تصاعد الأطماع الدولية والإسرائيلية في سوريا.. النفط في الشمال والمياه في الجنوب

الفيروز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تشهد سوريا تصعيدًا خطيرًا في الصراعات الدولية على مواردها الطبيعية، حيث تتنازع قوى دولية وإقليمية للسيطرة على مصادر النفط في الشمال السوري ومصادر المياه في الجنوب، وسط تراجع قدرات الجيش السوري واستمرار التدخلات الأجنبية.

إنشاء قاعدة للتحالف الدولي في عين العرب

في الشمال السوري، بدأ التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في تعزيز وجوده العسكري واللوجستي، إذ أقيمت قاعدة جديدة في وسط مدينة عين العرب (كوباني)، وهي منطقة غنية بالنفط.

وأفادت مصادر أن التحالف استقدم تعزيزات عسكرية ضخمة بعد سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر الماضي، شملت أكثر من 400 شاحنة دخلت عبر معبر الوليد الحدودي مع العراق، بالإضافة إلى 18 طائرة شحن هبطت في قاعدة خراب الجير قرب بلدة رميلان.

تصاعد الأطماع الدولية والإسرائيلية في سوريا.. النفط في الشمال والمياه في الجنوب

ووصلت قوافل تحمل معدات لوجستية إلى كوباني، تضمنت غرفًا مسبقة الصنع، وكاميرات مراقبة، وآلات حفر، وكتلاً إسمنتية، وصهاريج وقود.

ومن المقرر أن يقيم التحالف قاعدة عسكرية في أحد الفنادق وسط المدينة، بالتزامن مع وصول فرق خاصة للإشراف على الإنشاءات.

السيطرة الأمريكية على النفط السوري

تشير التقارير إلى أن 60% من النفط السوري موجود داخل وحول منطقة كوباني، وتعمل الولايات المتحدة على تعزيز سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في الشمال السوري، ما يضع الموارد النفطية تحت الهيمنة الأمريكية.

وركزت “قسد” وجودها حول حقول النفط الكبرى مثل السويدية ورميلان والعمر، بدعم أمريكي، لتأمين هذه المناطق في وجه الهجمات التي تشنها الفصائل الموالية لتركيا.

وتشير تقارير إلى أن إنتاج النفط السوري تراجع من 383 ألف برميل يوميًا قبل 2011 إلى 40 ألف برميل يوميًا فقط، ما سبب خسائر تجاوزت 93 مليار دولار.

التوغل الإسرائيلي في الجنوب السوري

في الجنوب، صعّدت إسرائيل من تحركاتها العسكرية لتوسيع نفوذها في مناطق حيوية، خاصة تلك التي تحتوي على مصادر المياه.
وأفادت وسائل إعلام سورية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي سيطر على “سد المنطرة” في ريف القنيطرة بالجولان السوري المحتل. يُعد السد مصدرًا رئيسيًا للمياه، حيث يغذي القنيطرة وأريافها حتى محافظة درعا.

وذكرت التقارير أن القوات الإسرائيلية أقامت قواعد عسكرية وسواتر ترابية، ومنعت السكان المحليين من التحرك بحرية إلا في أوقات محددة.

تصاعد الأطماع الدولية والإسرائيلية في سوريا.. النفط في الشمال والمياه في الجنوب

تدمير قدرات الجيش السوري

منذ سقوط نظام الأسد، كثفت إسرائيل غاراتها الجوية التي استهدفت مواقع للجيش السوري، خاصة في المنطقة العازلة التي أقيمت بعد حرب 1973.
وأفادت تقارير عن قصف إسرائيلي استهدف مواقع عسكرية، منها تل الشحم في ريف دمشق الغربي وقيادة اللواء 90 في سعسع.

الأطماع في مياه نهر اليرموك

يمتد نهر اليرموك، الذي ينبع من بحيرة مزيريب في درعا، كمصدر رئيسي للمياه العذبة في المنطقة الجنوبية، وهو يغذي الأراضي الزراعية ويوفر مياه الشرب لسوريا والأردن.

وأفادت تقارير بتوغل جيش الاحتلال في منطقة حوض اليرموك، التي تُعد استراتيجية بفضل سدودها، ومنها “سد الوحدة” الذي تصل طاقته التخزينية إلى 225 مليون متر مكعب.

توسيع المستوطنات في الجولان

أعلنت حكومة الاحتلال الإسرائيلي عن خطط لتوسيع المستوطنات في الجولان المحتل، حيث أكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن “تعزيز الجولان يعزز دولة إسرائيل”، في إشارة واضحة إلى الأطماع الإسرائيلية المستمرة في السيطرة على هذه المنطقة الاستراتيجية.

تصاعد الأطماع الدولية والإسرائيلية في سوريا.. النفط في الشمال والمياه في الجنوب

بينما يواصل التحالف الدولي بقيادة واشنطن توسيع سيطرته على النفط في الشمال السوري، تستمر إسرائيل في توغلها جنوبًا للاستحواذ على موارد المياه.

هذا التصعيد يهدد وحدة سوريا وسيادتها على مواردها، ويضع مستقبل البلاد أمام تحديات خطيرة في ظل التدخلات الأجنبية.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق