حينما أعلنت وزارة النقل عن تنفيذ نقلة نوعية لتطوير وتحديث منظومة السكة الحديد من 2014 حتى 2024بتكلفة تصل إلى 225 مليار جنيه، وتتضمن خطة شاملة لتطوير منظومة السكك الحديدية وترتكز على 5 محاور رئيسية لم تضع هذه الخطة فى حساباتها الفوضى التى تشهدها محطات القطار بالمحافظات والتى تواجه كافة خطط التطوير.
ورغم الجهود الكبيرة التى بذلتها الدولة لتطوير السكك الحديدية، فإنها تواجه عائقًا بعدما تحولت المحطات إلى ساحة لفوضى منظمة يقودها الباعة الجائلون الذى ينتشرون على أرصفة ومداخل المحطات دون أدنى سيطرة عليهم، بالإضافة إلى انتشار المتسولين بصورة غريبة على الأرصفة وأيضًا داخل القطارات وسط علامات استفهام حول كيفية مواصلة خطة تطوير وزارة النقل مع وجود هذه الفوضى المنظمة يوميًا وبصورة غريبة، وهل ستنجح وزارة النقل فى محاصرة هذه الفوضى بالتنسيق مع الجهات المعنية حتى يشعر الركاب الذين يترددون على هذه المحطات بنتائج تطويرها؟
الإسماعيلية..
التعديات على حرم السكة الحديد يعطل التنمية
تواجه خطوط السكة الحديد فى محافظة الإسماعيلية أزمة متفاقمة بسبب التعديات العشوائية التى تتمثل فى وجود مساكن خشبية وعشش للعاملين بالسكة الحديد والمتقاعدين، إضافة إلى المعابر غير الرسمية التى تحولت إلى خطر دائم على الأرواح.
هذه التعديات لم تؤثر فقط على سلامة المواطنين، بل تعيق جهود تحديث وتطوير هذا المرفق الحيوى الذى ينقل ملايين الركاب سنوياً بين محافظات القناة وسيناء.
فى شارع الثلاثينى بالإسماعيلية، وبالقرب من مزلقان شارع عبدالحكيم عامر، تنتشر مساكن وعشش خشبية ملاصقة تماماً لخطوط السكة الحديد، يعيش سكان هذه المناطق فى ظروف قاسية تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة الكريمة.
محمد أحمد، أحد سكان هذه العشش، يقول إنه يقيم فى المنطقة منذ 11 عاماً بسبب ضيق حاله وعدم قدرته على الانتقال إلى مكان آخر، لكنه يعانى من أمراض مزمنة كالسكر والضغط نتيجة انتشار الأوبئة فى المنطقة، ويضيف: «عشت سنين عذاب هنا ونفسى أمشى، لكن ما باليد حيلة».
أما على أحمد، أحد سكان منطقة القصاصين، فأكد أن السكان يعيشون بدون صرف صحى أو كهرباء نظامية، وتعتمد المنطقة على تمديدات عشوائية تسبب العديد من الحرائق، مشيرًا إلى أن أطفال المنطقة معرضون لحوادث القطار بسبب قرب منازلهم من القضبان.
لا تقتصر المشكلة على العشش والمنازل فقط، بل تمتد إلى المعابر العشوائية التى أصبحت سمة بارزة فى القرى والمناطق الريفية بالإسماعيلية. معابر مثل «أبو عساكر» قبل قرية الضبعية، ومعابر أخرى فى فايد، والقصاصين، وأبوصوير، تشهد بشكل مستمر حوادث مأساوية بسبب غياب أى إجراءات أمان.
أهالى المنطقة أكدوا أن هذه المعابر تمثل خطراً كبيراً، خاصة على الأطفال الذين يتعرضون للدهس تحت عجلات القطارات أثناء عبورهم، فيما أصبحت أصوات القطارات مصدر رعب للسكان، كما أشار بعضهم إلى أنها تؤثر على سلامة منازلهم المتاخمة للقضبان.
