطئ، لكن إذا خدعك مرتين فأنت المخطئ، فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين.
  • إلى أين سيذهب هؤلاء النسوة اللاتي سحبت منهن هوياتهن، أليس من الأفضل ترتيب تداعيات هذا الإجراء قبل تطبيقه؟
  • أي إجراء حكومي له تداعيات يفترض أن تكون الدولة على علم به قبل اتخاذ القرار، وإعداد إجراءات وحلول له.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق