د. العربي عطاء الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دكتور لدي ابن عمره ٦ سنوات يعاني من صعوبة في التركيز وكثرة السرحان مع العلم انه متأثر بشخصية الرجل العنكبوت.. فما الحل معه؟ وهل يمكنني القدوم معه شخصيا لمركزكم للاستشاره؟ أختكم / أم سعود.
الإجابة /
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي الفاضلة أم سعود حفظكِ الله ورعاكِ، كما أشكركِ على تواصلك معنا.
اعلم أن الإنسان بطبعه يحاول الابتعاد عما يؤلمه ويهدد حياته بالأذى أو المخاطر، لذا نراه يدافع عن نفسه لحمايتها وحفظها من كل سوء أو مكروه، ولا تحب أن تبدو ناقصة أمام الآخرين، وتتولد من هذه الطبيعة طبيعة أخرى وهي أنها تبغض من يحاول أن يبدي بعض عيوبها أمام الآخرين بغضا يجعلها تأبى قبول الإصلاح فيها حتى وإن كان النقد في محله، وولدك في هذه السن يتمتع بحساسية مرهفة سيما نحو نقد الآخرين له فكلمة بسيطة توجه إليه كفيلة بجرح مشاعره وإيقاظ الآلام والحسرات في نفسه.
وأحياناً نجد أسلوب التأنيب والتذمر من بعض أولياء الأمور أو المعلمين أو المعلمات في معاملتهم وحوارهم مع الأطفال، إنما هو أسلوب يحتاج إلى مراجعة، فالأمر لايعود بالفائدة أبداً إنما مثل هذا الأسلوب في التعامل يشعرهم بالمهانة والإزدراء والتي تمس صميم ذواتهم.
حاولي أن تبحث عن أسباب المشكلة التي تعترض طفلك، فعن طريقها يمكن من وضع الحلول المناسبة ومعرفتك للأسباب تمكنك من فهم طفلك وفهم ظروفه.
حاولي أن تستخدمي فنية السؤال مع طفلك اجلسي معه واسأليه عن أحواله الصحية أحواله الدراسية من أي شيء يشكو، فأسلوب السؤال يكون استطلاعاً لرأيه واستكشافاً لمواقفه وفيه تحريك للذهن، وتنشيط للفكر، وكذلك إشباع لحب الاستطلاع لديه، وهو عنصر التشويق الذي يستهويه.
وحتى تكون ناجحاً في طرح أسئلتك وقطف ثمارها جيداً عليك بالخطوات التالية:
1- ليكن سؤالك باعثاً للمتعة في إجابته.
2- وجه سؤالك بطريقة صحيحة لتحصل على كم وفير من المعلومات.
3- لا تسأل سؤالاً ذا نهاية مغلقة؛ فإنك بذلك تغلق الحوار مع طفلك ولا تحصل على معلومات كافية.
4- حاول أن تسأله عن المدرسة، مثال: ما الذي تجده جميلاً في المدرسة؟ ما الشيء الذي تحبه في مدرستك؟ هل تحب جميع مدرساتك؟
5- حاول أن تكون له الأذن الصاغية ولا تقاطعه في الكلام، اسمع منه كل شيء حتى وإن كان خطأ ثم بعد أن ينتهي من الكلام صحح له الخطأ وعزز له الصحيح، لأنك حينما تسمع لطفلك تفهم ما يشغله.
وابتعدي عن الغضب والعصبية، لعل ثورة الغضب التي تعتريك قد تحول بينك وبين طفلك، فينفر منك طفلك ولا يمكن أن يصغى إليك، وهذا بدوره يكسر جسر الثقة والتواصل بينكما؛ فإنك حين تتكلم بلغة هادئة لينة، فستجعل طفلك يسمع إليك، ويتكلم معك بكل حرية دون خوف أو قلق.
أختي الفاضلة كل ما ذكرته لك خطوات يجب أن تتبع لعلاج مشكلة طفلك، فهو محتاج إلى صدر حنون يضمه وأذن صاغية تسمع كلامه.
أما عن سؤالك حضورك إلى الجمعية ففي الوقت الحاضر لا نستقبل حالات، وإنما عن طريق الاستشارات الهاتفية يوم السبت والثلاثاء والخميس من الساعة الرابعة عصرا، وحتى الساعة الثامنة مساء.
وبالله التوفيق.
0 تعليق