استباحة حرم السكة الحديد
المشكلة تتجاوز حدود العشش والمعابر إلى الاستيلاء على أجزاء من حرم السكة الحديد. علاء السيد، أحد سكان المنطقة، يشير إلى أن مساكن العاملين بالسكة الحديد وأسرهم، وخاصة المتقاعدين منهم، أصبحت ملاصقة تماماً للقضبان.
وأضاف أن بعض الأهالى استغلوا هذه الأراضى لبناء محلات عشوائية دون تراخيص، وقاموا لاحقاً بتقنين أوضاعهم عن طريق دفع إيجارات شهرية. كما أصبحت الأسواق الشعبية تمتد إلى حرم السكة الحديد، ما أدى إلى تعطيل حركة القطارات فى كثير من الأحيان.
مصدر مسئول فى هيئة السكة الحديد، رفض ذكر اسمه، أكد أن التعديات على حرم السكة الحديد تشكل «صداعاً مزمناً» للهيئة. وأوضح أن هذه التعديات، خاصة فى مناطق القنطرة غرب وخطوط الإسماعيلية-السويس والزقازيق، تعطل خطط التطوير وتعرض حياة المواطنين للخطر.
وأضاف المصدر أن الهيئة تواجه صعوبة فى إزالة هذه التعديات بسبب حجمها الكبير، لكنها تعمل على وضع خطط لتطوير المنطقة وإعادة تنظيمها بشكل يحافظ على سلامة المواطنين وحركة القطارات.
يؤكد سكان المناطق المتضررة حاجتهم إلى تدخل حكومى سريع لحل هذه الأزمة. السكان يطالبون بتوفير مساكن بديلة وآمنة بعيداً عن حرم السكة الحديد، وتحسين البنية التحتية فى المناطق المتاخمة.
كما يدعو الخبراء إلى ضرورة تطبيق قوانين صارمة لمنع التعديات على السكة الحديد، وتكثيف الجهود لتوعية المواطنين بمخاطر هذه الظاهرة على حياتهم.
أزمة التعديات على حرم السكة الحديد بالإسماعيلية تمثل تهديداً مزدوجاً للأرواح وحركة القطارات، ما يتطلب تعاوناً فورياً بين وزارة النقل والجهات المحلية لإيجاد حلول مستدامة. فالمواطنون فى هذه المناطق يعيشون بين خطر الموت تحت عجلات القطارات وصعوبات الحياة اليومية، فى انتظار حلول تعيد لهم الأمل فى حياة كريمة وآمنة.
الدقهلية..
الوصول إلى محطة دكرنس «حلم»
على الرغم من الجهود المتواصلة لتطوير محطات القطار فى محافظة الدقهلية التى تعد من أكبر محافظات الجمهورية إلا أن المظاهر العشوائية تغتال كافة خطط التطوير، حيث ينتشر الباعة الجائلون فى كافة المحطات الرئيسية لمدن المحافظة، بالإضافة إلى النشاط الكبير للمتسولين الذين يظهرون بكثافة بجميع المحطات مما خلق حالة من الفوضى، فى الوقت الذى تأخرت خطة التطوير عن بعض المحطات المهمة مثل محطة قطار مدينة دكرنس التى أصابها الإهمال فى مقتل، فمن يصدق أن كل من يتجه إلى المحطة يجد صعوبة بالغة فى الوصول إلى المحطة نتيجة غرق المنطقة التى تؤدى إليها فى الصرف الصحى طوال العام، بالإضافة إلى تهالك دورات المياه والأرصفة بالمحطة وعدم وجود إضاءة بها حتى أنه لا توجد لمبة واحدة بالمحطة، كما أن الأعمدة فى الشارع الذى يقع أمام المحطة بدون إنارة!
فى محطة القطار الرئيسية بالمنصورة انتشر الباعة الجائلون على أرصفة المحطة وكذلك المتسولين فى مظهر غير حضارى بالمرة، يقول فؤاد السيد أحد الأهالى، إن هناك جهودًا تبذل لتطوير محطة المنصورة الرئيسية التى تعد من أكبر المحطات فى الدلتا، ورغم ذلك فالعديد من المظاهر العشوائية تنتشر بالمحطة مثل الباعة الجائلين الذين يبيعون منتجات قديمة وللأسف لا يوجد حفاظ من المواطنين الذين يشترون المنتجات من هؤلاء الباعة، حيث يقومون بإلقاء الأكياس على الأرصفة إلى جانب انتشار المتسولين بكثرة فى المحطة.
ويضيف ياسر فرج، أن أى تطوير تشهده محطات القطارات فى الدقهلية يقضى عليه العشوائية المنتشرة سواء من الباعة الجائلين أو من المتسولين، مطالبًا بضرورة شن حملات على هؤلاء الباعة لمنعهم من الوقوف فى المحطات، وكذلك يجب ضبط المتسولين الذين ينتشرون داخل معظم المحطات.
أما محطة القطار بدكرنس فلها قصة أخرى مختلفة، حيث لم يصل التطوير أساسًا إلى المحطة التى تشهد إهمالًا جسيمًا اشتركت فيه عدة جهات على رأسها شركة مياه الشرب والصرف الصحى بدكرنس التى تركت المنطقة التى تقع أمام المحطة مباشرة تغرق فى مياه الصرف الصحى على مدار العام نتيجة عدم وجود خطوط صرف صحى فى المنطقة، حيث يتم الصرف بشكل عشوائى وكانت النتيجة معاناة كبيرة فى وصول طلاب الجامعات والمواطنين إلى المحطة بسبب غرق المنطقة التى تؤدى إليها، وحاول مجلس مدينة دكرنس ترميم المنطقة أكثر من مرة إلا أن مياه الصرف تعود وتطفح بشكل مستمر!!
يقول أحمد عبدالبارى إن عددًا من الباعة الجائلين ينتشرون بالمحطة ويسببون فوضى بها، مشيرا إلى أن أبناءه يعانون أشد المعاناة فى الوصول إلى محطة القطار بدكرنس، لافتًا إلى غرق المنطقة التى تقع أمام المحطة بالصرف الصحى بشكل مستمر ما يجعل الوصول إلى المحطة مغامرة فى العديد من الأوقات، وبغض النظر عن صعوبة الوصول إلى المحطة أتساءل: كيف لا يتم تطوير محطة من أقدم محطات القطار بالدقهلية، فدورات المياه بها غير أدمية والمياه مقطوعة عنها دائمًا، بالإضافة إلى أن سلالم المحطة متهالكة ولا توجد إضاءة بها.
ويشير إبراهيم سيد أحمد إلى أن محطة القطار بدكرنس من أقدم وأهم المحطات، حيث تقع بين مدينة المنصورة ومراكز شمال الدقهلية، ورغم هذه الأهمية فإنه لم يشملها التطوير حتى الآن، مطالبًا بضرورة حل مشكلة الصرف الصحى أمام المحطة حتى يستطيع الركاب الوصول إلى المحطة بسهولة وصيانة أرصفة المحطة ومرافقها من الداخل وتركيب إضاءة بها.
دمياط..
إهمال مستمر دون حلول
تعانى محطة سكة حديد دمياط، الواقعة فى نهاية خط السكة الحديد الممتد من القاهرة، من إهمال مزمن تجلى فى تردى خدمات القطارات وانتشار ظاهرة الباعة الجائلين والمتسولين، ما أثار استياء الركاب وطرح تساؤلات حول دور هيئة السكك الحديدية فى مواجهة هذه المشكلات.
يؤكد محمد كامل، مهندس وأحد ركاب قطارات دمياط، أن وضع القطارات أصبح لا يُحتمل. «العربات متهالكة تمامًا، النوافذ مكسورة، ودورات المياه غير صالحة للاستخدام الآدمى»، مضيفًا أن القمامة تملأ العربات، مشيرًا إلى أن مواعيد القطارات غير منضبطة، ما يضاعف من معاناة الركاب.
ورغم تشغيل 11 إلى 15 قطارًا يوميًا على خط دمياط، تفتقر الخدمة لأى تحسينات ملحوظة، حيث يقتصر عدد المقاعد المخصصة للركاب على خط دمياط–القاهرة المكيفة على عشرة فقط لكل رحلة، وهو عدد لا يتناسب مع احتياجات الركاب.
