تربويون لـ "الشرق": تدريس الإستراتيجية الوطنية خطوة لبناء قادة المستقبل

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

محليات

0

05 يناير 2025 , 07:00ص
alsharq

❖ محمد الجعبري

طالب عدد من الخبراء بضرورة وضع رؤية لمبادرة شاملة تفاعلية تهدف إلى تعريف الطلاب باستراتيجية التنمية الوطنية الثالثة 2024 - 2030، وذلك في إطار الجهود المبذولة لتعزيز وعي الطلاب بأهمية التنمية المستدامة ودعم رؤية قطر الوطنية 2030، وتحفيزهم على المشاركة الفاعلة في تحقيقها، لافتين إلى أن تعريف الطلاب على الاستراتيجية ستساهم في تعزيز شعورهم بالانتماء الوطني، عبر تسليط الضوء على دور كل فرد في تحقيق الأهداف الاستراتيجية للدولة.

وأوضحوا خلال حديثهم لـ"الشرق"، أن القصد ليس وضع منهج متكامل، ولكن تضمين الاستراتيجية بشكل مفصل وبسيط ضمن مادة المهارات الحياتية، حيث يجب العمل على تفصيل الاستراتيجية بشكل مفصل وبسيط وتفاعلي لتعريف الطلاب الذين هم قادة المستقبل، على معنى الاستراتيجية وأهميتها في التنمية المستدامة والشاملة لدولة قطر، وذلك ضمن رؤية القيادة الرشيدة في قيادة عملية التنمية المستدامة بجميع قطاعات الدولة، مما يساهم في المستقبل أن يعرف كل شخص دوره ومهمته في النهوض بالدولة من جميع القطاعات.

وأشادوا خلال حديثهم إلى المبادرة التي طرحتها وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، والخاصة بتنظيم تجارب تفاعلية للطلاب في عدد من المدارس الثانوية الحكومية تحت عنوان «رحلة استكشاف استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة»، مشيرين إلى أهمية العمل على بناء هذه المبادرة، واستكمالها في صورة درس أو درسين ضمن المناهج القطرية، وذلك بهدف تعريف الطلاب على الاستراتيجية بشكل كامل، وتمكينهم من استكشاف الإنجازات التي حققتها دولة قطر خلال الفترة الماضية، والأهداف المستقبلية التي تسعى لتحقيقها ضمن إطار رؤيتها الوطنية.

    - صندح النعيمي: يساهم في تعزيز الانتماء الوطني

أكد السيد صندح النعيمي، مدير مدرسة علي بن أبي طالب، أن الوزارة قامت بتجرية رائدة تمثلت في طرح مبادرة لتعريف الطلاب على استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة، لافتاً إلى أهمية العمل على استكمال هذه الخطوة، وذلك من خلال تضمين مادة المهارات الحياتية على دروس وبرامج لبناء المهارات المعرفية للطلاب، وتوعيتهم بجهود الدولة في إطار سعيها لتحقيق التنمية المستدامة، من خلال طرح الاستراتيجية الوطنية الثالثة.

وبيّن النعيمي أن الغرض من هذه الدروس بناء شخصية الطالب، والعمل على تنمية معارفهم العامة، والتوعية بخطط الدولة للتنمية، كذلك المساهمة في استكشافهم للإنجازات التي حققتها دولة قطر خلال الفترة الماضية، والأهداف المستقبلية التي تسعى لتحقيقها ضمن إطار رؤيتها الوطنية، مما يساهم في تعزيز الانتماء الوطني لدى الطلاب، مشيراً إلى أن تعريف الطلاب بخطط الدولة المستقبلية، يغرس في نفوسهم بأنهم جزء من هذا المشروع الكبير، خاصة عدنما يدركون دورهم في تحقيق التنمية، كما يساهم في ترسيخ قيمة المسؤولية الوطنية لدى الجيل الجديد.

وأضاف مدير مدرسة علي بن أبي طالب، أن تدريس الاستراتيجية يمكن أن يشمل موضوعات متنوعة، مثل الأهداف المتعلقة بالتنمية الاقتصادية والبيئية والاجتماعية، مما يمنح الطلاب فهماً شاملاً لأهمية دورهم كمواطنين فاعلين في المجتمع، معرباً عن أمله في أن تفضي هذه الخطوة إلى إلهام جيل جديد من القادة المسهمين في تحقيق أهداف رؤية قطر الوطنية 2030.

20250105_1736025732-32290.jpg?1736025733

    - فهد المسلماني: تُنشئ جيلاً واعياً بمسؤولياته

من جهته أشار السيد فهد المسلماني، إلى أهمية الاستراتيجية الوطنية الثالثة لدولة قطر، وأنها خريطة طريق طموحة لتحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز الازدهار الوطني، لافتاً إلى أهمية التوجه نحو دمج المبادئ الوطنية في التعليم.

وبين خلال مستعرض حديثه إلى أن فكرة تدريس هذه الاستراتيجية للطلاب في المدارس الحكومية والخاصة، تعتبر خطوة محورية في بناء جيل واعٍ بمسؤولياته تجاه الوطن، ووسيلة لإعداد جيل جديد من قادة المستقبل، وأوضح قائلاً: الاستراتيجية الوطنية تقدم رؤية شاملة للمستقبل، وتدريسها يعني تزويد الطلاب بالمعرفة والمهارات اللازمة لمواكبة تطورات المجتمع القطري، مما يساعدهم على أن يصبحوا قادة مبدعين ومساهمين فعّالين في مختلف القطاعات».

