تزامنًا مع الاحتفالات التي تشهدها مختلف دول العالم بمناسبة رأس السنة الميلادية، تتزايد الأسئلة حول حكم الاحتفال بهذه المناسبة وتهنئة المسيحيين بها، في فتوى أصدرها مفتي الجمهورية الأستاذ الدكتور شوقي إبراهيم علام، أكد على أن الاحتفال برأس السنة الميلادية وتبادل التهاني مع المسيحيين لا يتعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية.
الاحتفال برأس السنة الميلادية جائز شرعًا
أوضح الدكتور شوقي علام في فتواه الصادرة في 22 يناير 2020 (رقم الفتوى 4979) أن الاحتفال برأس السنة الميلادية بما يتضمنه من مظاهر كالزينة والتهنئة جائز شرعًا. وأكد المفتي أن هذا الاحتفال لا يتضمن ما يتعارض مع الشريعة الإسلامية، حيث يمكن استغلال هذه المناسبات في تعزيز الروابط الاجتماعية والوطنية، وأيضًا في تقوية العلاقات بين المسلمين والمسيحيين من خلال تبادل التهاني.
وأكد المفتي أن الشريعة الإسلامية أقرت بوجود أعياد عند أهل الكتاب، وأن المسلمين مطالبون باحترام هذه المناسبات، شريطة ألا تتعارض مع عقائد الإسلام.
وأشار إلى أن الاحتفال بهذه المناسبة ليس فيه مشاركة في طقوس دينية أو عبادات خاصة بالمسيحيين، بل هو مجرد تذكير بنعم الله في تجدد الأعوام والزمن، مما يساهم في الترويح عن النفس وتعزيز العلاقات المجتمعية.
حكم تهنئة المسيحيين في رأس السنة
فيما يتعلق بحكم تهنئة المسيحيين بمناسبة رأس السنة، أكد المفتي أن ذلك جائز شرعًا، بل إنه من المستحب مشاركة المواطنين في أفراحهم وتقديم التهاني لهم. وأوضح أن هذه المشاركة لا تضر بالعقيدة الإسلامية، طالما أن ذلك لا يشمل المشاركة في الطقوس الدينية الخاصة بالمسيحيين.
كما أشار إلى أن الشريعة الإسلامية تأمر المسلمين بالتعايش مع غيرهم بحسن خلق، وأن هذا التعايش يجب أن يكون مبنيًا على المودة والرحمة، مما يساهم في تعزيز السلم الاجتماعي في المجتمعات المتعددة الأديان.
رد على الشبهات حول الاحتفال
أجاب المفتي أيضًا على بعض الشبهات التي قد يثيرها البعض حول حرمة الاحتفال. فبعض الأشخاص قد يدَّعون أن الاحتفال رأس السنة الميلادية يعتبر مشاركة في عيد غير مسلم، بينما أكد المفتي أن الشريعة الإسلامية لا تمنع المسلمين من تبادل التهاني في المناسبات الاجتماعية والإنسانية طالما أن ذلك لا يفرض عليهم تقليدًا دينيًا مخالفًا.
كما أكد أن عيد الميلاد، الذي يُحتفل به في رأس السنة الميلادية، هو مناسبة تتعلق بميلاد سيدنا عيسى عليه السلام، وهو أحد أيام الله التي يجب على المسلمين التذكير بها، كما ورد في القرآن الكريم، مما يفتح المجال لمشاركة المسيحيين في هذا الاحتفال دون أن يؤثر ذلك على عقيدة المسلم.
في الختام، أكد المفتي شوقي علام أن الاحتفال برأس السنة الميلادية وتهنئة المسيحيين بها ليس محرمًا شرعًا، بل هو عمل يعزز من الروابط الإنسانية والاجتماعية في المجتمع. وبهذا، يصبح الاحتفال بهذه المناسبة فرصة لتعميق التعايش السلمي بين المسلمين والمسيحيين في وطن واحد، مما يعكس قيم التسامح والاحترام المتبادل بين أفراد المجتمع.
0 تعليق