تتحول عربات القطارات فى دمياط إلى «سوق متحركة» بمجرد بدء الرحلة، كما أوضحت نسرين عكاشة، ربة منزل، قائلة: «الباعة الجائلون يحتلون العربات، يبيعون بضائعهم بصوت عالٍ، وأحيانًا يفرضونها بالقوة على الركاب»، لافتًا إلى أن هذه الظاهرة ازدادت فى الفترة الأخيرة مع غياب تام للرقابة من رجال المحطة أو المراقبين.
يتنقل الباعة بين العربات حاملين بضائع متنوعة، من حلوى ومناديل إلى إكسسوارات وألعاب مقلدة. وبمجرد اقتراب القطار من المحطة التالية، يجمعون بضائعهم ليكرروا المشهد فى العربات الأخرى.
كشفت بشرى عسيلى، موظفة، عن الجانب المظلم لهذه الظاهرة، حيث أكدت أن الأطفال هم الأكثر استغلالًا من قبل شبكات غير قانونية، مؤكدة أن هؤلاء الأطفال يتم جمعهم من الفقراء والمشردين وتدريبهم على البيع فى القطارات، مقابل عوائد تذهب لما يُسمى «المعلم».
أحد الأطفال، الذى التقت به، أوضح أنه يعمل تحت ضغط وتهديد من مشرفيه، قائلاً: «لو ما بعتش الكمية يضربنى ويحرقنى»، كما كشف عن أنه يعيش مع عشرات الأطفال الآخرين فى ظروف غير إنسانية داخل جراج فى مدينة رأس البر.
من جانبه، أشار عصام بشتو، محامٍ وأحد الأهالى، إلى أن معظم المنتجات التى تُباع داخل القطارات مغشوشة أو مقلدة، بدءًا من مستحضرات التجميل إلى المواد الغذائية. وأوضح أن «البضائع لا تخضع لأى رقابة، ومن الصعب أن تجد منتجًا أصليًا واحدًا».
وأضاف أن أحد الباعة أقر بأنها تعمل بصورة فردية لتجنب القبض عليها، إذ تختبئ بين الركاب عند توقف القطار فى المحطات.
يتطلب الوضع الحالى تدخلًا فوريًا من هيئة السكة الحديد، حيث باتت ظاهرة الباعة الجائلين والمتسولين تمثل تهديدًا لسلامة الركاب وصورتها العامة، وإصلاح البنية التحتية للقطارات، وزيادة أعداد المقاعد، وتعزيز الرقابة الأمنية لضبط المخالفين ومنع استغلال الأطفال، كما ينبغى إطلاق حملات توعية تحذر الركاب من مخاطر شراء البضائع مجهولة المصدر، مع تفعيل قوانين صارمة لمنع تكرار هذه الظاهرة التى باتت تسىء لمشهد النقل العام فى مصر.
سوهاج..
الباعة الجائلون يحتلون مزلقانات جرجا
مزلقانات السكة الحديد بسوهاج بها العديد من المشاكل المتفاقمة فى السنوات الأخيرة، والتى عجز المسئولون عن حلها رغم ارتفاع معدلات الحوادث اليومية خاصة فى المناطق العشوائية، ورغم تطوير المنظومة شبه الكامل فى كافة القطاعات فإن أزمة المزلقانات وتهديدها لأرواح الأهالى ما زالت قائمة حتى الآن.
أهم عشوائية مزلقانات السكة الحديد افتراش عدد من الباعة الجائلين المزلقان وقضبان السكك الحديدية، ما يتسبب فى وقوع العديد من الحوادث ورغم التحذيرات المتكررة من هيئة السكك الحديدية لهؤلاء الباعة فإنهم أذن من طين وأخرى من عجين، ورغم أيضًا حملات المرافق ورجال الشرطة على المتعدين على حرم السكة الحديد فإن الباعة يحملون بضائعهم ويفرون عند قدوم الحملات.
وبات حرم السكك الحديدية مأوى وملجأ للباعة الجائلين، الذين يفترشون المزلقانات ومداخل المحطات، فبالقرب من مزلقانات مدينة سوهاج خاصة امتدادًا من ميدان العرف حتى نفق محطة سكة حديد سوهاج ينتشر الباعة طوال أيام الأسبوع وهو الأمر الذى قد يتسبب فى وقوع كارثة، نظرًا لكثافة التشغيل وكثافة ضغط المارة من المواطنين والسيارات من شرق المزلقان إلى الغرب والعكس.
وقال مصدر بالسكة الحديد، إن الهيئة قامت بالعديد من الحملات للقضاء على الأسواق الواقعة على خطوط السكة الحديد والتى قد تسبب فى تأخر القطارات نتيجة غلق المزلقان والتسبب فى تكدس الركاب والبائعين على المزلقان، ولكن سرعان ما يعود الباعة مرة أخرى عقب انصراف الحملات.
ويعانى أهالى مركز ومدينة سوهاج من خطورة مزلقان عشوائى بمنطقة شارع المحطة، خاصة الأطفال وكبار السن ما يعرض حياة الأهالى للدهس تحت عجلات القطارات السريعة التى تأتى بدون سابق إنذار أو صافرة لتعريف الأهالى بقرب القطار من المزلقان ما يهدد أرواح أهالى المنطقة للخطر، خاصة أن الباعة الجائلين يفترشون بضاعتهم بطول المزلقان والضوضاء لا يستمع الأهالى إلى صوت القطارات.
وقال يوسف بخيت أحد الاهالى، إنه لا توجد حماية أمنية بهذه المنطقة، بالإضافة إلى وجود بلطجية ومدمنين مخدرات بجوار المزلقان ما يهدد أرواح المارة مطالبا بضرورة غلق المزلقان مؤكدًا أن منظومة تطوير المزلقانات ببعض مناطق محافظة سوهاج خارج خريطة الدولة ومطالبًا بمزلقان إلكترونى بمنطقة العارف العشوائية، بالإضافة إلى تعيين حراسة أمنية مشددة لمنع الباعة الجائلين بهذه المنطقة.
ورغم أن السلوك البشرى أمر أقرّه الجميع لكن تبقى مسئولية الجهات التنفيذية على رأس القضية فهى المسئولة عن التشغيل والإدارة ووضع السياسات وحماية المرفق من العبث ما يجعل الحديث عن سلوك بشرى خاطئ مجرد خلفية للحوادث وليست سببًا مباشرًا، ذلك أن السبب المباشر هو من قصّر فى معاقبة المخالفين وتحجيم السلوك البشرى الخاطئ.
وقال محمود وحيد من أهالى مدينة جرجا إنه يوجد سوق واحد فقط بكل مراكز ومدن سوهاج بخلاف مدينة جرجا التى يوجد بها سوقان يومى الاثنين والخميس من كل أسبوع وهو سوق مفتعل لترويج الأجهزة الكهربائية والمنزلية الجديدة أو المستعملة والمسروقة وتُقام هذه الأسواق فوق شريط السكة الحديد لبيع كل شىء من طيور وفواكه وخضراوات، الأمر الذى يزيد الاختناق ويتساءل: أين الرقابة على مزلقانات السكة الحديد؟
ويشير عبدالمنعم محمد أحد أهالى مدينة جرجا، إلى أن المزلقان الوسطانى بالمدينة يُعتبر الأخطر بين المزلقانات بالمحافظة فهو بمثابة قنبلة موقوتة، حيث توجد فوق هذا المزلقان وعلى امتداد شريط السكة الحديد منطقة سوق الكويت، وكذلك منطقة موقف القرى الشعبى بالقرب منه فضلًا عن وجود المئات من التكاتك والسيارات التى تعبره، منوهًا بأنه عند إغلاقه يحدث تكدس يصل إلى مئات الأمتار وتكتظ المنطقة بأكملها بالمئات من فئات المواطنين المختلفة ونشاهد ازدحام شديد ينذر بكارثة لتلاحم القطارات المارة.
وهكذا قضبان السكك الحديد تتلون بالدم منذ عقود فما تفتأ جراح تندمل إلا تنكأها فاجعة أخرى وسط حديثٍ عن مسئوليات لا ترتقى إلى مستوى من المصارحة الذاتية التى تُسعِف الجسد المتهالك.
0 تعليق