أكد سعادة السيد تساو شياولين السفير الصيني، لدى الدولة، أن الشراكة بين الصين وقطر تتميز بتكامل قوي وإمكانات هائلة، مشيرا إلى وجود آفاق واعدة لتعزيز التعاون في مجال الطاقة المتجددة، والذكاء الاصطناعي.
ولفت إلى أن العلاقات تشهد أفضل مراحلها في التاريخ، وهي نموذج للتعاون الودي بين الدول.
وقال سعادته خلال إحاطة إعلامية، لسفارة الصين بالدوحة: «خلال السنوات العشر الماضية، حققت علاقات الشراكة الاستراتيجية الصينية القطرية تطورًا كبيرًا، مما جعل العقد الماضي يُعرف بـ (العقد الذهبي)».
وتابع: «على مدى السنوات العشر الماضية عقد حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وفخامة الرئيس شي جينبينغ، ستة لقاءات كان آخرها في شهر يوليو من هذا العام خلال الاجتماع الرابع والعشرين لمجلس رؤساء دول منظمة شانغهاي للتعاون في العاصمة الكازاخستانية أستانا. وخلال هذه اللقاءات توصل صاحب السمو، وفخامة الرئيس شي جينبينغ، إلى سلسلة من التوافقات حول تعزيز تنمية علاقات الشراكة الاستراتيجية بين الصين وقطر، مما وضع خريطة طريق للتعاون الودي بين البلدين».
ثقة متبادلة
وأضاف: «الجانب المهم للثقة المتبادلة هو دعم الدولتين بعضهما البعض في اتباع المسارات التنموية التي تتناسب مع ظروفهما الوطنية، ويقدمان الدعم المتبادل في القضايا الجوهرية والمصالح الكبرى لكلا الطرفين»، لافتا إلى أن بكين تدعم جهود قطر في الحفاظ على سيادتها الوطنية وأمنها واستقرارها، وتؤيد مساعي قطر لتحقيق «رؤية قطر الوطنية 2030». هذا الدعم المتبادل يعكس بوضوح مستوى عاليا من الثقة السياسية المتبادلة بين البلدين.
وأوضح سعادة السفير الصيني، ردا على سؤال لـ «العرب»، أن التعاون بين البلدين في مختلف المجالات يزداد تماسكًا، مشيرا إلى ارتفع حجم التبادل التجاري بين الصين وقطر من 10.6 مليار دولار أمريكي في عام 2014 إلى 24.5 مليار دولار أمريكي في عام 2023، بزيادة تتجاوز 130%. منذ عام 2020 حافظت الصين على مكانتها كأكبر شريك تجاري لقطر وأكبر وجهة لصادراتها لمدة أربع سنوات متتالية.
وقال: «أسفر التعاون العملي بين البلدين عن نمط جديد من الشراكة يرتكز على التعاون في مجال الطاقة كمحور رئيسي مع التركيز على مشاريع البنية التحتية، واستكشاف نقاط نمو جديدة في مجالات الاستثمار المالي والتكنولوجيا المتقدمة. هذا التعاون جلب فوائد ملموسة لشعبي البلدين.»، مشيرا إلى أن الشراكة بين الصين وقطر تتميز بتكامل قوي وإمكانات هائلة.
ونوه إلى في رده على «العرب» إلى وجود آفاق واعدة لتعزيز التعاون في مجالات مثل الأمن الغذائي، والطاقة المتجددة، والذكاء الاصطناعي، مما سيعود بمزيد من الفائدة على شعبي البلدين.
برامج صيفية
وعن التبادل الثقافي والإنساني بين البلدين قال سعادته: «يزداد عدد الشباب القطريين الذين يتعلمون اللغة الصينية ويحبون الثقافة الصينية بشكل ملحوظ، حيث يشارك العديد منهم في برامج صيفية مثل (جسر اللغة الصينية) في الصين، وقد أظهرت بطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2022 لجمهور الصين قطر الجميلة وحديثة، مما جعلها مقصدا مفضلا للمزيد من السياح الصينيين، في عام 2024 بلغ عدد الزوار الصينيين إلى قطر 93 ألف زائر بزيادة 68% بالمقارنة مع السنة الماضية».
وتابع: «زوجا الباندا العملاقان «سهيل» و»ثريا»، وهما أول زوجين من الباندا يصلان إلى منطقة الشرق الأوسط يعيشان بصحة وسعادة في قطر، مما أدخل البهجة والسرور إلى قلوب الشعب القطري وزوار قطر من مختلف دول العالم، وقد أصبحا مبعوث للصداقة الشعبية بين الصين وقطر». وأكد أن البلدين حافظا على وجهات نظر متشابهة أو متطابقة حول العديد من القضايا الدولية والإقليمية الكبرى، مشيرا إلى أن كل من الصين وقطر تحافظان على تنسيق وتعاون جيدين في الشؤون متعددة الأطراف في إطار الأمم المتحدة، خاصة في دفاع عن العدالة في قضية الصراع في غزة، وعملتا معًا من أجل إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني بأسرع وقت ممكن.
وأضاف: «منذ اندلاع الصراع في غزة في أكتوبر العام الماضي بذلت قطر جهودًا دبلوماسية مكثفة بالتعاون مع الدول المعنية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، وفي نوفمبر الماضي نجحت قطر في تأمين إطلاق سراح أكثر من 100 رهينة، ورغم أن الصراع في غزة لا يزال يستمر، ويقدر المجتمع الدولي تقديرا عاليا جهود قطر الدؤوبة لدفع عملية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار».
0 تعليق