وأشار التربوي السيد فهد المسلماني إلى أن تضمين الاستراتيجية في المناهج التعليمية، يعمل على تعزيز فهم الطلاب للتحديات التي تواجه الدولة، مثل قضايا التغير المناخي، وتنويع الاقتصاد، وتعزيز الابتكار، مشدداً انه عندما يفهم الطلاب هذه التحديات، فإنهم يصبحون أكثر استعداداً للمساهمة في إيجاد الحلول المناسبة.” ولفت إلى أن تدريس الاستراتيجية الوطنية في المدارس يعزز من شعور الطلاب بالانتماء الوطني، ويغرس في نفوسهم قيم الولاء والمواطنة، فهم هذه الاستراتيجية يعني فهم الرؤية المستقبلية للدولة، مما يجعل الطلاب شركاء حقيقيين في تحقيق أهدافها، كما بين أن تدريس مثل هذه الموضوعات يفتح الباب أمام الطلاب لفهم أدوارهم كأفراد في المجتمع، ما يعزز من وعيهم المجتمعي ويحثهم على تبني مبادرات تدعم التنمية المستدامة في مجالات مثل البيئة، الصحة، والتعليم.

   - خالد السعدي: يوجه الطلاب لاختيار تخصصات تلبي سوق العمل

كما أوضح السيد خالد السعدي، أن توعية وتعريف الطلاب بالاستراتيجية الوطنية الثالثة يساهم في الوفاء بمتطلبات سوق العمل، وقال: «الاستراتيجية الوطنية تركز على تطوير القطاعات الحيوية مثل التكنولوجيا، والطاقة المتجددة، والتعليم، وفي حال جرى تعريف الطلاب بهذه الأولويات منذ الصغر، فإن ذلك يوجههم نحو اختيار تخصصات تلبي احتياجات سوق العمل المستقبلية».

وأشار إلى أن المدارس يمكن أن تقدم أنشطة تفاعلية مثل المشاريع البحثية، أو البرامج التدريبية المصغرة التي تساعد الطلاب على تطبيق مفاهيم الاستراتيجية الوطنية في حياتهم اليومية، مما يساهم في تزويد الطلاب برؤية واضحة لمستقبل البلاد، والأهداف الوطنية التي تعمل عليها الدولة، لافتاً إلى أهمية العمل على رسم مسار أكاديمي ومهني يتماشى مع احتياجات الدولة المستقبلية، فهذا النوع من التعليم يجعل الطلاب أكثر وعياً بأهمية التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وأكثر استعداداً للمشاركة في سوق العمل القطري بطريقة فعالة».

وأشار السيد خالد السعدي، إلى أهمية تبسيط الاستراتيجية الوطنية لتتناسب مع مختلف الفئات العمرية، بحيث يتم تقديمها بطريقة إبداعية تسهم في ترسيخ مفاهيمها لدى الطلاب، لافتاً إلى أن تعليم الاستراتيجية الوطنية ليس مجرد نقل معلومات، بل هو وسيلة لبناء شخصية الطالب، وذلك من خلال فهم الأهداف المتعلقة بالاستدامة يعزز من مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات، في حين أن الأهداف المتعلقة بالابتكار تشجع الطلاب على التفكير الإبداعي والعمل بروح الفريق».

   - حسن الكثيري: تعزيز الوعي البيئي والاجتماعي

أكد الناشط البيئي حسن الكثيري، أن فكرة تعريف الطلاب بالاستراتيجية الوطنية الثالثة فكرة متقدمة وخطوة نحو بناء مستقبل أكثير استدامة، مشيراً إلى أن قضايا البيئة والاستدامة تعد جزءاً محورياً من الاستراتيجية الوطنية الثالثة، حيث إن تدريس هذه القضايا للطلاب يسهم في رفع وعيهم بأهمية الحفاظ على الموارد الطبيعية للدولة، والعمل على استدامتها.

ونوه خلال حديثه بالأهداف البيئية في الاستراتيجية الوطنية والتي تساهم في استدامة البيئة المحلية، وتنمية تنوعها الحيوي من نباتات وحيوانات، مؤكداً على أهمية توعية الطلاب بأهمية ترشيد استهلاك المياه والطاقة، وكيفية الحفاظ على التنوع البيولوجي، مما يغرس قيم الاستدامة في نفوس الجيل الجديد من الطلاب، والذين نعتبرهم الأستثمار الأمثل في المستقبل.

وأضاف الناشط البيئي حسن الكثيري، إلى ضرورة تنظيم أنشطة عملية مثل حملات التشجير، وإعادة التدوير، والمشاريع البيئية التي تجعل التعلم أكثر واقعية ومتعة للطلاب، لافتاً إلى أن المدارس يمكن أن تعزز هذا التعليم من خلال المشاريع العملية، مثل المبادرات البيئية والأنشطة التي تحاكي أهداف الاستراتيجية، مما يجعل التعلم أكثر ارتباطاً بالواقع.

وقال: قطر جزء من العالم، والاستراتيجية الوطنية لا تركز فقط على التنمية المحلية، بل تأخذ بعين الاعتبار الأهداف العالمية مثل تحقيق العدالة الاجتماعية ومواجهة التغير المناخي. لذلك، تدريس هذه الاستراتيجية للطلاب يساعدهم على التفكير كمواطنين عالميين».

اقرأ المزيد

مساحة إعلانية

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق