أمس تحدثت في عمودي عن مصر والمصريين وحينما بدأت الكتابة كانت النية متجهة للحديث عن تلك الظاهرة التي تميز بها المصريون دون غيرهم، وهي الإستنفار أمام الأحداث الكبيرة، والتجمع كرجل واحد وكإمرأه واحدة دون تفرقه في عقيدة أو رتبة إجتماعية أو ثقافة، الجميع يتوحد حينما يصيب بلدنا مصابًا أو مصيبة !!
والتاريخ يقول ذلك ففي هجوم فيضان النيل على الوادى قبل إنشاء السد العالي، كان المصريون يتجمعون لصد الفيضان في الوادي، وكان سكان المناطق العالية يستضيفون سكان جوار النهر حتي إنكماش الفيضان وفي الحروب، شاهدنا ورصدنا ذلك في العصر الحديث في حرب أكتوبر حينما وقف شعب مصر كله خلف قواته المسلحة، لم تسجل حادثة سرقة أو مشاجرة واحدة طيلة أيام الحرب!
وفي حرب 1967، إستضاف المصريون أهل مدن قناة السويس، وشاركوهم مصابهم، وفي حرب 1956، كنت طفلًا، ووجدت في بيتي أسرة من بورسعيد بأطفالها إستضفناها في منزلنا ومنازل أقاربنا وكل المصريون هبوا للمساعدة وأمام المصائب يقف المصريون يد واحدة، ففى "25 يناير" خرج شباب من المصريين ينادون بالعدالة الإجتماعية والعيش والحرية ،وهنا أصيب بعض الشباب فى مسيراتهم تطورت الاحداث ،وخرج الشعب كله لكى يقف وقفه رجل واحد أمام جحافل من قوى النظام، الذى أنهار ،إنهيار شديد لضعفه، وتهاونه فى مواجهة ما أشير بيه ولهم من جهات متعددة على رأسها اللجنة الأقتصادية بالحزب الوطنى (المنحل) والمهم فى الأمر أن المصريين إستطاعوا فى "25 يناير" أن ينهوا عصرًا من عصور الإستمرار فى الحكم والتى أشرت إليها بأن الإستمرار فى الإدارة يولد "العفن ،والخراب والدمار، وبالتالى وجب التغيير والتداول للسلطة، ولكن سرعان ما سقطت "مصر" فى براثن جماعات الأيدولوجيات الدينية ،التى إستطاع أيضاّ المصريين التخلص منهم بثورة أخرى سجلها التاريخ كحدث فريد من نوعه، يوم 30 يونيه 2013 لكى يقف شعب "مصر" وقفه رجل واحد مرة أخرى لكى يعيد "مصر" لهويتها !!
هكذا المصريون حينما تتحدى إرادتهم قوى ظالمة تجد من الجينات المصرية، ما أشار إليها كاتبنا العظيم الراحل "توفيق الحكيم" فى رائعته الأدبية (عودة الروح) التى خطها وأصدرها فى عام 1936 ،فكانت هى النواه التى تعلمها ونشأ عليها فريق من شباب مصريين خرجوا صبيحة 23 يوليو 1952 بقياده "جمال عبد الناصر "، ليعلنوا مع شعب مصر، أن المصريون باقون ،وقادرون على التغيير لن يخزل التاريخ المصريين أبدًا.
كان التاريخ سجل واضح لحركة المصريون عبر كل حقبات الزمن.
لذا وجب إستكمال مقال الأمس عن المصريون المحدثون ،كما جاء فى أحد كتب وصف مصر (لجان دى شابرول) أحد علماء الحمله الفرنسية "المصريون لا يقهرون " وهذا ما يردده دائما الرئيس "عبد الفتاح السيسى " صعب جداُ هزيمة المصريين!!
0 تعليق