بعد عقدٍ من الصمت، أجد نفسي مدفوعاً للعودة إلى الكتابة، ليس لمجرد التعبير عن الرأي، بل لتوثيق لحظةٍ مشرقةٍ تستحق الاحتفاء. فقد أثبت معالي وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن بداح المطيري، بما لا يدع مجالاً للشك، أن العمل الجاد والالتزام الوطني قادران على تحويل التحديات إلى إنجازات تُخلّد في الذاكرة.
قبل 90 يوماً فقط من انطلاق بطولة كأس الخليج لكرة القدم السادسة والعشرين، أُسند إلى معالي الوزير ملف استضافة البطولة. مهمة قد تبدو شبه مستحيلة في ظل ضيق الوقت، لكنها قوبلت بروح قيادية لا تعرف المستحيل. شعاره كان واضحاً منذ البداية: «يأمرون وننفذ». ومع أول اختبار حقيقي عقب الأحداث المؤسفة في مباراة منتخب الكويت والعراق، حَملَ الوزير جزءاً من المسؤولية، مؤكداً أن الفشل ليس نهاية المطاف، بل بداية جديدة للتحدي والإصرار.
عمل معالي الوزير والفرق العاملة معه ليلاً ونهاراً ليؤكد أن الكويت بأبنائها قادرة على تنظيم بطولات بمعايير تضاهي أفضل التنظيمات العالمية. لم يكن الأمر مجرد شعارات، بل خطة عمل واضحة استوعبت جميع القطاعات، من مؤسسات الدولة والقطاع الخاص إلى المجتمع المدني والمتطوعين. قاد العمل بفكرٍ شموليٍ، حيث أدخل الجميع في دائرة المسؤولية لتحقيق رؤية سمو الأمير، حفظه الله ورعاه، باستضافة مشرفة للبطولة.
ولأن الإعداد الجيد أساس النجاح، اعتُبرت مباراتا منتخبنا مع كوريا الجنوبية والعراق في تصفيات كأس العالم بروفة حقيقية. أظهر التنظيم آنذاك حُسن إدارة مع تجهيز عالي المستوى، حيث تم تحسين الخدمات داخل وخارج الملعب، ما رفع من جودة تجربة المشجع وأعطى الفريق المنظم الثقة اللازمة لتقديم بطولة استثنائية.
بدأت البطولة قبل انطلاق صافرة البداية، حيث خطف الاستعداد جمال الأنظار. من مواقف السيارات المهيأة بعناية، إلى شعار البطولة العميق «المستقبل خليجي»، وصولاً إلى تجربة المشجع الممتعة من لحظة وصوله إلى الملعب وحتى مغادرته. وكانت المفاجأة الكبرى في حفل الافتتاح الذي وصفه الجميع داخل وخارج الكويت بأنه تحفة فنية تحمل رسائل عميقة عن التاريخ والهوية الكويتية.
نجاح البطولة لم يكن فقط في التنظيم المادي، بل في خلق تجربة ترفيهية متكاملة جعلت الحضور يتجاوز التوقعات. فقد بلغ الطلب على تذاكر إحدى مباريات المنتخب الكويتي ربع مليون طلب، وهو دليل على ثقة الجمهور في جودة التنظيم ومتعة التجربة.
ما حققه معالي الوزير لا يعكس فقط مهاراته القيادية، بل يعبّر عن روح كويتية أصيلة قادرة على تحقيق الإبهار رغم كل التحديات. ومما أعرفه عن الوزير، فإنّ ما شاهده الجميع هو جزء صغير من إمكاناته الإدارية والتنظيمية، ولو كان الوقت أطول لكان الإبهار أكبر.
ختاماً، أقول بكل فخر: كفيت ووفيت، يا أبا يوسف. أثبت أن الكويت، بأبنائها المخلصين، قول وفعل، وأنها قادرة على صنع المجد في كل ميادينها.
0 تعليق